أكد رئيس الوزراء محمد اشتية، خلال مشاركته في القمة الافريقية، نيابة عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أنه آن الأوان لمساءلة إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، وإدانتها على مستوى محكمة العدل الدولية.
وأضاف رئيس الوزراء في كلمته خلال القمة المنعقدة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، اليوم السبت، بحضور رئيس الاتحاد الأفريقي، رئيس جمهورية السنغال ميكي سال، والمفوض العام لمؤتمر القمة الأفريقي محمد فقيه، ورئيس وزراء اثيوبيا أبي أحمد، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية مبنية على التمييز العنصري.
وأشار اشتية إلى أن هذه الحكومة العنصرية صرحت بشكل واضح أن للشعب اليهودي الحق الحصري في كافة أراضي إسرائيل والتي هي أرض فلسطين، ما يعني الاستيلاء على مزيد من الأراضي وبناء المستوطنات، في انتهاك لكل المواثيق والقوانين الدولية.
ودعا رئيس الوزراء المجتمع الدولي، إلى بذل المزيد من الجهود من أجل انهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرض دولة فلسطين.
وفيما يلي كلمة رئيس الوزراء
"أيها القادة الأفارقة أشكركم على إتاحة الفرصة لي لأتحدث هنا باسم فلسطين، وأن دعوتي على هذه المنصة هي رسالة من افريقيا أنها مع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
من هذا المنبر، منبر افريقيا، منبر الاتحاد الافريقي، منبر الصداقة بين الشعوب، منبر الرؤية والرسالة لشعوب أفريقيا والعالم، منبر افريقيا الحرة التي هزمت الاستعمار، وأضاءت مستقبلا مشرقا لأبنائها وشعوبها، افريقيا التي هزمت نظام الأبارتهايد العنصري المبني على التمييز والكراهية، اليوم افريقيا تتغنى بوحدتها من أجل التنقل الحر والتجارة الحرة بعيدا عن الحواجز.
أحييكم على وقفتكم مع فلسطين، ونحن في فلسطين كنا دائما على ذات الجبهة مع أفريقيا ومع حركات التحرر الافريقية، وفرحنا عندما أنجزت افريقيا تحررها، واليوم حضورنا هنا معكم لنؤكد استمرار وقوفنا سويا من أجل رفاهية افريقيا لتكون خالية من العنف والفقر والبطالة، ونقف من أجل تعزيز الحوار العربي الافريقي الذي نحن جزء منه.
في فلسطين نحن نسير على ذات الطريق التي سارت بها أفريقيا في مواجهة الاستعمار الكولونيالي، ولكن أنتم سبقتمونا نحو التحرر، ونحن لازلنا على الطريق نواجه آخر استعمار على وجه الأرض، الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي لفلسطين، هذا الاستعمار الذي توجته مؤخرا الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ويأخذ نوعا جديدا من الإرهاب في سياسة إطلاق النار للقتل، ومزيد من مصادرة الأرض وتحويل أصحابها الى لاجئين، ومزيد من المستعمرات الإسرائيلية التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية الحالية المبنية على العنصرية والتطرف، والمزيد من الاعتداءات على المقدسات المسيحية والإسلامية في مدينة القدس والخليل.
الحكومة الإسرائيلية الحالية، دعت الإسرائيليين لحمل السلاح ليكون القتل أسهل، وسنت القوانين العنصرية بما يسهل الاستيلاء على الأراضي والاستيطان، وخلق نظام عنصري مبني على نظام مزدوج، طرق للمستوطنين وأخرى للفلسطينيين، مباني الفلسطينيين تهدم والمستعمرات تبنى، وباصات للمستوطنين فقط، ومدارس للمستوطنين فقط، نظام أبارتهايد بالممارسة والتشريع، يبني بيتا للمستوطنين ويهدم بيتا للفلسطينيين.
هذا الاستعمار يسرق أرضنا ويسرق أرواح أطفالنا، فخلال الـ 46 يوما الماضية، قتل 50 فلسطينيا على أيدي هذه الحكومة المتطرفة، التي تسرق الأرض والجغرافيا، وتقتل الإنسان وتسرق المال وتزور الرواية، وتحاصر أهلنا في قطاع غزة، وتنتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي، وتشرعن القتل، وإبعاد الفلسطينيين من بيوتهم بعد هدمها.
السياسة الإسرائيلية الحالية مبنية على التمييز العنصري، والحكومة الإسرائيلية الحالية صرحت بشكل واضح أن الشعب اليهودي له الحق الحصري في كافة أراضي إسرائيل، والتي هي أرض فلسطين، وهذا يعني المزيد من الاستيطان وبناء المستعمرات، وبذلك تنتهك إسرائيل القانون الدولي، واتفاقيات القضاء على كافة أشكال التمييز العنصري، ويجب بذل المزيد من الجهود من أجل انهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا.
إسرائيل تستمر باحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين وهو ما لم يحصل في تاريخ البشرية، ونبذل العديد من الجهود وعلى كافة المستويات من أجل تدويل قضيتنا، وبعد غد سيصوت مجلس الأمن على مشروع قرار قدمته المجموعة العربية في الأمم المتحدة، لوقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية والزامها بالاتفاقيات الموقعة معها.
لقد آن الأوان لمساءلة إسرائيل على جرائمها بحق أبناء شعبنا، ويجب أن تدان إسرائيل على مستوى محكمة العدل الدولية.
نواجه فراغا سياسيا خطيرا وبحاجة الى ملئه، وإعادة إحياء مبادرة السلام العربية، من أجل انهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وكافة الأراضي العربية المحتلة على حدود عام 1967، كما أننا نعمل على تعزيز جبهتنا الداخلية، ونشكر الجزائر ومصر وأفريقيا على استضافة اجتماعات المصالحة الفلسطينية".
[email protected]
أضف تعليق