فازت مديرة التمريض في عيادة شقيب السلام، الممرّضة سهام الشليبي- الحوصي، هذا الأسبوع، بشارة رئيس الدولة للتّميّز لسنة 2023، وكانت سهام (35 عامًا، متزوّجة + 3) قد أنهت تعليمها للقب الأول في موضوع التمريض في جامعة بن غوريون، وبدأت تعمل كممرضة في صندوق المرضى مئوحيدت، وسرعان ما تم تعيينها مديرة تمريض في عيادة شقيب السلام التي كانت تضم نحو 2,500 مؤمّن، بينما تضمّ اليوم نحو 10,000 مؤمّن وتشمل ثلاثة فروع أخرى. وبالإضافة الى ذلك، تعمل على تركيز كل موضوع مرافقة الحمل بمئوحيدت في الوسط البدوي. وقد حازت، كما ذكر، على شارة رئيس الدولة للتّميّز لسنة 2023، كممرّضة متميّزة من قبل مئوحيدت، وذلك لمساهمتها في التنوّع المهني والشخصي والتنظيمي والاجتماعي. ويتم منح شهادة التقدير هذه في مقرّ إقامة رئيس الدولة في إطار الاحتفال بيوم الممرّضة.

تقول الممرّضة سهام: "لقد تلقيت الدعم من والديّ منذ اللحظة الأولى التي قررت فيها دراسة موضوع التمريض، وقد شكل والدي نموذجًا شخصيًا لي. وكإنسان، لم يتنازل أبدًا عن الحلم بأن أنجح وعن حلم أن أعمل على تحقيق التحسين والتغيير من أجل أهلنا في النقب. هكذا بدأت قصتي. منذ بداية الطريق كنت أعلم أن طريقي هو نضال مستمر من أجل تغيير النظرة إلى الصحة لدى السكان البدو. وكان جوهر عملي هو تقليص الفجوات ورفع مستوى الوعي بين السكان البدو، وهم سكان مستضعفون في العديد من المجالات، وخاصة في مجال الصحة الذي يعكس الظروف المعيشية الصعبة. يجب أن يكون مفهومًا أن هذا مجتمع له ثقافة خاصة به وطريقة حياة تقليدية، وهو يعاني من أعلى معدل لوفيات الرضع في البلاد إلى جانب ارتفاع معدل المواليد وعدم وجود متابعة منتظمة، ومتوسط العمر المتوقع منخفض نسبيًا، ويعاني من أمراض وراثية ومزمنة صعبة وما الى ذلك".

وتضيف: "التحديات العديدة تراكمت أمامي في نهاية كل يوم عمل. وكان عليّ أن أرفع رأسي وأجد أي طريقة ممكنة لمساعدة ذلك المجتمع المستضعف، الذي يفتقر إلى المعرفة والتوجيه، والذي لا تعتبر الصحة في رأس سلم الأولويات لديه. وبدل أن استسلم، اخترت أن أواجه الصعوبات، وأقاتل كل يوم من أجل كل مريض ومريض، كل واحد وآخر. أقوم بمدّ يد العون لهم، أقدّم الاستشارة وأقوم بالإرشاد. هكذا بدأ التغيير".
وتستطرد سهام: " كل دورة تأهيل شاركت بها كانت من أجل تقليص الفجوات في الخدمات الصحية وبهدف تحسين متوسط العمر المتوقع ورفع مستوى الوعي. وعلى سبيل المثال، في إطار عملي كممرضة مسح جيني، نجحت في إتاحة الخدمة للجمهور البدوي، علمًا أنه كان لا يمكن إجراء الفحوصات الجينية إلا في مستشفى سوروكا، وكان العديد من الناس يتنازلون عن هذا الفحص لأنهم لم يفهموا طبيعته أو ماذا يجب أن يفعلوا. لقد قمت بإحضار هذه الخدمة إلى العيادة وبدأت بإجراء الفحوصات هنا عندنا. بالإضافة إلى ذلك، كان من المهم بالنسبة لي أن أحسن بشكل كبير الاستجابة لإجراء فحوصات المسح في بداية كل حمل، وأن أدعو الأزواج للاستفسار والشرح قبل الزواج. أنا أصل الى هؤلاء الأزواج عن طريق أمهاتهم، النساء الحوامل اللواتي يأتين إليّ ويحدّثن الممرضات أو أقاربهن عنّي. أذكر أنّ أحد الآباء جاء إليّ لأنه كان يخشى أن تتزوج ابنته من أحد الأقارب بعد أن أجرت الابنة الفحص لديّ، وقد نجحت في إقناع العريس المستقبلي بإجراء الفحص أيضًا، ورأينا أنه لا توجد مشكلة. إنها عائلة مغلقة للغاية لا تأتي إلى هذه الفحوصات، وكان هذا بمثابة إنجاز بالنسبة لي".

وتضيف: "في إطار عملي كممرضة لمراقبة الحمل، فإنني أطلع على الإشكاليات العديدة في أوساط المجتمع البدوي بسبب البعد الكبير عن العيادة، والفجوات اللغوية والنساء غير المستقلات. لذلك، الكثير من النساء لا يقمن بإجراء فحوصات متابعة الحمل بسبب عدم الإيمان بضرورتها أو لعدم فهم ما يجب القيام به بالضبط. في كثير من الأحيان يخرجن مع كومة أوراق من طبيبة النساء ودون أن يجدن من يشرح لهن. في أحيان أخرى، لا يأتين لإجراء الفحص الأول إلا في الشهر الخامس أو السادس ويخسرن الكثير من الفحوصات، والكثيرات لا يأتين للأدوار المحدّدة مسبقًا لديّ. وعندما أدركت أنه توجد مشكلة هنا، قررت تحويل ساعات عملي كممرضة متابعة للحمل إلى ساعات العمل المقابلة لساعات عمل طبيبة النساء- وبهذه الطريقة تمكنت من الإمساك بالنساء عندما يخرجن من عند الطبيبة، وعلى الأغلب بعد أن كنّ لا يعرفن ما هو المطلوب منهن، فأقوم بمساعدتهن في تعيين الأدوار وفهم نتائج الفحوصات. وكان هذا عبارة عن تغيير صغير أحدث فرقًا جوهريًا".

وأشارت سهام الشليبي- الحوصي الى أنها تقوم بمراقبة ومتابعة الحمل لدى نحو 50 امرأة حامل في حملهن الأول، و"أرى من خلال ملفاتهن في أي أسبوع حمل هن، ومتى هن بحاجة الى فحص، ومتى فاتهن فحص ما، ومتى يجب الانتباه إلى النتائج، وما إلى ذلك. فأنا أدير يوميات معروضة أمامي مع متابعة كل امرأة حامل، الأمر الذي يتيح لي مساعدتهن. فالقيام بإرشاد الأمهات الشابات يساعدهن في الحفاظ على حملهن بأقل ما يمكن من المضاعفات، وإنجاب أطفال أصحاء. والفائدة هي طويلة الأمد، حيث يدور الحديث عن توعية الأمهات والوالدين الشابين، ذلك أن هذا الموضوع يكاد لا يحظى باهتمام في المجتمع البدوي إطلاقًا".

وتؤكد أنّ "الجزء الأساسي من خطة عملي السنوية يتعلق بتعزيز الصحة وتقليص الفجوات. على سبيل المثال، إرشادات خاصة قبيل الصيام في شهر رمضان لمرضى السكري وما قبل السكري، وإرشادات حول موضوع صحة المرأة، التغذية الصحية والنشاط البدني، إرشادات للإسعاف الأولي والإنعاش الأساسي وغيرها. كل هذه المواضيع المذكورة تبدو أساسية للغاية، ولكن في مجتمعنا لا يتم الحديث عنها".

وتنوّه الممرضة الحائزة على شارة التميّز بأنها تعلم "أن الطريق لا يزال طويلا، وهناك حاجة إلى العديد من التغييرات والميزانيات من أجل إحداث تغيير جدّي وأوسع نطاقًا. لكن معرفتي بأنني نجحت في التأثير في الوسط والمجتمع الذي أتيت منه يجعلني أشعر بالرضا بشكل كبير. يدور الحديث عن صراع يومي، وهكذا فقط يأتي التغيير، وأنا أستيقظ كل صباح بكل قوّة وكأنني سأنطلق من نقطة البداية من جديد".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]