شاركت حشودٌ شعبية أردنيةٌ غاضبةٌ مساء أمس الأربعاء، في وقفة احتجاجية أمام مسجد الكالوتي قرب السفارة الإسرائيلية في غرب العاصمة عمّان، رفضاً لاقتحام قوات الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المعتكفين والمصلين فيه.
وطالب المشاركون الحكومة الأردنية بالقيام بواجبها باعتبارها صاحبة المسؤولية والوصاية على المسجد الأقصى المبارك، بطرد السفير الإسرائيلي من عمّان، وإلغاء كل المعاهدات الموقّعة مع دولة الاحتلال.
وأكد المشاركون دعم الشعب الأردني للمقدسيين والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك، مطالبين في الوقت ذاته بتحركٍ عربيٍ وإسلاميٍ ودوليٍ عاجل، لتقديم كل أشكال الدعم والحماية للمسجد الأقصى المبارك وللمرابطين فيه. كما طالب المحتجون بفتح الحدود مع فلسطين المحتلة والسماح للشباب بالدخول والقتال في الداخل.
وندد المشاركون بالصمت العربي إزاء العدوان على المعتكفين في المسجد الأقصى المبارك، مشددين على أنّ اكتفاء الأنظمة الرسمية العربية بالتنديد، والشجب، والاستنكار، يعكس حالة الفشل والذل الذي وصلت إليه الأمّة العربية وحكوماتها أمام حكومة بنيامين نتنياهو الأشد تطرفاً بتاريخ الكيان الصهيوني.
الصورة
وقفة قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان دعماً لفلسطين-العربي الجديد
(العربي الجديد)
وقال المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن عبد الحميد الذنيبات، في الوقفة، إن ما جرى البارحة في المسجد الأقصى أدمى قلب كلّ حر ومسلم، فالصهاينة وجهوا رسالة واضحة لبناء هيكلهم المزعوم، ولتقسيم الأقصى زماناً ومكاناً.
وتحدث عن اتصالات عربية مع نتنياهو قبل اقتحام الأقصى، متهماً هذه الدول بإعطاء الصهاينة الضوء الأخضر لاقتحام الأقصى.
وقال الذنيبات إن اجتماعات العقبة وشرم الشيخ، وقريباً الرباط، مثلت ضوءاً أخضر لمزيد من الانتهاكات بحق المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني.
بدوره، قال الأمين العام لحزب "جبهة العمل الإسلامي" مراد العضايلة إن على الأمة الإسلامية التحرك نصرة للأقصى، مطالباً الحكومة الأردنية باتخاذ موقف سياسي يعبّر عن موقف الشعب الأردني الرافض للتطبيع مع اسرائيل والتعامل معها.
أمّا النائب ينال فريحات، فأشار إلى أن "اجتماعنا في الرابية، أقرب نقطة للسفارة الصهيونية، هو لنؤكد أننا كلنا مشاريع شهادة فداءً للأقصى"، لافتاً إلى أن الشعب الأردني ينتظر الساعة التي يُعلن فيها فتح الحدود لنسير كلنا في مسيرة الجهاد والمقاومة.
وفي إربد شمال البلاد، نُظمت وقفة احتجاجية أمام مسجد الهاشمي، طالب المشاركون فيها بضرورة الوقوف خلف المقاومة صفاً واحداً لتحرير الأوطان، ووقف استبداد اسرائءيل.
وشددوا على ضرورة قيام الحكومة الأردنية بموقف عملي وجاد وحازم، إزاء هذه الوحشية ضد المصلين، لافتين إلى أهمية إلغاء كل الاتفاقيات مع اسرائيل، على رأس ذلك اتفاقية وادي عربة.
وطالبوا وزارة الأوقاف بضرورة تحمّل مسؤوليتها كصاحبة وصاية على المقدسات الإسلامية في القدس، واستخدام كلّ أوراق الضغط التي تملكها الحكومة الأردنية ضد اسرائيل
الخارجية الأردنية تحذر
وحذرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين مساء اليوم الأربعاء من أن استمرار اعتداءات شرطة اسرائيل الإسرائيلي على المصلين، ومحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وفرض التقسيم الزماني والمكاني فيه، تمثل تصعيداً خطيراً، وخرقاً مداناً ومرفوضاً للقانون الدولي، ومسؤوليات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.
وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سنان المجالي، في بيان على أن إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن التبعات الخطيرة لاستمرار التصعيد الذي يفاقم الأوضاع، ويهدد بتفجر دوامة العنف.
وأكد الناطق الرسمي ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته، والتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وعلى حق المصلين المقدس في تأدية شعائرهم الدينية.
ودانت الوزارة قيام الشرطة الاسرائيلية مجدداً، مساء اليوم الأربعاء، باقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وإخراج المصلين منه بالقوة.
وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة على أن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم، وتنظيم الدخول إليه.
ولفت إلى أن الوزارة مستمرة في اتصالاتها وتحركاتها المكثفة إقليمياً ودولياً من أجل وقف الخطوات الإسرائيلية التصعيدية، والتحذير من تبعاتها التي تدفع نحو المزيد من العنف والتوتر.
وأعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أن مجلس الأمن الدولي سيعقد الخميس جلسة طارئة مغلقة بطلب من الأردن وفلسطين، لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
وقالت الوزارة، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن الطلب الأردني الفلسطيني جرى بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية الصين.
[email protected]
أضف تعليق