"ما هي أكبر مشكلة في مجال المساواة في التشغيل؟" هكذا افتتحت طالي حروتي سيبر حلقة النقاش التي تمحورت حول الموضوع خلال مؤتمر "نساء تقدم التغيير" الذي أقامه موقع بكرا.

تكاد كل إجابة أن تكون صحيحة هنا؛ فجوات الأجور الجندرية، فجوات الأجور بين النساء والرجال، والتي تعتبر الأعلى بين دول منظمة الـ OECD، هي مشكلة "مهينة" وهي مشكلة معقّدة جدا ترتكز على أسس ثقافية، اجتماعية وتنظيمية عميقة في المجتمع الإسرائيلي. بطبيعة الحال، فإن مثل هذه المشكلة تستوجب مجموعة كبيرة من الحلول والتعاونات واسعة النطاق.

في إسرائيل، تكسب النساء أجراً أقل بـ 32% بالمعدّل من الرجال
في إسرائيل، تكسب النساء أجراً أقل بـ 32% بالمعدّل من الرجال. فجوات الأجور هي ظاهرة عابرة للقطاعات، الثقافات والمناطق الجغرافية.
من بين أسباب فجوات الأجور بين النساء والرجال في إسرائيل: تعمل النساء عدد ساعات أقل من الرجال (بالمعدل، 8 ساعات أسبوعية أقل).
تعمل النساء في فروع العمل ذات معدّل أجور أقل نسبيا (مثلا، عام 2018، كانت نسبة 80% من العاملين في مجالات الصحة والرفاه والتربية، وهي مجالات ذات معدّل أجور منخفض، من النساء، في حين كانت النساء في مجالات الهايتك يشكلن ما نسبته 35% فقط).

تمثيل النساء العاملات في الوظائف عالية الأجر وفي المستويات الإدارية منخفض (فقط 23% من المديرين في إسرائيل هن نساء).

انعدام المساواة الجندرية في التشغيل هي ليست مشكلة اجتماعية فقط

تقول عنات سلايبر، مديرة إجراءات المساواة الجندرية في العمل، التي تم ابتكارها في جوينت تيفيت ودائرة المجتمعات في وزارة العمل، إن انعدام المساواة الجندرية في التشغيل هي ليست مشكلة اجتماعية فقط، وإنما مشكلة اقتصادية تمسّ بإنتاجية المرافق الاقتصادية بصورة كبيرة. إذا تم تقليص الفجوات الجندرية في مجال العمل، حتى ولو بنسبة 40% فقط، فإن إنتاجية المرافقة الاقتصادية سترتفع بـ 34 مليار ش.ج حتى عام 2030، وبـ 91 مليار ش.ج حتى عام 2040.


تتواجد فجوات الأجور الجندرية في كل دول العالم، وهنالك جهود عالمية تبذلها الحكومات والمنظمات من أجل النهوض بالمساواة الجندرية في العمل، لأجل زيادة الإنتاجية.

هنالك معنى كبير للنهوض بالمساواة الجندرية في العمل، بهدف زيادة الإنتاجية
تعمل جوينت إسرائيل من أجل زيادة الإنتاجية في المرافق الاقتصادية من خلال توجّه الإنتاجية الشمولية – وهي الإنتاجية التي تفحص إنتاجية الدولة الاقتصادية وكذلك النظرة إلى مختلف الشرائح السكانية المتنوعة – كيف يساهم الدمج والنهوض بالتشغيل في تقليص فجوات الإنتاجية. تشكل شريحة النساء أكثر من نصف سكان الدولة، وهنالك معنى كبير للنهوض بالمساواة الجندرية في العمل، بهدف زيادة الإنتاجية.
بسبب تعقيد المشكلة، فإننا في جوينت نقوم بابتكار حلول بتعاون وشراكة حكومية واسعة النطاق، مع 13 وزارة. تأتي الحلول من خلال عدّة توجّهات:


مفترقات الحياة "قبل التشغيل" – تشخيص المفترقات الهامة التي يجب التدخل فيها على امتداد محور السيرة المهنية. النقطة الزمنية الحاسمة هي بعمر 18-22 عاما، حول قرار "ماذا سأفعل عندما أكبر" قبل الدراسة الأكاديمية. في هذه النقطة، هنالك حاجة لتعزيز الشعور بالقدرة، معرفة الإمكانيات المتاحة في سوق العمل وتوسيع نطاق الاعتبارات إلى ما بعد الاعتبارات الشخصية وصولا إلى الاعتبارات الاقتصادية أيضا. يعمل برنامج "يكتشفن المستقبل" التابع لجوينت ووزارة العمل على النهوض بالشابات نحو أفضل اختيار مع التوجيه إلى المجالات عالية الجودة وذات إمكانيات الكسب المرتفعة.


معطيات وأدوات – دعم لإجراءات اختيار السيرة المهنية من خلال المعطيات والأدوات الحدية التي تتيح الإمكانيات في سوق العمل وتساعد في اختيار مسار السيرة المهنية: عفوداتا https://avodata.labor.gov.il/ ו Skill il- https://skillil.co.il/ والتي يمكن من خلالها اتخاذ قرارات واعية بشأن مواضيع ومسارات التعليم – الأجر، طبيعة العمل، إمكانيات التأهيل بل وحتى التمثيل الجندري.
التوجّه المهني الفرعي – زيادة تمثيل النساء في مهن ومجالات ذات إنتاجية عالية ووظائف إدارية متوسطة ورفيعة.

قنوات من أجل خلق تمثيل أعلى للنساء في الوظائف الإدارية

نحن نعمل في عدّة قنوات من أجل خلق تمثيل أعلى للنساء في الوظائف الإدارية:
في مجال التمريض، مجال ذو أغلبية نسائية، يعتبر تمثيل النساء في الوظائف الإدارية الرفيعة منخفضا نسبيا. تشغل جوينت تيفيت، بالتعاون مع دائرة التمريض في وزارة الصحة، برنامج "نيطع" الذي ينهض بمسارات تأهيل إدارية لمستويات الإدارة المنخفضة في مجال التمريض، وذلك بهدف رفع مستوى تمثيل النساء في المستويات الإدارية الرفيعة أيضا في المجال.


في الخطة الوطنية للهندسيين والفنيين، بالتعاون مع "ماهاط"، يتم إجراء تأهيلات للهندسيين والهندسيات في المجالات التكنولوجية، حيث يدور الحديث عن دورات تأهيلية ذات مردود عالٍ بالمقارنة مع التأهيل. نحن نعمل بصورة فعّالة من أجل إدخال المزيد والمزيد من النساء للتأهيل في هذه المجالات.

من خلال التعاضد والتكافل سيكون بإمكاننا النهوض بحلول من أجل تقليص الفجوات
تقول سوزان حسن، نائبة المدير العام في جوينت تيفيت إن التحديات التي تواجهها النساء في المجتمع العربي بالنسبة للاندماج في عمل ذي جودة وأجر مرتفع وفي الوظائف الإدارية الرفيعة، أكثر بكثير، نظرا لأنها ترتكز على أسباب ثقافية واجتماعية، تتعلق – من ضمن ما تتعلق – بانتمائهن إلى مجموعة أقلية.
من الواضح لنا جميعا أنه ومن خلال التعاضد والتكافل فقط، وجهات النظر والقدرات، سيكون بإمكاننا النهوض بحلول من أجل تقليص الفجوات.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]