رغم وضعه الصحي الخطير، يواصل الأسير خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ 54 على التوالي، رفضا لاعتقاله التعسفي، في وقت حذرت فيه مؤسسات الأسرى من مخاطر كبيرة على حياة عدد من الأسرى المصابون بـ "السرطان" وتهمل سلطات الاحتلال علاجهم.
تدهور حالة الأسير عدنان
وطرأ تدهور صحي خطير على حالة هذا الأسير المضرب عن الطعام، وذكرت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، أن ذلك استدعى نقله من قبل مصلحة سجون الاحتلال، إلى مشفى "كابلان" الإسرائيلي، وهناك رفض هذا الأسير إجراء الفحوصات أو تلقي العلاج، ومن ثم أعادوه لـ "عيادة سجن الرملة".
وحاليا يتواجد الأسير عدنان في تلك العيادة، بعد ان مكث وقتا طويلا في زنازين "سجن الجلمة"، وذكرت المؤسسة التي تعنى بأوضاع الأسرى، أن هذا الأسير يعاني من غباش في الرؤية وتشنج في اليدين، وحالات إغماء لأكثر من مرة، ويعاني من استفراغ دائم وقيء وقلة النوم، ولا يقوى على الحركة ودوخة مستمرة.
ولا يزال الأسير المضرب يرفض إجراء أية فحوصات أو تحاليل طبية أو تلقي العلاج أو تلقي المدعمات، وأبلغه طبيب المشفى أن هناك احتمال لتعرضه لجلطة في أي وقت وخطر الموت في أي لحظة.
وكان الأسير عدنان في رسالة بعثها إلى مؤسسة مهجة القدس، قال إن وضعه الصحي في تدهور مستمر، وأن إضرابه عن الطعام "مرحلة صعبة"، وأنه أصبح بسبب الأوجاع لا يستسيغ شرب الماء، وبات يعاني من قلة النوم وخاصة في الليل.
وحمل نادي الأسير، سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته، خاصة بعد أن بدأ يتقيأ الدم، وحاليا يعاني من آلام شديدة في أنحاء جسده كافة، إضافة إلى صعوبة في الحديث، والتركيز.
وأوضح النادي أن إدارة السجون لم تترك أداة تنكيل، إلا واستخدمتها بحق الأسير عدنان، منذ اعتقاله في الخامس من شهر فبراير المنصرم.
وقالت زوجته أيضا أنه يرفض إجراء الفحوصات الطبية، وقالت إن عائلته تعيش في خوف كبير على مصيره، لافتا إلى أن هذا الإضراب هو السادس منذ العام 2011، فيما وضع جسمه الصحي ليس كما كان في إضرابه الأول، وطالبت بتحرك عاجل من الشارع الفلسطيني للضغط على الاحتلال.
وأشارت كذلك إلى أن سبطات الاحتلال ترفض الزيارة، وقالت أيضا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، لم يقم بزيارته.
وهذا الأسير متزوج ولديه تسعة أبناء، واعتقل سابقًا في سجون الاحتلال الصهيوني 12 مرة، وأمضى خلالها في الأسر نحو 8 سنوات في الاعتقال، وسبق له أن خاض عدة إضرابات عن الطعام، استمر بعضها لأكثر من ثلاثة أشهر، وأنهاها بالحصول على انتصارات، أجبرت سلطات الاحتلال على إطلاق سراحه.
مرضى السرطان
وفي سياق قريب، تزداد في هذه الأوقات، مأساة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، خاصة المصابين منهم بمرض "السرطان"، حيث أكد نادي الأسير، تزايدا عدد المصابين بهذا المرض، بدرجات مختلفة منذ العام 2021.
وذكر أن هناك 24 أسيرا يعانون من الإصابة بالسرطان والأورام بدرجات متفاوتة، وذكر النادي أن جزءًا من هؤلاء المرضى خضع لعمليات استئصال للورم، وهم بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة، وجزء آخر ينتظر تشخيصا نهائيا لطبيعة الورم، إضافة إلى حالة الأسير يعقوب قادري الذي يحتاج إلى عملية استئصال ورم (حميد) في الغدة.
وقال إن أصعب الحالات حاليا هي حالة الأسرى عاصف الرفاعي، وأحمد أبو عواد، ووليد دقة، وعلى الحروب، وموسى صوفان.
طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الأربعاء 29 مارس 2023، بضغط دولي حقيقي للإفراج الفوري عن الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي وليد دقة المصاب بسرطان النخاع الشوكي والذي يقبع بسجون الاحتلال منذ 38 عاما.
وأدانت الخارجية في بيان لها، ما يتعرض له الأسير المريض دقة (60 عاما)، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياته، خاصة في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمدة في حقه التي تمارسها مصلحة إدارة سجون الاحتلال.
وأكدت أن سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها دولة الاحتلال بحق الأسرى "تتناقض تماما مع التزاماتها التي يفرضها القانون الدولي واتفاقيات جنيف ومبادئ حقوق الإنسان، وتشكل انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية ذات الصلة، وترتقي لمستوى الجرائم".
وأعلن المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين أحمد الديك، أنه وبناء على توجيهات الرئيس محمود عباس، وتعليمات وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، تتابع الوزارة باستمرار قضية الأسير المريض دقة مع الدول كافة ومع الجهات الدولية والأممية ذات العلاقة، خاصة في ظل التدهور المتسارع في حالته الصحية، بهدف حشد أوسع ضغط عربي وإسلامي وإقليمي دولي على دولة الاحتلال للإفراج الفوري عنه.
جدير ذكره أن مؤسسات الأسرى حذرت من خطورة الحالة الصحية للأسير وليد دقة المصاب بسرطان في النخاع الشوكي، والمعتقل منذ 38 عاما، والذي تم نقله مؤخراً إلى مستشفى برزلاي الإسرائيلي، بعد تعرضه لانتكاسة جديدة، حيث دخل مرحلة الخطر الحقيقي.
يشار إلى أن سياسة الإهمال الطبي، كانت السبب الرئيس لاستشهاد 75 أسيرا، من بين 236 شهيدًا من شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967، ومنهم: ناصر أبو حميد، وسامي أبو دياك، وكمال أبو وعر، وبسام السايح، وميسرة أبو حمدية، وهم من المصابين بالسرطان، وبعضهم ارتقى بعد الإفراج عنهم بفترة وجيزة، من بينهم الأسيران حسين مسالمة، وإيهاب الكيلاني.
وتؤكد مؤسسات الأسرى وجود نحو 700 أسير مريض في سجون الاحتلال ممن تم تشخيصهم على مدار السّوات الماضية، يواجهون أوضاعًا صحية صعبة بينهم نحو 200 يعانون من أمراض مزمنة، وقد يكون هناك العشرات من الأسرى يُعانون من أمراض ولم يتم تشخيصهم.
[email protected]
أضف تعليق