أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اليوم الأربعاء، أنّ "الحادثة التي جرت الأسبوع الماضي على الحدود أربكت الاحتلال".
وأوضح في خطاب له خلال الحفل التأبيني لمؤسس ورئيس مؤسسة القرض الحسن الفقيد حسين الشامي، أنّ "صمت حزب الله بشأن الحادثة هو جزء من إدارته للمعركة مع إسرائيل".
وأضاف: "فليحقق الإسرائيليون في ما حدث، وعندما يصلون إلى النتائج يبنى على الشيء مقتضاه"، مؤكّداً أنّ "حزب الله ليس معنياً في التعليق على كل ما يحدث".
وتابع السيد نصر الله متوجّهاً إلى وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت: "بلط البحر وليفعل ما يريد، والتهديد لا يقدم ولا يؤخر"، لافتاً إلى أنّ "الإسرائيليين قالوا أمراً صحيحاً بالتقدير أنّ حزب الله إذا كان مسؤولاً عن العملية، فهو ليس خائفاً من الذهاب إلى المعركة".
وأكّد أنّ ما "يهدد العدو به يمكن أن يكون سبب زواله"، مشدداً على أنّ "المقاومة في لبنان عند عهدها وقرارها، أي أنّ أي اعتداء على أي إنسان موجود على الأراضي اللبنانية سواء كان لبنانياً أو فلسطينياً أو من جنسية أخرى أو الاعتداء على منطقة لبنانية، سنرد عليه رداً قاطعاً وسريعاً وهذا يجب أن يكون مفهوماً".
وشدّد السيد نصر الله على أنّ "فتح حرب على لبنان يمكن أن يؤدي إلى حرب في كل المنطقة وهذا يخشاه الإسرائيلي وما يهددنا به الإسرائيلي قد يكون سبب في أن لا يصل هذا الكيان إلى سنة الثمانين".
وأضاف السيد نصر الله أنّ "مسألة الحدود البحرية أثبتت أنّ العدو يخشى خوض حرب مع لبنان، وما يهددوننا به قد يكون سبب زوالهم".
وأشار إلى أنّ "إسرائيل اليوم مأزومة، ولم يمر الكيان في تاريخه، بهذا الكم من اليأس والإحباط والوهن"، مبيّناً أنّ "الحكومة الإسرائيلية هي حكومة فاسدين ومتطرفين ومجانين".
وصرّح السيد نصر الله بأنّ "الحمقى في الحكومة الإسرائيلية يكشفون حقيقة الكيان التي يخفيها غيرهم"، مضيفاً أنّه "عندما يصبح في قيادة العدو حمقى بهذا المستوى، ندرك أن النهاية اقتربت".
الخوف من الاتجاه شرقاً لا مبرر له
وأضاف السيد نصر الله، بشأن الوضع الداخلي اللبناني، أنّ "ارتفاع سعر صرف الدولار في لبنان ليس منطقياً"، مؤكّداً أنّ "منع عمليات المضاربة مسؤولية الدولة".
ولفت إلى أنّ "الموضوع الاقتصادي والمعيشي يتطلب طاولة حوار، لكن هناك من يرفض ذلك، فيما التقاذف الحاصل للمسؤوليات لن يحل المشكلة".
وتابع أنّ "المساحة الرمادية بين الزعامات اللبنانية أصبحت ضيقة جداً، لكن لا مبرر لعدم الدعوة إلى طاولة حوار للشأنين الاقتصادي والمعيشي".
وأكّد السيد نصر الله أنّ "الجميع يجمع على أنّ تحسين الوضع المعيشي يرتبط بتحسين الاقتصاد، والصين جاهزة لتقديم المساعدة في هذا الشأن".
وأشار إلى أنّ "العالم يتجه شرقاً، ومثال على ذلك السعودية التي دعت الرئيس الصيني إلى الرياض وأقامت المؤتمرات له ولم يحاسبها أحد"، مشدداً على أنّ "الخوف في لبنان من التعاون مع الصين لا مبرر له، وذلك يحتاج إلى قرار وشجاعة سياسيين".
وأضاف أنّ "هناك اقتصادات معرضة للانهيار في العالم والكثير من الدول الكبرى قد تنهار بسرعة"، داعياً إلى "التعاون والتكافل بين الناس للمساعدة، ولا سيما على أبواب شهر رمضان".
وشدّد الأمين العام لحزب الله على أنّ الحزب "بكل إمكاناته ومؤسساته يقف إلى جانب الناس، وهذا دوره دائماً".
وفي ما يتعلّق بانتخاب رئيس للجمهورية، لفت السيد نصر الله إلى أنّ "الأمور تسير ببطء، لكن المساعي مستمرة في ملف انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان"، مؤكّداً أنّ "القرار داخلي بالدرجة الأولى، أمّا العامل الخارجي فمساعد وليس حاسماً".
وقال إنّ "ما يجري تداوله بشأن ملحق للاتفاق السعودي الإيراني حول لبنان واليمن وغيرهما ليس صحيحاً".
هناك آمال كبيرة بالتوصل إلى حل في اليمن
كذلك، تطرّق السيد نصر الله إلى الحديث عن آخر المستجدات في الملف اليمني، قائلاً إنّه "نتيجة المناخات الإقليمية وفشل العدوان على اليمن، هناك آمال كبيرة بالتوصل إلى حل".
وتابع: "ما سمعناه عن اتفاق على تبادل الأسرى في اليمن يسعد كل قلب شريف".
وأضاف السيد نصر الله: "من اليوم الأول للعدوان على اليمن، وقفنا إلى جانب الشعب اليمني وهذا موقف نفتخر به"، متأمّلاً في أن "تمشي الأمور في اليمن في مسار إنهاء العدوان والحصار وعودة اليمن إلى الشعب اليمني".
وفي الذكرى الـ20 لاحتلال العراق من قبل الأميركيين، قال السيد نصر الله إنّه "كان مطلوباً من هذا الغزو أن يكون مقدمة لغزو 6 دول أخرى منها سوريا ولبنان وإيران والصومال وليبيا".
وأوضح أنّ "تحرر العراق ببركة المقاومة العراقية الباسلة التي كانت تقاتل الغزاة والمحتلين الذين جاؤوا ليبقوا في العراق، لكنهم خرجوا بعد 8 سنوات باستنزاف المقاومة اليومي لقوات الاحتلال الأميركي، وليس بجهود التكفيريين الذين زرعوا الموت في المساجد والجامعات".
وأكّد أنّ "المقاومة العراقية وصمود إيران هما ما أدّى إلى فشل المشروع الأميركي في المنطقة"، مشيراً إلى "تحديات ما زالت قائمة أمام الشعب العراقي في مواجهة النفوذ الأميركي".
وتحدّث السيد نصر الله عن مؤسس ورئيس جمعية القرض الحسن، الفقيد حسين الشامي، واصفاً إياه بـ"القائد الذي كان من المتديّنين منذ الصغر، وحمل هم فلسطين وهمّ الأمة منذ شبابه، وكان له حضوره التنظيمي العسكري والجهادي".
وأشار إلى أنّ "الشامي كان أول مسؤول منطقة في بيروت، وأوجد مكتباً لممثلية حزب الله في طهران، كما كان عضواً في شورى حزب الله لسنوات، وتولى مسؤوليات مختلفة، لكن في أغلبها مسؤوليات تأسيسية".
أفاد السيد نصر الله بأنّ "الحاج حسين الشامي والشيخ حسين كوراني ساهما في تأسيس هيئة دعم المقاومة الإسلامية"، لافتاً إلى أنّ "الحاج حسين تحمّل مسؤولية رئاستها بعد الشيخ حسين كوراني".
وبحسب السيد نصر الله فإنّ "الحاج حسين ساهم في تأسيس مؤسسة القرض الحسن إلى جانب السيد عيسى الطبطبائي".
وأضاف أنّ "الشامي، وبسبب إخلاصه، كان موفقاً في ما عمل، ولذلك المؤسسات التي أسسها هي مؤسسات فاعلة بقوة، وخاصةً في ظل التحديات التي واجهناها في السنوات الماضية، وهي عمدتنا اليوم في ظل هذه الظروف".
وأكّد السيد نصر الله أنّ "هيئة دعم المقاومة ستستمر من بعد الحاج حسين الشامي وتحمل أمانته، أمّا مؤسسة القرض الحسن فهي مؤسسة عظيمة جداً".
وفي سياق حديثه عن مؤسسة القرض الحسن، قال السيد نصر الله إنّ هذه المؤسسة "لا تميز بين اللبنانيين، لكن بعض السياسيين يعترضون على افتتاح فروع في مناطق معينة".
[email protected]
أضف تعليق