عند وصولك لمدخل المنزل، لا يمكن أن تنظر لأي جدار أو زاوية دون أن يكون عليها صورة "آخر العنقود" في العائلة، الذي استشهد بعد تعرضه لاطلاق نار من قِبل عناصر الشرطة الإسرائيلية خلال أحداث هبة الكرامة في أيار/مايو 2021.
ويصادف يوم الجمعة 19/5 الذكرى الثانية لاستشهاد الشاب محمد كيوان محاميد (17 عاما) من أم الفحم، الذي توفي بعد تعرضه لرصاصة أطلقت من جهة عناصر الشرطة عند مفرق (البيار) المحاذي لمدينة أم الفحم خلال أحداث هبة الكرامة.
حيث ما زالت والدة الشهيد محمد كيوان، ليلى كيوان، تحتفظ بكل مقتنياته وملابسه وكتبه وتفاصيل غرفته على النحو الذي تركها عليه قبل أكثر من سنتان، التفاصيل التي تذكرها بمحمد وتجهش بالبكاء عندما تراها.
وفي حديث خاص لـ"بُـكرا"، قالت والدة الشهيد محمد كيوان، ليلى كيوان: " فراق سنتين، وما زال ألم الرحيل يتضخم ويتضاعف، وكل ما يزيد يوما على رحيله، نشتاق له أكثر ونتذكره ونشعر بغيابه أكثر وأكثر".
شهيد
وتابعت كيوان: " الأمر الذي يخفف علينا ألم الفراق ورحيل محمد، أنه شهيد وأننا عائلة شهيد، والشهيد مكرّم وله مكانة مميزة عند رب العالمين، والذي لا يختاره عبثا، إنما يكون بحياته ووفاته مثالا وقدوة وأسوةً حسنة لباقي الناس".
وأضافت كيوان: " ما يخفف علينا أيضا، حب الناس لمحمد وتفاعلهم المستمر حتى اليوم مع قضيته العادلة، واستمرارية الزيارات لنا في البيت وضريح الشهيد في المقبرة، الأمر الذي طالما شهدته، وخفف عليّ هذا الفراق".
وأسهبت كيوان: " حتى اليوم، ما زالت غرفته ومقتنياته بها وملابسه وكتبه وديكور غرفته على النحو الذي تركها عليه، في الكثير من الأحيان أذهب وأصلي بها، أشعر به ويأتيني في أحلامي كأنه ما زال حيا يرزق"
وعن إغلاق ملف القضية، قالت كيوان: " لم نتوقع أن نأخذ حقنا وأن تحقق العدالة من هذه المؤسسة الظالمة، وإنما هو الشيء الطبيعي منهم أن يظلموا ويستمروا في ظلمهم، وكما قال الشاعر (فيك الخِصام وأنت الخِصم والحكم)".
واختتمت كيوان حديثها قائلة: " نترحم على شهيدنا محمد، وحسبنا الله ونعم الوكيل باللذي أحدث كل هذا، وأتمنى له نفس الألم الذي شعرته به".
[email protected]
أضف تعليق