يرتبط اسم "المرابطات" بالحاجز والسد المنيع الذي يبرز في مقدمة المواجهات الى جانب المصلين في المسجد الأقصى المبارك للتصدي للعدوان على المقدسات.
بالنسبة للمرابطات في المسجد الأقصى، مفهوم الرباط هو فكرة عقائدية، حيث بدأ المشروع عام 2011 تحت عنوان "مصاطب العلم في المسجد الأقصى"، بهدف إحياء الدور القيادي للمسجد لزيادة اعداد المسلمين، خاصة ما قبل عام 2011 تبين نقص حاد في عدد المصلين، وتحديدا في ساعات الصباح الباكر بعد صلاة الفجر والظهر.
في السياق، أوضحت هنادي حلواني مركزة المشروع والمرابطة الأبرز في القدس، عن توافد قوات الشرطة في هذه الاوقات ليستغلوها لبث رعب الاقتحامات في باحات الاقصى.
وأشارت حلواني على ان هذا المشروع "مصاطب العلم" يهدف بشكل اساسي لزيادة عدد المسلمين سواء نساء او ذكورا، حيث كان لها دور مهم في نقل رسالتها التعليمية للمرابطات اذ حصدت عدة القاب أكاديمية منها معلمة قرآن بشكل جزئي بالإضافة الى تربية الاولاد في الإسلام والتربية بالألعاب، وتجويد القران الكريم.
خارج القانون
وأضافت الى انه انضم لهذا المشروع مجموعة من النساء بدأت ب 50 طالبة علم. وارتفع عدد النساء المشاركات بين الأعوام 2011-2015 حيث وصل الى ما يقارب 650 طالبة انضمت للمشروع، وقد أثار المشروع وسرعة الاقبال عليه قلق السلطات واعتبرته مشروعًا خطيرًا وعرف بتنظيم المرابطات حتى اخرج من القانون سنة 2015.
ويشار الى المؤسسة الراعية "لمشروع مساطب العلم" من الداخل الفلسطيني ومن مدينة الناصرة تحديدا، هي مؤسسة "عمارة الأقصى" حيث ساهمت بإعطاء منح مالية لكل طالبة علم تنضم لهذا المشروع، الذي كان فيه التعليم على عدة مستويات بدأت بالتعليم العام، ومن بعد زيادة عددهن اتاح الفرصة لتعليم فتيات في الثانوية العامة بالإضافة الى الجامعات، وتم التعاقد مع الجامعة المفتوحة لمنح درجة البكالوريوس للطالبات من على مساطب العلم، ومن لم يستطعن التعلم في مراحل متقدمة تمكنوا من اعطائهن دورات تعليمية مكثفة ولقي هذا المستوى التعليمي نجاحًا كبيرًا الى ان أغلقت المؤسسة المشروع قبل أنّ يتطوّر.
ويشار إلى أنّ الفكر لاقت ملاحقة كبيرة من قبل المؤسسة الإسرائيلية، خاصة المرابطة هنادي الحلواني بشكل اساسي، وبدأت الملاحقة عام 2012، حيث بدأت التهديدات والاتصالات وكان أول قرار يُتخذ ضد حلواني هو القرار الاداري بالإبعاد لمدة شهرين، ومن ثم توالت القرارات التي لا تقل عن عقوبة 6 اشهر.
ملاحقات
ومن الجدير ذكره، منذ بداية 2013 الى غاية اليوم بدأت رحلة الملاحقات تطول المرابطة حلواني، حيث طالتها عدة قرارات مجحفة تقضي بالابعاد عن المسجد الاقصى، بالاضافة الى اصدار وثيقة بمنعها من السفر، والمنع من الدخول للضفة الغربية لمدة 6 اشهر.
بالاضافة الى منعها من التواصل مع اشخاص معينين و حظرها من استخدام الانترنت، ومن العقوبات الخطيرة التي تنتهك حقها كانسانه قطع العلاج عنها وعن زوجها واولادها ما يقارب سنة ونصف، بالاضافة الى وقف التأمين الصحي عنها وعن عائلتها.
علاوة، القرار الصادر من قائد لواء منطقة القدس على منع من الدخول الى البلدة القديمة في القدس، حيث وصل مجموع قرارات الحظر والمنع خلال 10 سنوات الى مدة سنتين.
ويضاف مجموع عدد القرارات منع السفر الى حوالي 6 سنوات، والان هي ممنوعة من السفر بقرار من القائم باعمال وزير الداخلية أريه درعي.
وبهذا وصل عدد الاعتقالات والتحقيقات التي طالت حلواني الى 67 مرة، و12 مرة في السجون، مرتين بالمسكوبية بالقدس، و 9 مرات في الرملة و3 بسجن منفرد كعقوبة لرفض انتزاعها الحجاب، ومرة واحدة في سجن هشارون.
وتابعت حلواني انه تم مداهمة منزلها ما يقارب 12 مرة، وتم احتجاز اجهزة الكترونية، بالاضافة الى الكتب، التي يعتبرها الشرطة نزعة ارهابية ومن بين هذه الكتب التي لفتت النظر لها هو كتاب"ليتني كنت مرابطا"، وكتب اخرى تحمل شعارات مختلفة لرجال دين و اخرى تحمل العلم الفلسطيني والهوية الفلسطينية والتي تصنفها المؤسسة على انها مواد ارهابية ويمكنهم محاسبتها عليها لمواد التحقيق.
وكما شددت حلواني على قضية العنف، حيث تعرضت للضرب عدة مرات، وفي اخر محاولة لاعتقالها كانت في 24/1/2023، تم اعتقالها بعد اقتحام منزلها وتفتيش المركبة الخاصة بها، وتم توقيفها لمدة 7 ايام وعرضها على خمسة محاكم.
اعتداء، والسبب؟
واشارت حلواتي في ذات السياق الى انه تم ضربها لمجرد عدم قبولها للتصور مع العلم الاسرائيلي، إذ قاموا بتقيدها بالسلاسل الحديدية في كل من ايديها وقدماها، وجرها بصورة مخلة "كالبهائم "كما وصفتها، الى جانب العلم وتصويرها رغماً عنها بالهواتف الخاصة للشرطة الاسرائيلية.
وفي احدى زنازين العزل قامت الشرطية بنزع الحجاب عن رأسها والقاءها في غرفة السجن مع سجينتين يهوديات، وكما وصفت المشهد حلواني ان "السجينات حزنوا علي من شدة بكائي و صرختي"، اذ قامت احداهن باعطاءها بشكير كغطاء للرأس ومحاولة تعاطفهم، بعد ساعتين متواصلتين من الصراخ في القسم الجنائي، ارسلوا الحجاب مع شرطي كمحاولة استفزاز مقصودة. وضمن الانتهاكات المتتالية وبعد اجراءات التفتيش عند الدخول من باب السجن الى الزنزانة، تم تجريد حلواني من ملابسها تماما لمدة ربع ساعة، محاولة لانتهاكها واذلالها.
هذا المشروع جعل نساء الأقصى اليوم العنصر الأكثر فعالية ونشاط في الدفاع عن الأقصى، وأكدن أنّ للنساء دورًا في الدفاع عن المقدسات ومحاولة التعامل مع الصراع.
[email protected]
أضف تعليق