امتد القتال الدائر في السودان منذ نحو أسبوعين إلى إقليم دارفور المضطرب غربي البلاد، الذي احتدم الصراع فيه بعد عقدين من اندلاع حرب طاحنة هناك.
واندلع الصراع في دارفور عام 2003، حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد، قوات الدعم السريع حاليا، التي اشتهرت بامتطاء الخيل في أعمال عنف أدت إلى مقتل نحو 300 ألف شخص وتشريد الملايين.
ورغم اتفاقيات السلام العديدة، فإن الصراع مستمر منذ ذلك الوقت، كما تصاعدت حدة العنف على مدى العامين المنصرمين.
ماذا يحدث في دارفور؟
• قالت هيئة محامي دارفور، وهي جماعة حقوقية، إن 52 على الأقل قتلوا في هجمات "ميليشيات" مسلحة تسليحا قويا على الأحياء السكنية في مدينة الجنينة، بالإضافة إلى مستشفاها الرئيسي وسوقها الرئيسية والمباني الحكومية، وعدة ملاجئ للنازحين الداخليين.
• قال أحد السكان، وقد طلب عدم نشر اسمه خشية البطش به، إن "رجال ميليشيات من قبائل عربية بدوية دخلوا مدينة الجنينة، حيث تسبب القتال بين قوات الدعم السريع والجيش في فراغ أمني في الأيام القليلة الماضية"، وسط مخاوف من أن تسوء الأوضاع الأمنية أكثر.
• أضاف أن "مسلحون من قبيلة المساليت تصدوا لهم، وامتدت الاشتباكات عبر المدينة، مما تسبب في موجة نزوح جديدة".
• تقع الجنينة في أقصى غرب السودان، وشهدت نزاعات قبلية متكررة في السنوات القليلة الماضية مما أدى إلى طرد سكان من منازلهم مرات كثيرة.
وقُتل المئات وأصيب الآلاف في أنحاء السودان، منذ اندلاع القتالبين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الجاري.
وتكتسب دارفور أهمية استراتيجية لطرفي الصراع المتحاربين في السودان، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حيث بنى الرجلان حياتهما المهنية في دارفور.
وبينما يحاول الجيش الآن طرد مقاتلي قوات الدعم السريع من مواقعهم في الخرطوم، فإن الأخيرة يمكن أن تعود إلى جذورها في دارفور، في محاولة لإعادة ترتيب صفوفها والحصول على مزيد من التعزيزات.
[email protected]
أضف تعليق