نشر مركز أمان – المركز العربي لمجتمعٍ آمن تقريرًا حول معطيات الجريمة في المجتمع العربي خلال العقد الأخير (2012-2023) يظهر ارتفاعًا حادًّا ولافتًا في دالّة الجريمة في المجتمع العربي في الثلث الأول من العام الحالي 2023 مقارنة بالعام الماضي والأعوام الّتي سبقته، حيث تشير المعطيات إلى ارتفاع بأكثر من ضعفين ونصف (250%) في تعداد الضحايا للثلث الأوّل من عام 2023 (65 قتيلًا) مقارنة بالثلث الأول من العام 2022 (25 قتيلًا).
ووفقًا للإحصائيات التي وثّقها مركز أمان برزت بشكل واضح دالّة تصاعديّة على امتداد أعوام العقد الأخير في أعداد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي، في حين يشذّ العام 2022 عمّا سبقه من أعوام بكونه العام الّذي يكسر تصاعديّة هذه الدالّة، بحيث شهد انخفاضًا في أعداد القتلى بنسبة أكثر من 13%.
ودعا مركز أمان لإجراء دراسة مستفيضة لهذه المعطيات وخاصة شذوذ العام 2022 وأخذها بعين الاعتبار للوقوف على الأسباب الّتي أدّت آنذاك لانخفاض الدالّة للمرّة الأولى منذ سنوات، ثمّ ارتفاع الدالّة مرة أخرى مباشرة بعد العام 2022 وبصورة أكثر حدّة، مع الإشارة إلى أنّ العام 2022 هو العام الوحيد الّذي شارك فيه حزب عربي في ائتلاف حكومي، وألزم الحكومة -من خلال تفعيل ثقله وتأثيره- على اتّخاذ قرار سياسي سيادي وإقرار خطّة وميزانيّات غير مسبوقة لمحاربة العنف والجريمة في المجتمع العربي، وبدء تنفيذ الخطة على أرض الواقع، إضافة إلى المساهمة في إيجاد حلول جذريّة لأسباب عديدة تؤدّي لاستفحال هذه الآفّة أكثر فأكثر، مثل إقرار خطّة خمسيّة اقتصاديّة قادرة على توفير أطر تشغيليّة لشبابنا الّذين يستقطبهم عالم الإجرام لانعدام الأفق التشغيلي والاقتصادي والمهني.
500 قتيل
وحذّر مركز أمان إذا ما حافظت دالّة العنف والقتل على نفس نسبة الارتفاع، من أن نشهد خلال الثلث الأوّل فقط من عام 2024 أكثر من 100 قتيل!! وليس ببعيد أن يتجاوز العدد السنوي 500 قتيل وفقًا للنماذج الإحصائيّة وتحليل معطيات الثلث الأوّل من العام الحالي.
من جهته، قام الشيخ كامل ريان رئيس مركز أمان بالتواصل بهذا الشأن مع كل من رئيس الدولة يتسحاك هرتسوغ، ومع يوؤاف سيغالوفيتش نائب وزير الأمن الداخلي السابق الذي كان يتابع في الحكومة السابقة خطة مكافحة الجريمة في المجتمع العربي، ومع تساحي هنغبي رئيس مركز الأمن الوطني ومستشار رئيس الحكومة للأمن القومي، حيث أطلعهم على معطيات التقرير الخطيرة والارتفاع الحادّ في دالّة الجريمة في المجتمع العربي، وطالب بتعيين منسّق "برويكتور" لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي، على غرار منسّق الكورونا.
[email protected]
أضف تعليق