رأى الكاتب الإسرائيلي، إفرايم إنبار، أنه إذا أرادت إسرائيل منع إيران من صنع أسلحة نووية، فعليها أولاً أن تتعامل مع التهديد الآتي من الشمال.
وقال إنبار في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن القذائف الصاروخية التي تم إطلاقها من لبنان على إسرائيل في عيد الفصح هي مبادرة من المحور الموالي لإيران، وعلى الرغم من أن تنظيم "حزب الله" اللبناني لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم، لا شك أنه يريد أن تعتاد إسرائيل على صواريخ من المنظمات الفلسطينية في الجنوب اللبناني، الأمر الذي سيتيح له مساحة للإنكار، ومنع التصعيد الذي لا ترغب إيران في بدئه لأنها تتقدم بسرعة نحو قنبلة نووية.
محاصرة إسرائيل
وأضاف الكاتب، وهو أستاذ علوم سياسية بالجامعة العبرية، أن إطلاق الصواريخ هو جزء من استراتيجية إيرانية تهدف إلى توسيع دائرة الخطر لإسرائيل، لجعل حياة مواطنيها بائسة، مشيراً إلى أن طهران تعتقد أن أضعف نقطة في إسرائيل هي الجبهة المدنية، وأن الضغط المستمر سيؤدي إلى انهيار الدولة الإسرائيلية، كما أن القصد من التهديد الصاروخي هو ردع إسرائيل عن العمل ضد المشروع النووي الإيراني.
وقال إن الخلافات في إسرائيل حول التعديلات القضائية ربما تكون قد أدت إلى تآكل قوة الردع الإسرائيلية، مما أثر على التقييم الاستراتيجي لأعداء إسرائيل فيما يتعلق بتوقيت عمليات إطلاق النار الأخيرة من لبنان وغزة.
صواريخ حزب الله
وأشار الكاتب إلى أن إيران قامت بتسليح حزب الله بأكثر من 100 ألف صاروخ يمكن أن تغطي كامل أراضي إسرائيل، وتابع: "من الواضح للجميع أن جهة ما ستستخدم الصواريخ في هذه الترسانة الواسعة، ومن المرجح أن تكون جهود إيران لتحديث مخزون صواريخ حزب الله ناجحة جزئياً".
وقال إن العقبة التي يجب إزالتها قبل التعامل مع الملف النووي الإيراني هو تهديد الصواريخ الموجودة في حوزة حزب الله، والتي يمكن أن تلحق أضراراً جسيمة بإسرائيل.
وعلى عكس الوضع في غزة، فإن الرد على التهديد من حزب الله ليس مجرد مبارزة بين الصواريخ ونظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، مستطرداً: "الكل يفهم أن التعامل مع مخزون الصواريخ في لبنان يتطلب أيضاً عملاً برياً على نطاق واسع".
حرب وقائية
ويرى الكاتب أنه على الجيش الإسرائيلي الاستعداد لحرب وقائية في الشمال للقضاء على التهديد الصاروخي للمنشآت الاستراتيجية للبلاد، قبل التعامل مع الأسلحة النووية الإيرانية، لافتاً إلى أن هذا هو الهدف الوسيط لإفشال البرنامج النووي الإيراني.
ونصح الكاتب بأن يركز الجيش الإسرائيلي على إدارة هذا التحدي، مشيراً إلى أن اجتياح لبنان لإزالة صواريخ الجار الشمالي يتطلب استعدادات دقيقة، وتابع: "تدريبات الجيش الإسرائيلي في الشمال ومناورات قواته في جبال قبرص تشير إلى الاستعدادات لسيناريو لبناني".
وقال إن إسرائيل التي بدأت الحروب في الماضي (1956، 1967، 1982، 2006)، والعديد من العمليات واسعة النطاق، تعلم أن كل حرب تتطلب شرعية من الداخل ومن المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة، مؤكداً أن إسرائيل تحتاج إلى بناء جو من التفاهم لتحرك إسرائيلي في لبنان في أسرع وقت ممكن،
وتابع: "تشكل فوضى الدولة الفاشلة في لبنان والهجمات الصاروخية من الجنوب فرصة لبدء فهم حاجة إسرائيل إلى التحرك، يجب ربط لبنان وحزب الله ارتباطاً وثيقًا بالعدوان الإيراني في الوعي الدولي والإسرائيلي، إن تقدم طهران السريع نحو القنبلة، وتزايد تحديد إيران كحليف لروسيا في الحرب الأوكرانية قد يسمحان بمزيد من حرية العمل لإسرائيل".
واختتم قائلاً: "لقد اقترب وقت اتخاذ إسرائيل قراراً إذا كانت ستتصرف بمفردها من أجل أمنها، ومع ذلك فإن الطريق إلى منع إيران النووية والانتشار النووي الخطير في المنطقة هو القضاء أولاً على التهديد الصاروخي من لبنان".
[email protected]
أضف تعليق