ما زال عدّاد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي يشهد ارتفاعًا مستمرًا، وما زالت الشرطة الاسرائيلية تقف مكتوفة الأيدي أمام المجرمين والمعتدين، وما زالت المئات من ملفات قضايا الاجرام بدون حل، وما زال المجرمين منتشرين بيننا دون عقاب او حساب.
ليلة دامية شهدها المجتمع العربي يوم أمس، بدأت بمقتل الشاب أسامة مروّات (26 عامًا) ابن مدينة الناصرة، وانتهت بمقتل الشاب محمد زعرورة (21 عامًا) من قرية كفرمندا، ليبلغ عدد ضحايا جرائم القتل 77 ضحية منذ مطلع هذا العام.
وفي حديث لموقع بكرا مع المحامي علي حيدر قال: "لقد سمعنا في الأسبوع الماضي وزير التراث عميحاي الياهو يتهم المجتمع والثقافة العربية بانهما السبب في انتشار العنف والجريمة وهو ليس الوزير والمسؤول الأول الذي يبث هذه التصريحات العنصرية". وأضاف: "ومع ذلك فهذا يشير إلى عدم فهم مطلق للأسباب والسيرورات التي يتشكل بها العنف والجريمة وإلى كيفية معالجتها ووضع حد لها."
وأكمل: "كما أشار الوزير إلى أن أحد أسباب العنف هو عدم احترام القانون من قبل المواطنين العرب وعدم الولاء والانتماء لدولة إسرائيل، متجاهلا ما أكدناه سنوات طويلة بأن ظاهرة الجريمة هي حديثة بالمجتمع العربي والحكومات متواطئة معها، ولو أرادت الحكومة لاستطاعت سحب السلاح وملاحقة ومعاقبة عصابات الإجرام، بل بالعكس فهي تشكل لهم بيئة مريحة لنشر الفساد والفوضى".
وأضاف حدير قائلًا: "لقد أُشبع موضوع العنف والجريمة في المجتمع العربي، كتابة وبحثا ودراسة وتشخيصا وتوثيقا وتوصيفا، كما أنه يدمي مشاعرنا وأحاسيسنا ومشاعرنا وقلوبنا بشكل يومي. ورغم إدراكنا بأن الشرطة والحكومة قادرة على مواجهة هذه الظاهرة وتقليصها، إلا أنها متواطئة مع الكثير من المتورطين بها من عصابات الأجرام".
وحول الخطوات التي قام بها المجتمع العربي سابقًا لوقف هذه الظاهرة قال: "العنف والأجرام يقوض المجتمع من الداخل ويخلق حالة من عدم الطمأنينية واللا يقين وعدم الأمان الشخصي والمجتمعي وينتج حالة من اللامبالاة واليأس والعجز. لقد قام المجتمع العربي في العقد الأخير ببعض الفعاليات والنشاطات حتى أن جزءًا منها كانت له أصداء وحضور وخصوصًا أنها كانت ردود فعل على جرائم كبيرة مثل إغلاق شارع ٦ والمظاهرة في مجد الكروم على سبيل المثال لا الحصر، ولكن هذا ليس بكافٍ، ولم تكن هنالك استراتيجية واضحة ومدروسة ومتواصلة للنشاط".
وحول الحلول المقترحة لهذه الظاهرة قال: "ندرك جيدا بأنه ليس هنالك حلولا سحرية لهذه الظاهرة لارتباطاتها بعوامل مختلفة، ومع ذلك المطلوب من المجتمع العربي الآن أن يهب إلى إجراء مظاهرات ومسيرات أسبوعية ضخمة ومؤثرة، والمطالبة باستقالة كل من رئيس الحكومة ووزير الأمن الداخلي والمفتش العام للشرطة".
[email protected]
أضف تعليق