لا تمل بعض المواقع العبرية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي من التحريض على النشطاء الفلسطينيين في مختلف أنحاء البلاد، وخصوصا بعد أحداث هبة الكرامة وما تبعها من أحداث وتوترات وخصوصا في المسجد الأقصى المبارك.
ويستمر مسلسل التحريض على النشطاء الفلسطينيين في الداخل، من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي اليمينية، والمدعومة من الأحزاب اليمينية وحزب بن غفير تحديدا.
فيما تصدر موقع "الصوت اليهودي" التابع لحزب "عوتسما يهوديت" التحريض على النشطاء وتحديدا الداعمين والناشطين في قضية القدس والمسجد الأقصى، وآخر المحرَض عليهم هو الناشط والعضو في الحراك الفحماوي الموحد محمد طاهر جبارين، والذي تم وضع دائرة حمراء حول صورته بجانب ضحية جريمة القتل حمزة أبو غانم من اللد الذي كان ناشطا في أحداث هبة الكرامة، وكتب الوصف تحت الصورة "حمزة ابو غانم الذي تم تصفيته في مدينة اللد يقف بجانب محمد ابو طاهر جبارين رئيس منظمة الحراك الفحماوي ونشطاء اخرون".
سلسلة من التحريض
وفي حديثه لـ"بُـكرا" وعن التحريض ضده، قال الناشط والعضو في الحراك الفحماوي الموحد محمد طاهر جبارين: " هذا تحريض ضمن سلسلة تحريضات عليّ، وعلى النشطاء في الداخل لكنه يعتبر التحريض الأخطر حيث تم وضع دائرة حمراء على صورتي وانا بجانب ضحية الجريمة الشاب حمزة أبو غانم".
وتابع جبارين: " هذا التحريض يعتبر تصعيدا واضحا وضمن سياسة تكميم الأفواه التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية والذي يتعرض له النشطاء في البلاد تحديدا بعد أحداث هبة الكرامة".
وأسهب جبارين: " أنه كان هناك تواصل من الأحزاب وبعض الأجسام الرسمية معه بخصوص هذا التحريض، وأن التطلع لمقاضاة المحرضين قانونيا".
حملة تضامنية
وتباعا لهذا التحريض، أطلق نشطاء من أم الفحم حملة تضامنية داعمة للناشط جبارين، وعن الحملة قالت الناشطة هيا محاجنة: " نحن في هذه الحملة ندعم محمد جبارين في التحريض الذي يتعرض له، ونؤكد دعمنا الكامل له ولمن يتم التحريض ضده، وقد أطلقنا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي من منشورات وهاشتاغات ولايفات داعمة لجبارين".
وعن هدف الإعلام العبري من هذا التحريض، قال الناشط عبد الرحيم حاج يحيى: " تأتي هذه الحملات في محاولة للترهيب والتخويف والنبذ وتكميم الأفواه، ولتلقين الشعب الفلسطيني في الداخل "درس" (ايّ، لترهيب البقية عن طريق اضطهاد الفرد الواحد والقصد هنا الناشط الفلسطيني المُستهدف)، امّا عن السياسة المستخدمة فهي سياسة مشابهة وموازية لما تفعله الحكومات الاسرائيلية بالأساس: استخدام كلّ الطرق التحريضيّة التّي من شأنها "زعزعة الامان الفردي" والنبذ.
وعن مدى التأثير الإيجابي لحملات الدعم والتضامن مع النشطاء الذين يتعرضون للتحريض، قال حاج يحيى: " تعبّر الحملات عن التفاف شعبي وجدار صلب يحمي النشطاء من التحريض الهمجي ضدّهم، فعندما يلتفّ الشعب حول النشطاء، بالاضافة لاعادة شعورهم بالامان ومدّهم بالقوّة، فهذا الالتفاف يكون بمثابة ردع للتحريض بحيثُ يقلب السحر على الساحِر: يفضح الاعلام العبري وسياستُه، ويجعل النشطاء أقوى اكثر فاكثر، اهميّة هذه الحملات الداعمة تفوق ايّ شيء اخر عندما يتعلّق الموضوع بالتحريض. لانّ، عندما يتآمر العالم على الفرد، كلّ ما يحتاجه هو وقفة صريحة وشفافة من شعبِه".
[email protected]
أضف تعليق