مع تردي وضعه الصحي ووصوله إلى مرحلة الخطر الشديد، بسبب طول مدة إضرابه المفتوح عن الطعام، بعث الأسير في السجون الاسرائيلية خضر عدنان بوصيته، التي أكد فيها الاستمرار في المعركة حتى الانتصار أو الشهادة، حيث وصف فيها حالته الصحية السيئة بالقول "لقد ذاب لحمي ونخر عظمي".

وجاء في وصية الأسير عدنان التي نشرها نادي الأسير: "أما وقد اقتربت النّفس من الشّهادة فحقّ علينا أن نكتب وصيتنا".
وتابع وهو يخاطب أهله والفلسطينيين "أبعث لكم بكلماتي هذه، وقد ذاب شحمي ولحمي، ونخر عظمي، وضعفت قواي من سجني في الرملة الحبيبة الفلسطينية الأصيلة، وصيتي هذه لأهلي وأبنائي وزوجتي وشعبي".
وطالب في وصيته عدم تشريح جثمانه، وقال "إذا كانت شهادتي فلا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي، وسجّوني قرب والدي، واكتبوا على قبري هنا عبد الله الفقير خضر عدنان دعواتكم له، ولوالديه والمسلمين".
وبعث بكلمات مؤثرة في وصيته لأهلة جاء فيها "أم عبد الرحمن والأولاد معالي وبيسان وعبد الرحمن ومحمد وعلي وحمزة ومريم وعمر وزينب سامحوني، وإخوتي أبو عدنان، وأبو أنس وأم نور وكل الأخوال، والأعمام والأقارب، والخلان، والجيران على أي تقصير في جنبكم، وأنا أغادر هذه الحياة الدنيا، ولكن تأكدوا إنني ما شُغلت عنكم بإذن الله إلا الواجب".
وخاطب الأسير خضر عدنان الفلسطينيين بالقول "يا شعبنا الأبي أبعث لكم هذه الوصية تحية ومحبة وكلي ثقة برحمته تعالى، ونصره وتمكينه هذه أرض الله، ولنا فيها وعد منه إنه وعد الآخرة، لا تيأسوا فمهما فعل المحتلون وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم وغيهم فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر، والتمكين أقرب".
وبعث بالتحية أيضا للشهداء والأسرى وكل أحرار العالم والثوار.
ولا يزال الأسير عدنان يواصل الإضراب المفتوح عن الطعام لليوم الـ 59 على التوالي، رفضا لاعتقاله التعسفي، وذلك مع استمرار تدهور وضعه الصحي.
ويتواجد هذه الأسير حاليا في "عيادة سجن الرملة"، التي تفتقر للمقومات الطبية، ويرفض تناول أي مدعمات، كما رفض قبل أيام حين نقل بسبب سوء حالته لمشفى إسرائيلي إجراء أي فحص طبي.
ويعاني هذا الأسير حاليا من غباش في الرؤية وتشنج في اليدين، وحالات إغماء لأكثر من مرة، ويعاني من استفراغ دائم وقيء وقلة النوم، ولا يقوى على الحركة ودوخة مستمرة.
كما لا يستطيع حاليا بسبب الأوجاع شرب الماء، وبات يعاني من قلة النوم وخاصة في الليل، وقال في رسالة سابقة له إن إضرابه عن الطعام وصل إلى "مرحلة صعبة"
وأكد نادي الأسير، أن مخاطر كبيرة تتصاعد على مصيره وحياته، في ظل استمرار رفض الاحتلال الاستجابة لمطلبه ألا وهو الحريّة.
والأسير عدنان يعد من أبرز الأسرى الذين واجهوا سياسة الاعتقال، عبر خوض الإضرابات الطويلة، حيث نفّذ 5 إضرابات سابقة، وتمكن من الانتصار فيها على السجان بصدور قرارات بإطلاق سراحه.
وقد اعتقل الأسير عدنان 12 مرة، وأمضى ما مجموعة ثمانية سنوات في سجون الاحتلال، وكان هذا الأسير قد أعلن اضرابه عن الطعام لحظة اعتقاله فجر يوم الخامس من شهر فبراير الماضي.
وفي سياق قريب، كشفت تقارير عبرية أن أعداد الأسرى الإداريين الفلسطينيين ارتفعت هذا العام إلى "عدد غير مسبوق" منذ "انتفاضة الأقصى".
ووفقا لما كشف فقد وصل عدد الأسرى الإداريين حتى بداية نيسان الحالي إلى 971 أسيراً من الضفة الغربية والقدس ومناطق الـ 48.
وتوضح الأرقام أن قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، أصدر العام الماضي 2022 ما مجموعه 2076 أمر اعتقال إداري من بينها 2016 أمر تم النظر فيها بالمحاكم العسكرية، حيث تمت المصادقة على 90% منها، بينما جرى إبطال الأمر الإداري لما نسبته 1% فقط، بالإضافة لتقليص أوامر الاعتقال لما نسبته 7% من الأسرى.
وهذا العدد من الأسرى الإداريين هم من ضمن 4765 أسيراً فلسطينيا، يقضون أحاكما متفاوتة، منها من يصل للمؤبد مدى الحياة، ومن بينهم أسرى أمضوا أكثر من ربع قرن في الاعتقال، و0آخرين تجاوزت مدة اعتقالهم الـ 40 عاما.
وتتذرع سلطات الاحتلال وإدارات السجون بأن المعتقلين الإداريين لهم ملفات "سرية" لا يمكن الكشف عنها، فلا يعرف المعتقل مدة محكوميته ولا التهمة الموجهة إليه.
وغالبا ما يتعرض المعتقل الإداري لتجديد مدة الاعتقال أكثر من مرة لمدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو ثمانية؛ وقد تصل أحيانا إلى سنة كاملة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]