في العقود القليلة الماضية تم التعمق أكثر في طرق استخدام الفن علاجا، والتشديد على اسباب وطرق العلاج، لمحاولة ايجاد حلول ابداعية فنية للمرضى، من خلال استخدام تقنيات متعددة، ودراسة اساس الاشكالية النفسية ولتفريغ الطاقات الكامنة من خلال الفن.
عن هذا الموضوع تحدثت المعالجة عن طريق التعبير والابداع ليم سليمان لموقع بكرا عن طرق استخدام العلاج عن طريق الفن، من خلال الأساليب الفنية في علاج الاضطرابات النفسية،حيث المبدأ الاساسي بالعلاج بالفن، هو التعبير الإبداعي الذي يمكن أن يعزز الشفاء والرفاهية العقلية.
ماهو العنف؟
واضافت سليمان:" أن انواع العلاج بالفن مختلفة ومتنوعة وتشمل: الرسم (يضمن لأشغال والنحت) ، الحركة، الموسيقى، الكتابةوالقصص (بيبليوترابيا) والدراما.
وفي ذات السياق فإن احد المشاكل الصعبة والمقلقة في مجتمعنا، هي ظاهرة العنف التي يجب علينا أن نعلاجها بسرعة، وبجدارة، لكي نمنع ضحايا اخرى ، و لكي نعالج المشكلة من جذورها، يستوجب علينا اولا معرفة ما هو العنف وما هي أسبابه.
إذ يعتبر العنف إحدى الظواهر المجتمعيّة المنتشرة في غالبيّة مناطق العالم، ولا تقتصر على فئةٍ عمريّةٍ معينة، وهو عبارةٌ عن قوةٍ جسديةٍ أو لفظيةٍ أو حركيةٍ تصدر من طرفٍ ما تجاه طرفٍ آخر، فتلحق به الأذى النفسي والجسدي وربما الجنسي أيضاً، كما وتكثر النتائج السلبية التي يعتبر العنف سبباً رئيسياً فيها مثل التخريب والتدمير والقتل وغيرها".
انواع العنف
وفي ما يتعلق بتعددية انواع العنف قالت المعالجة عن طريق التعبير :" ينحدر من العنف :-
العنف الجسدي - العنف الذي ينتج عنه ضرر جسدي فعلي ، مثل اللكم أو العض أو التلويح بسلاح.
والعنف العقلي - العنف الذي يهدف إلى التسبب في إصابة نفسية ، مثل زيادة الإثارة العاطفية أو حالة من اليأس
بالاضافة الى العنف العاطفي - سلوك مسيء ينتج عنه ضائقة ذهنية وصعوبة في التعبير عن الذات.
والعنف الكلامي: استخدام الكلمات أو الإيماءات لإحداث ضرر نفسي.
نظريات العنف
وفي ما يتعلق بنظريات العنف اسهبت سليمان :"
١. نظرية التعلم الاجتماعي: تقترح أن العدوان هو سلوك مكتسب. يمارس الأطفال العدوانية لمجرد أنهم يقلدون ما لاحظوه.
٢. نظرية غريزة العدوان
كما طرحها سيغموند فرويد ، تفترض أن العدوان هو دافع بيولوجي فطري مع نفس فئة الدوافع المرتبطة بالجنس أو الجوع.
٣. ظرية العدوان والإحباط
تنص هذه النظرية ببساطة على أن العدوان ينبع من الإحباط. من المحتمل أن يتحول الإحباط إلى عدوانية ، لكن ليس من الضروري أن يحدث ذلك".
الوصمة الاجتماعية
واوضحت سليمان قائلة :لشدة الأسف معظم المجتمعات، وبالاساس المجتمعات المحافظة تعاني من الوصمة الاجتماعية بالنسبة
للخدمات النفسية.
الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالسعي للحصول على خدمات الصحة العقلية هي تصور أن الشخص الذي يسعى للعلاج النفسي غير مرغوب فيه أو غير مقبول اجتماعيًا.
ارتفاع الوعي
وتابعت :لاحظت ان الوعي للاضطرابات والخدمات النفسية قد ارتفع في السنوات الأخيرة لأسباب مختلفة، منها أزمة فيروس الكورونا الذي سبب لكثير منا الخوف، القلق وغيرها من الاضطرابات النفسية بكل العالم ، ولكن ما زال امامنا طريق طويلة، وتحديات كثيرة، بالأساس بمجتمعنا العربي لكي نحول كل مجال العلاج النفسي والاضطرابات النفسية الى جزء طبيعي وانساني من حياتنا، لان هذا يساعد ويساهم في الرفاهية النفسية لجميعنا ، وايضا معالجة مشاكل اجتماعية مقلقة مثل العنف الذي سبب لنا جميعا اضرار كبيرة ومؤلمة،
وكما اعربت عن ملاحظتها للوعي واللاضطرابات والخدمات النفسية الذي في السنوات الأخيرة ، لأسباب مختلفة منها أزمة فيروس الكورونا وسبب الخوف، القلق، وغيرها من الاضطرابات النفسية بكل العالم".
طرق العلاج
واختتمت:" سليمان من الجذير ذكره انه يمكن علاج العنف بطرق مختلفة، أحدها علاج نفسي عن طريق الفن. ما يفعل المعالج (therapist) هو اولا بناء علاقة مع المعالج (client) وبناء ثقة واحتواء ما يسمى ( التحالف العلاجي).
وبعد بناء التحالف العلاجي، يبدأ المعالج عن طريق الفن بمعالجة الموضوع عن طريق فهم وزيادة الوعي، للأسباب التي تسبب للمعالج (client) الشعور بالغضب. هذا ما يزيد المعرفة والسيطرة الذاتية عنده.
كما أنه يعرض عليه طرق بديلة وآمنة للتعبير عن الغضب، التي تشمل تعبير فني وابداعي مثل الرسم، الكتابة، الأشغال وغيرها.
[email protected]
أضف تعليق