مع ازدياد ظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي، وتقاعس الشرطة عن القيام بعملها، بدأ مصطلح الهجرة يسمع كثيرًا في الشارع العربي، بشكل غير مسبوق، وبادر موقع بكرا لحملة اعلامية للتحذير من هذه الكارثة التي تتفاقم كل يوم أكثر، وقد طرحنا اسئلة مخيفة، مثل، هل ما نعيشه هو حرب اهلية؟ هل هنالك مشروع لتهجيرنا من بلادنا، مشروع بدأ يحقق ثماره؟
ادخال العنف والسلاح للمجتمع لضرب النسيج الاجتماعي
وحول هذا الموضوع تحدث موقع بكرا مع عضو الكنيست السابق ورئيس الحزب الديمقراطي العربي، طلب الصانع حيث قال: "كل الابحاث تؤكد ان ظاهرة انتشار الجريمة بهذا الشكل غير المسبوق هي ليست وليدة الصدفة، بل انما هي مشروع سلطوي مخطط متكامل الاركان، بدأ ذلك بعد هبة القدس والاقصى - اكتوبر 2000، حيث صُدمت المؤسسة الامنية بهذا الموقف الجماعي الفلسطيني الذي انعكس من حراك فلسطيني من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، فكان القرار بضرب النسيج الاجتماعي، تفكيك المجتمع واشغال المجتمع في هموم يومية، وبالتالي تم ادخال السلاح وعصابات الجريمة التي تم نقلها من المدن اليهودية مثل بات يم ونتانيا الى جلجولية ،الطيبة ،الطيرة وغيرها".
وأضاف: "وايضًا غض الطرف عن المجرمين، من يتم باطلاق النار، ومن يقوم بالاتجار بالمخدرات على انواعها، لا يتم اعتقالهم وتقديم أي لوائح اتهام بحقهم بالرغم من انه لدى اسرائيل والمؤسسة الاسرائيلية امكانيات هائلة لكشف النقاب عن الضالعين في الجريمة كما هو الحال في المجتمع اليهودي، ونرى الازدواجية عندما يكون الضحية يهودي كيف يتم كشف النقاب بسرعة البرق عن منفذ الجريمة وتقديم لائحة اتهام، ولكن اذا كان الضحية عربي، فانه بشكل عام يتم تعليق او اغلاق الملف ضد مجهول".
الفوضى تحت السيطرة
وأكمل الصانع حديثه قائلًا: "الواضح ان اسرائيل تتبنى مع الجماهير العربية قضية الفوضى تحت السيطرة، طالما العنف على سبيل المثال موجود في ام الفحم وليس في الخضيرة فليكن، ولكن اذا وصل العنف للخضيرة نرى كيف يتم التعامل بقوة ورد فعل غير مسبوق، كذلك الامر بالنسبة لوجود العنف في رهط ولكن ليس في بئر السبع، لانهم يدركون باننا موجودين في حي جغرافي مشترك، واذا فقدت السيطرة فستصبح مثل الحرب الأهلية، وبالتالي "فوضى تحت السيطرة" تجعل اسرائيل تحافظ على منسوب معين ان تكون في منطقة جغرافية وان لا تتجاوزها".
وأضاف: "وذكر المفتش العام للشرطة اكثر من مرة بأن الضالعين في الجريمة يحظون بالحصانة من قبل الشاباك، قسم منهم مرتبط ارتباط وثيق بجهاز الامن العام الشاباك، اذًا هو ينفذ سياسة رسمية".
وحول الهجرة الواضحة للمواطنين العرب قال: "الواضح بان حالة عدم الاستقرار والتوتر في ظل غياب الامن سواء كان من ناحية اقتصادية او شخصية يدفع بالهجرة، حيث ان بعض القادرين من المجتمع العربي حصلوا على جواز سفر تركي، وهنالك من هاجر الى تركيا، وواضح جدًا أن اسرائيل ترغب باستخدام هذا كوسيلة للترحيل والتهجير بما يسمى الخطر الديمغرافي، التكاثر العربي هو خطر بالنسبة للمؤسسة السلطوية".
مشروع يهدف لتعزيز الانتماء، الهوية ومحاربة الضالعين في الجريمة
وأنهى حديثه قائلًا: "أي ان تدمير النسيج الاجتماعي، اشغال المجتمع والتهجير، هذه اهداف انتشار الجريمة في مجتمعنا العربي، هذا المشروع يجب ان يقابل بمشروع بديل، فلسطيني وطني يهدف لتعزيز الانتماء، الهوية ومحاربة الضالعين في الجريمة نبذهم واعلان الحرمان عليهم، اقصائهم من المجتمع وعدم توفير بيئة حاضنة لهم".
كما وتحدث موقع بكرا للسيد محمد دراوشة، مدير المركز العربي اليهودي في جفعات حبيبه حيث قال: "بالفعل نشهد هجرة الكثير من شبابنا العرب الى الخارج، حيث بدأ الأمر باستقرار الكثير من الطلاب الذين درسوا في اوروبا وامريكا في دول دراستهم، بعد ان تزوجوا من محليين وتجنَّسوا بجنسيات البلدات التي احتضنتهم، وأعطتهم الفرص الأكاديمية والتشغيلية، هاربين من التمييز العنصري الذي يواجهه العربي في اسرائيل".
انتقال شريحة المثقفين الى البلدات اليهودية يُضعف التركيبة المجتمعية
وأضاف: "بعدها شاهدنا انتقال الكثير من شبابنا العرب للسكن في البلدات اليهودية بسبب الأزمة السكنية في البلدات العربية، وبالذات انتقال اصحاب القدرات الاقتصادية الذين اشتروا البيوت في البلدات المجاورة لقراهم، وبذلك انتقلت شريحة كبيره من المثقفين الى البلدات اليهودية، ما يُضعف التركيبة المجتمعية المتبقية في بلداتنا".
وأكمل دراوشة قائلًا: "والآن نشهد هروب شريحة اضافية من المواطنين العرب الى خارج البلاد، وخاصةً الى تركيا هرباً من العنف والجريمة المستشرية، وربما طمعاً بالعيش في ظروف اقتصادية اكثر رحمة من غلاء المعيشة في البلاد".
وأضاف: "هذه الظاهرة التي تتزايد يوماً بعد يوم، هي مؤشر للأزمة العميقة التي تعصف بنا، واستسلام الكثيرين للواقع الاجرامي الذي يسيطر على شوارعنا".
وحول استمرار الهجرة قال: "استمرار هذه الظاهرة قد يعطي حلول أمنية شخصية لمن يختار الهجرة، ولكنه يبقي باقي المجتمع بوضع أسوأ، لأن غالبية المهاجرين ينتمون للشرائح المتعلمة والمقتدرة، التي تُغني المجتمع فكرياً ومادياً، واحسن من جودة الحياة لكل المواطنين".
وانهى حديثه قائلًا: "على قياداتنا المحلية والقطرية ان تعي ذلك جيداً وان تعمل على اعطاء الأسباب لهذه الشرائح للبقاء في بلداتها، من خلال مكافحة الجريمة وتحسين جودة الحياة، والتعاضد المجتمعي والانتماء للحارات والبلدات التي نعيش فيها. وإلا فستتعمق مآسينا ونكباتنا المستمرة منذ 75 عاماً".
[email protected]
أضف تعليق