واجهت محكمة الأسرة في تل أبيب مؤخرا قضية فريدة من نوعها، حيث انته بعد محاولة انتحار من قبل مريض، هل يجب السماح للطاقم الطبي ببتر ساقيه وهي عملية خطيرة ستعرض حياة المريض للخطر من ناحية ولكنها قد تنقذ حياته أيضا من ناحية أخرى، في حين أن أمنيته الوحيدة هي الموت، وليس الخضوع للعملية؟
تم تعيين والد المريض كوصي عليه، ووفقا للمحكمة ، فإن محاولة الانتحار الحالية التي أدت إلى نقله إلى المستشفى تأتي بعد ست محاولات انتحارية سابقة. تم نقله إلى المستشفى أثناء تخديره، وايصاله بجهاز تنفس اطصناعي وبمساعدة جهاز ECMO ، بعد أن اعتقد الطاقم الطبي أنه استخدم مواد تسببت في فشل بالاجهزة الحيوية في جسده. وتسبب هذا الفشل في عدوى شديدة انتشرت إلى ساقي المريض - وأصبحت العملية عاجلة لانقاذ حياته.
التقى القاضي إيريز شاني بالمريض وعائلته في وحدة العناية المركزة .قال القاضي شاني: "فتى ساحر وآسر وذكي لم يستطع أن يفرح بنفسه أو يفخر بنفسه واستسلم، ربما دون سبب حقيقي، في مواجهة صعوبات الحياة، التي كان بإمكانه التغلب عليها بسهولة". وفيما يتعلق بعائلته، قال القاضي: "قابلت اثنين من أشقائه ووالديه المحبين، وليس لدي شك في أن هذه عائلة محبة، خالية من أي اعتبارات خارجية". وأضاف أن أفراد أسرته منقسمون حول ما إذا كانوا سيحاولون إنقاذ حياته بإجراء عملية جراحية من شأنها بتر ساقيه. وأضاف أن الأسرة "تعيش تحت تهديد دائم بأنه إذا خففت من إشرافها، فسوف يحاول الانتحار مرة أخرى".
رفض العملية
واضاف القاضي أن المريض "يرفض بتر ساقيه ويعبر بوضوح عن رغبته في توديع العالم". وأضاف أنه "يعبر عن رغبة شفهية واضحة في إنهاء حياته، هذه الرغبة موحدة ومستمرة على مدى عام تقريبا، والعلاجات التي تلقاها ودخوله المستشفى لم تساعد في ثنيه عن هذه الرغبة". ومع ذلك، شدد القاضي على أن "مبدأ قدسية الحياة، أي أننا نقدس الحياة البشرية ونكافح من أجل بقائها ، بقدر ما تحققه يد الإنسان ". وأضاف القاضي شاني: "النظام القانوني الإسرائيلي لا يؤمن بإزهاق الأرواح، ويتم وضع عبء ثقيل على أولئك الذين يسعون لإقناعهم بأنه لا ينبغي تمديد الحياة. هذا العبء لم يرفع".
وأوضح القاضي شاني أن الجراحة من ناحية قد تعرض حياة المريض للخطر، وأن العدوى قد تنتشر على قدمي المريض أيضا، وأنه حتى لو تم التغلب على جميع العقبات، فإن إعادة التأهيل من الجراحة تحمل في طياتها مسارا صعبا. من ناحية أخرى، كما قال بعض أفراد الأسرة وطبيب: "أملنا تحت الإشراف والعلاج سيتحسن الوضع وبالرغم من أ، المريض سيفقد اطرافه الا انه نفسيًا سيكون شخص كامل".
[email protected]
أضف تعليق