يحل اليوم الذي يحتفل فيه العالم بـ "عيد الأم" كل عام وهناك خمس أمهات فلسطينيات تمنعهن قضبان وأغلال السجن الإسرائيلي من الاحتفال مع عائلاتهن، فيما تحرم الآلاف الأمهات الفلسطينيات من المعايدة من أبنائهن القابعين في السجون الاحتلال.
ولا تزال السلطات الاسرائيلية، تعتقل خمس أمهات، هن من بين 29 أسيرة يقبعن في سجن "الدامون"، المحاط بالأسوار العالية، وتغلق عليهن زنازين ضيقة، تبعدهن عن لحظات الاحتفال بهذه المناسبة مع أبنائهن، ومن بينهم الأطفال.
وبدلا من الانتظار في البيت، وترقب هدايا الأطفال والأبناء في هذا اليوم، كعادة باقي الأمهات الفلسطينيات اللواتي احتفلن بالمناسبة كباقي أمهات العالم، تمكث الأسيرات الأمهات في غرف الاعتقال، لا يسمعن إلا أصوات السجان، ويترقبن القمع والتنكيل في أي لحظة.
وقال نادي الأسير الفلسطيني المختص بشؤون الأسرى في سجون الاحتلال إن الأمهات الأسيرات يحرمن من أطفالهن وأبناءهن، ولا يتمكن من احتضانهم، عدا عن حرمان البعض منهن من الزيارة، أو عرقلتها في كثير من الأحيان.
وذكر النادي، أن الأمهات الأسيران هن: إسراء الجعابيص، وفدوى حمادة، وأماني الحشيم، وعطاف جرادات، وياسمين شعبان.
وأشار في تقرير أعده بهذه المناسبة، إلى أن مجموعة من الأمّهات يقضين أحكامًا بالسجن لسنوات، منهن، الأسيرة الجعابيص المحكومة بالسّجن 11 عامًا، وفدوى حمادة وأماني الحشيم اللتان تقضيان حكما بالسجن لمدة عشر سنوات.
وتواجه الأسيرات كافة أنواع التنكيل والتعذيب، بدءا من عمليات الاعتقال من المنازل فجراً، وحتى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقاً احتجازهن في السّجون وإبعادهّن عن أبنائهنّ وبناتهّن لمدّة طويلة، وتستمر مواجهتهن لجملة من السياسات الممنهجة التي ترافقهن طول فترة الاعتقال كعمليات القمع والتًنكيل، والإهمال الطبي، كما جرى مع الشهيدة سعدية فرج الله (68 عاما) التي ارتقت في الـ2 تموز عام 2022، جراء تعرضها لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء).
وفرج الله كانت أم لثمانية أبناء، وقد حرم الاحتـلال أبناءها منها للأبد، كما أنه بعد استشهادها، ماطل الاحتـلال في تسليم جثمانها.
ويؤكد نادي الأسير أن اعتقال الأسيرات شكل وسيلة للضغط على أبنائهن المعتقلين أو أحد أفراد العائلة، وكان إحدى أبرز السياسات التي يستخدمها الاحتلال بحقّ الأمهات، لإيقاع أكبر قدر من الإيذاء النفسي، حيث سعى الاحتلال عبر القمع إلى كسر إرادة الفلسطينيين وعائلاتهم باستهداف الأمّهات الفلسطينيات.
وفي ذات السياق، هناك آلاف الأسرى الفلسطينيين، الذين أمضوا هذا اليوم، بعيدين عن منازلهم وأمهاتهم، ومنهم من يغيب عن هذه المناسبة منذ أكثر من 20 عاما متواصلة.
وفي كثير من بيوت الأسرى، ترفض الأمهات اقامة أي احتفالية، حفاظا على مشاعر ابنها الأسير، ومن بين الأمهات من يحولن هذا اليوم لتجديد الأحزان على فراق ابنها الذي تغيبه أغلاق وزنازين الاحتلال.
وفقد المئات من الأسرى أمهاتهم خلال سنوات أسرهم دون السماح لهم بإلقاء نظرة الوداع، كما حدث مؤخراً مع الأسيرة ياسمين شعبان، التي فقدت والدها قبل أيام، وحرمها الاحتـلال من وداعه.
كما أن هناك المئات من الفلسطينيات اللواتي يتواجد أزواجهن في السجون، ويفضلن أيضا عدم الاحتفال بهذه المناسبة، في ظل فقدان عمود المنزل.
ويواصل الاحتلال اعتقال نحو 4700 أسير فلسطيني، من ومن بين العدد الإجمالي هناك نساء وأطفال وكبار في السن، ويشكي جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.
[email protected]
أضف تعليق