كررت  الشرطة الإسرائيلية  في الأيام الأخيرة ادعاءاتها بأن الحادث الذي وقع عند بوابة السلسلة في البلدة القديمة هو هجوم، وأوضحت أنه لا يوجد توثيق لإطلاق النار على خريج الطب من حورة لأنها "منطقة ميتة". إذا كانت رواية الشرطة دقيقة بالفعل فكيف استطاع العصيبي سحب سلاح من الشرطي وإطلاق رصاصتين على رجال الشرطة؟ 

ماذا حدث ليلة السبت؟

ماذا حدث ليلة السبت عندما قتل محمد العصيبي، خريج كلية الطب من حورة بالنقب، برصاصة، عند بوابة السلسلة في القدس؟

الحادث، الذي وصفته الشرطة بأنه هجوم وعملية وفحصه قسم تحقيقات الشرطة، يثير عدة علامات استفهام - وحرب روايات بين الشرطة والمسؤولين العرب المنتخبين، بمن فيهم عضو الكنيست عايدة توما سليمان، التي زعمت أنها كانت "القتل العمد مع سبق الإصرار". 

على عكس العديد من الهجمات التي وقعت في منطقة البلدة القديمة، والتي سجلت ووثقت من خلال كاميرات الأمن التابعة للشرطة، ثم توزيعها على وسائل الإعلام، لم يتم تصوير الحدث الذي وقع ليلة السبت من قبل الكاميرات الأمنية - الأمر الذي اثار اسئلة ويؤدي أيضًا إلى العديد من نظريات المؤامرة.

الأسئلة الرئيسية هي لماذا لم يتم تسجيل الحادث، ولا حتى على كاميرات جسد رجال الشرطة

الأسئلة الرئيسية هي لماذا لم يتم تسجيل الحادث، ولا حتى على كاميرات جسد رجال الشرطة، وبالإضافة إلى ذلك - إذا كانت نسخة الشرطة دقيقة بالفعل - كيف استطاع العصيبي إخراج سلاح من جراب الشرطي المربوط بسلك أمني، وكيف استطاع أن يسير ويطلق رصاصتين على رجال الشرطة؟

شهد باب السلسة المؤدي إلى المسجد الأقصى عدة احداث على مر السنين. معظمها تم توزيع تسجيل لحظات الهجوم.


بعد ساعات من عدم نشر أي توثيق للشرطة بخصوص إطلاق النار على العصيبي، قامت الشرطة خلال يوم السبت بتوزيع توثيق يطل على باب السلسلة التي تظهر فيها الأبواب عندما تكون مغلقة، وبالتالي لا يمكن معرفة ما حدث وراءها خلال اللحظات الدرامية.


وزعمت الشرطة أنه "ليست كل منطقة في البلدة القديمة موصولة بكاميرات أمنية، كما أن الهجوم لم يحدث في الجزء الخارجي من باب السلسلة وهو موثق جيدًا، بل في الجزء الداخلي وفي منطقة ميتة".
 

رواية الشرطي الذي اطلق النار

وبشأن سرقة السلاح، قال الشرطي الذي تم أخذ السلاح منه: "استدار الشاب نحوي وأمسك بالسلاح الذي كان مؤمناً، وتمكن من إخراجه من الجراب، وأطلق عدة رصاصات على الشرطة. نجحت بالسيطرة عليه خلال ثوان لإخراج السلاح من يديه وتحييده مع الشرطي الآخر، الذي كان معي، وكنت على يقين من أنه ينوي إطلاق النار على جميع رجال الشرطة الذين كانوا يعملون في مكان الحادث، لأنه صوب على شرطيات وأطلق النار ياتجاههن، لكن لحسن الحظ لم يصب احد بأذى".

وقال قائد لواء القدس، دورون تورغمان، إن "االعصيبي تهجم على الشرطي الذي قاتل بيديه، وتمكن من إخراج سلاح الشرطي وإطلاق النار على شرطيتين". وقال هو ايضًا إن هذا المكان لا يتم تسجيله عند إغلاق البوابة.

عائلة محمد العصيبي: "الرواية الإسرائيلية كاذبة ولا تمت للحقيقة بصلة"

وفي حديثه لـ"بُـكرا"، قال عم الشهيد العصيبي، أحمد العصيبي، عن الرواية الإسرائيلية: "الرواية الإسرائيلية كاذبة ولا تمت للحقيقة بصلة، ببساطة محمد شاهد شابة يتم الاعتداء عليها، فذهب لتقديم المساعدة الصحية لها، وإذ برصاصات الغدر تنال منه".

وعن الشهيد العصيبي، قال: " محمد عاد من التعليم منذ شهر بسبب سوء وضع والده الصحي، وكان المفترض أن يعود لرومانيا لحفله تخرجه، لكن يوم الجمعة قرر الذهاب والتعبد والأقصى ولم يعد..!، ونطالب كعائلة بلجنة تحقيق نزيهة عادلة ومنصفة تتحرى الحقيقة".

العائلة حتى الان مصرة على موقفها ان محمد قُتل بدم بارد ولم يكن هناك أي مبرر لقتله، وتطالب العائلة بنشر توثيق كاميرات المراقبة في منطقة باب السلسلة ومكان الحدث.

وترفض الشرطة الإسرائيلية نشر توثيقات من عملية إعدام العصيبي، فيما تزعم أن "الحديث يدور عن عملية وأن المكان الذي نفذت فيه عملية الإعدام غير محاط بالكاميرات".

ومن جانبه، فتح قسم التحقيق مع عناصر الشرطة (ماحش) التحقيق في القضية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]