أكّد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أنّ مصر تحرص على عدم التدخل في الشوون الداخلية لأيّ دولة، بما فيها السودان.
وقال السيسي بعد اجتماعٍ للمجلس الأعلى للقوات المسلحة إنّ "السياسة المصرية دائماً ما تتسم بالتوازن"، كاشفاً أنّه "عرض الوساطة على الأطراف السودانية".
وأشار السيسي إلى أنّ "ما يحدث في السودان هو شأنٌ داخلي، ولا ينبغي لأيّ طرفٍ التدخل فيه".
كذلك، لفت الرئيس المصري إلى أنّه "ليس في مصلحة السودان الاقتتال، ويجب الجلوس إلى طاولة المفاوضات لتجنيب السودان مزيداً من التدهور".
وأكّد السيسي "سلامة عناصر القوات المصرية في السودان"، مردفاً أنّ "القوات المصرية كانت موجودة هناك ضمن بروتوكول مع الدولة السودانية، وكانت قوّة رمزية للتدريب، وليس لدعم طرف على حساب آخر".
وشدد على أنّ الاتصالات المصرية مع السودان تأتي لتأمين سلامة القوة المصرية، آملاً "استرداد العناصر في أسرع وقتٍ ممكن".
بدوره، تحدث الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن أهمية دور مصر في تجنيب السودان نتائج الأحداث الجارية، وعن أن بعض المصالح العربية قد تتعارض مع مصالح مصر الأكثر عمقاً في السودان، بحسب قوله.
وقال عمرو موسى في تغريدات في صفحته الرسمية في "تويتر"، الاثنين، إن "دور مصر في تجنيب السودان نتائج الأحداث الجارية يجب أن يكون أساسياً وصريحاً"، موضحاً أن "الصراحة مهمة مع إخواننا ومع غيرهم ممن نشطوا في موضوع السودان دائماً أو بالذات مؤخراً"، بحسب تعبيره.
وتوقّع موسى سياسة ديناميكية من الجانب المصري وجولات نشطة للدبلوماسية المصرية على مختلف مستوياتها؛ علنية وسرية.
وقال إن القاهرة تحجز موقعاً رئيسياً في المجالين العربي والأفريقي في مسار الأمور، "وتقضي على محاولات الاستبعاد من الاتصالات الجارية حالياً".
وأمس، أعلن رئيس بعثة الأمم المتّحدة في السودان فولكر بيرتيس سقوط أكثر من 180 قتيلاً و1800 جريح في المعارك المحتدمة في السودان منذ 3 أيام بين الجيش وقوات "الدعم السريع".
وقال بيرتيس الموجود في السودان للصحافيين في نيويورك، في إثر إجرائه من الخرطوم مداخلة عبر الفيديو أمام مجلس الأمن، إنّ "الوضع ضبابي للغاية". لذلك، "يصعب القول إلى أي اتّجاه يميل ميزان القوة في الميدان".
ويتواصل القتال في العاصمة السودانية بعد إعلان الجيش وقوات "الدعم السريع" في بيانين منفصلين الاتفاق على مقترح للأمم المتحدة بفتح "مسارات آمنة للحالات الإنسانية".
واستؤنف القتال بعد حلول مساء الأول من أمس، فيما لزم السودانيون منازلهم وسط مخاوف من صراع طويل قد يعمّق حالة الفوضى ويبدد آمال الانتقال إلى الحكم عبر قيادة مدنية.
وأثارت المواجهات الدائرة منذ السبت الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع إدانات دولية ومخاوف إقليمية، الأمر الذي أدّى إلى إغلاق حدود مصر وتشاد المجاورتين. وتبادلت قوات "الدعم السريع" والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة إلى القتال.
ومطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين توقيع اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب البرهان على الحكومة المدنية عام 2021، بسبب الخلافات بين البرهان ودقلو.
[email protected]
أضف تعليق