تصاعدت في الآونة الأخيرة حملة التحريض المسمومة التي تقودها جمعيات ومؤسسات يمينية استيطانية متطرفة، وأعضاء كنيست من الأحزاب الفاشية ضد قيادات المجتمع العربي، وكان آخرها مطالبة النائب الليكودي عميت هليفي بحظر لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية وإخراجها خارج القانون.
وفي رسالة وجهها رئيس كتلة "هوتسما يهوديت" في الكنيست، يتسحاق كرويزر، لوزير الداخلية موشيه أربيل، قبل أيام، طالب الوزير باستدعاء رئيس بلدية عرابة، عمر واكد نصار، لجلسة استماع وفحص إمكانية إقالته من رئاسة البلدية بتهمة "التحريض" الذي تضمنته كلمته في المظاهرة التي نظمتها لجنة المتابعة في عرابة قبل أيام تضامنا مع الأسير وليد دقة واستنكارا للحرب الدموية على غزة.
وكانت حملة التحريض ضد رئيس بلدية عرابة بدأت في الصيف الماضي، في أعقاب تنظيم بلدية عرابة لمهرجان "بطوفنا" الفني، الذي تضمن أغاني للمطربة اللبنانية جوليا بطرس، حيث نشر موقع "الصوت اليهودي" في حينه مقالا تحريضيا مسموما ضد بلدية عرابة ورئيسها اتهمهما باستخدام المال العام للتحريض ضد الدولة، ووجه الموقع رسائل إلى وزير الثقافة ورئيس مؤسسة "مفعال هبايس" يطالبهما فيها بوقف تحويل الميزانيات لبلدية عرابة عقابا لها على مضامين هذا المهرجان.
وفي مطلع نيسان الماضي عاود موقع "الصوت اليهودي" التحريض على رئيس بلدية عرابة واتهمها في مقال موسع نشره في وسائل الإعلام بالتحريض ضد أمن الدولة وذلك لمشاركته في مسيرة نظمتها اللجنة الشعبية في عرابة للتنديد باقتحامات غلاة المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك.
وفي أعقاب المسيرة المذكورة توجهت منظمتا "لافي" و"بتسلمو" إلى نائب المدعي العام للدولة للمهام الخاصة، ألون ألتمان، وإلى قائد منطقة الشمال في الشرطة الإسرائيلية، الضابط شعاع تحاوخو بطلب فتح تحقيق ضد نصار بتهمة التحريض ودعم الإرهاب.
أما مدير عام منظمة "بتسلمو"، شاي غليك، فتقدم بطلب مماثل إلى المستشارة القانونية للحكومة، المحامية غالي بهراف ميارا، وإلى وزير الداخلية بالوكالة، مطالبا إياهما بالشروع بالتحقيق مع رئيس بلدية عرابة بالتهم الممجوجة إياها.
من جهته توجه نائب رئيس الكنيست، نيسيم فاتوري، من حزب الليكود، إلى وزير الداخلية بالوكالة وطالبه بالبدء بإجراءات ضد رئيس البلدية بتهمة "التماثل مع العدو".
ونشرت مجلة "شفيعي" اليمينية المتطرفة مقالا موسعا تحت عنوان "رئيس البلدية فقد الخجل" تناولت فيه عدة نشاطات شارك فيها نصار واعتبرتها داعمة للإرهاب، منها مشاركته في استقبال الأسيرة المحررة، لينا جربوني، واستقباله لوالدة الأسير المضرب عن الطعام، سامر العيساوي، وغيرها من النشاطات الوطنية التي تعتبرها هذه المجلة تطرفا وتحريضا.
أعضاء الكنيست، حانوخ ميلبيتسكي وإلياهو رفيفو، من الليكود، وأوهاد طال من حزب الصهيونية الدينية، طرحوا هذه القضية أمام لجنة الداخلية وحماية البيئة في الكنيست متهمين بعض رؤساء السلطات المحلية العربية بالمشاركة في النشاطات الوطنية ودعم الإرهابيين.
من دعا إلى محو حوارة
من جهته أكد رئيس بلدية عرابة، عمر واكد نصار، رفضه المطلق لهذه الاتهامات العنصرية المسمومة مضيفا أن مشاركته في النشاطات الوطنية هي واجب وطني وإنساني تجاه بلده ومجتمعه وشعبه لن يتخلى عنه أبدا. وقال إنه كان حريا بهؤلاء شجب تصريحات وزراء ومسئولين كبار في حكومة إسرائيل دعوا جهارا إلى محو بلدة حوارة عن الوجود وإلى تكثيف القصف على غزة وقتل عائلات بأكملها للضغط على المقاومة. كما يجدر بهذه الأبواق شجب الرعاع في عديد من المواقع الإسرائيلية الذين يهتفون "الموت للعرب"، ويطلقون أقذر الألفاظ والشتائم على النبي العربي (ص) ويعتدون على البشر والشجر والحجر في جميع أنحاء المناطق الفلسطينية.
[email protected]
أضف تعليق