وصلت السيدة بوهيسة عثمان من مدينة الناصرة والتي تبلغ من العمر 58 عاما الى المركز الطبي "تسافون" بوريا بعد ان تم توجيهها من قبل صندوق المرضى التابعة له، وذلك بعد ان استيقظت قبل أسبوع ولاحظت انها فقدت البصر بعينها اليمين كليا، حيث انتابها شعور من الخوف والرعب إزاء هذه الحالة.
وحال استقبالها في قسم العيون في المركز الطبي "تسافون" بوريا أجرى لها طبيب العيون الدكتور سليم حنا، فحص للكشف عن سبب فقدانها البصر حيث لاحظ وجود تخثر دموي تسبب بضرر جزئي في الشبكية وسرعان ما أدرك ان الحديث يدور عن انسداد في الشريان، هذه الحالة التي تعتبر أيضا تجلط دماغي في العين. وعلى أثر هذا التشخيص تم اخضاعها الى فحص اشعة (سي تي) عاجل، ومن بعدها تمت معاينة حالتها حيث تقرر اخضاعها لعملية قسطرة دماغية عاجلة.
في غرفة العمليات المخصصة للقسطرة الدماغية خضعت بوهيسة للقسطرة الدماغية بينما كانت بوعيها الكامل، حيث قام د. مايروفيتش الذي قام بعملية القسطرة الدماغية، بحقن شريان العين بدواء لإذابة التخثر الدموي. وفي غضون بضع دقائق ومن فقدان كامل لحاسة النظر بالعين اليمين، بدأت بوهيسة باستعادة نظرها بشكل تدريجي. وقالت بهذا الخصوص ودموعها تنهمر:" شعرت بخوف شديد وخشية من امكانية فقدان البصر. خلال عملية القسطرة بدأت فجأة برؤية الأضواء ومن بعدها رأيت بشكل مشوش بعض الشيء، ومن ثم استطعت تعداد أصابع الطبيب. خفت من عدم استعادة نظري بتاتا وان لا أستطيع ان أرى ابنائي مجددا. شعرت بسعادة كبيرة عندما عاد الي نظري وعندما خرجت من عملية القسطرة وابصرت اولادي الذين كانوا بانتظاري، شعرت انني استعدت حياتي كلها ".
وقال د. مايروفيتش عن هذه الحالة:" خلال عملية القسطرة قمنا بحقن دواء يعمل على اذابة التخثر داخل الشريان الذي يصل الى منطقة العين والشبكية، وذلك بسبب انسداد جزئي لهذا الشريان. من حسن الحظ انها وصلت الى المركز الطبي "تسافون" بشكل سريع، حيث يعتبر المركز الطبي أحد المراكز الثلاثة في منطقة الشمال الذي يتم فيه اجراء عمليات القسطرة الدماغية. هذه العملية ليست بالعملية الشائعة، حيث يتم اجراؤها في وحدة القسطرة الدماغية فقط في حالات نادرة التي يكون فيها انسداد شريان الشبكية المركزي".
بدوره قال د. نزار حوراني مدير وحدة القسطرة الدماغية والاعصاب في المركز الطبي "تسافون" مشددا:" في حالة فقدان البصر، يجب التوجه مباشرة الى مركز طبي يتضمن وحدة قسطرة. ممنوع الانتظار، هذه الحالة تعتبر احدى أنواع الجلطة الدماغية، وكونها هكذا يجب علاجها بشكل سريع. إضافة الى ذلك، فقدان البصر من الممكن ان يكون مؤشر لحدوث جلطة دماغية صعبة خلال فترة قصيرة ومن هنا تكمن أهمية تقديم العلاج السريع".
وفي نهاية حديثها قالت بوهيسة وهي ام لخمسة أبناء وجدة لـ 8 احفاد انها من هذه اللحظة ستعمل على تغيير أسلوب حياتها اذ انها ستواظب على تناول الدواء وستخرج أكثر من المنزل لتعاين اشعة الشمس وتتمتع بدفئها.
[email protected]
أضف تعليق