تتعرض بلدة جبل المكبر جنوبي مدينة القدس في الايام الاخيرة الى حملة ممنهجة تستهدف سكانها ومنازلهم لتهجيرهم من أراضيهم حيث تشير مصادر محلية الى ان 132 منزلا مهددا بالهدم.

وتسود البلدة حالة من التوتر الشديد في أعقاب الهدم التي نفذتها السلطات الاسرائيلية خلال الايام الماضية لعدد من المنازل والمنشآت التجارية بحجة عدم الترخيص.

وفي محاولة للتصدي للاجراءات الاسرائيلية اغلق سكان البلدة قبل ايام شوارعها بحاويات النفايات واشعلوا الاطارات المطاطية بعدما عم الاضراب الشامل كافة مناحي الحياة بالبلدة.

وتنوي السلطات الاسرائيلية تنفيذ مشاريع استيطانية على اراضي جبل المكبر من بينها 100 وحدة استيطانية تهدف في حال تنفيذها الى فصل البلدة عن منطقة القدس وجلب مستوطنين اليها.

واكد عضو هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس راسم عبيدات ل بكرا ان الهجمة الشرسة التي تشنها بلدية القدس وشرطتها وجيشها على جبل المكبر،عبر تكثيف عمليات هدم المنازل ،تستهدف كسر وتحطيم إرادة السكان،فقد اعلن سكان جبل المكبر تمسكهم بقرارهم بعدم هدم منازلهم بأيديهم،وهذه القاعدة جرى تثبيتها في هدم منزلي المواطنين ابراهيم وادهم بشير،حيث جرى رفض عمليات الهدم الذاتي تحت طائلة التهديد بتحمل من لا يقبل بالهدم الذاتي بتحمل تكاليف عمليات الهدم التي تقوم بها آليات وبلدوزرات وجرافات البلدية.

واكد عبيدات ان الموقف الذي اتخذه اهل المكبر ،اعتقد انه بحاجة لمن يلتقطه من اصحاب الشأن،وواضح ان الجماهير تصنع في الميدان مبادرات وابداعات شعبية تتفوق فيها على القيادات والقوى مشيرا الى أن اجبار السكان على دفع تكاليف الهدم،هي جريمة يجب ان ترفع الى المؤسسات الدولية،رغم أنها تقف في صف العدوان على شعبنا.

التفاف شعبي

من جهته يرى مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري ان هناك التفاف شعبي من سكان البلدة حول اصحاب المنازل المهددة بالهدم كما حصل قبل سنوات وهذا ساهم في بعض المرات بالتراجع عن هدم المنازل وقال قبل عدة اشهر كانت هناك دعوة لعصيان مدني في مخيم شعفاط وعناتا بعد اغلاق حاجز المخيم لعدة ايام هذا ادى الى انتقال هذه التجربة الى جبل المكبر الذي شهد سابقا وقفات كبيرة للتصدي لسياسة الهدم ونجح الاهالي في دحر بعض اوامر الهدم.

واضاف لموقع بكرا "اليوم انه في ظل الحكومة الاسرائيلية الجديدة هناك تمادي كبير في موضوع الهدم بالقدس الشرقية حتى القضايا التي لا يوجد بها محاكم" لافتا ان هناك وثيقة شرف من اهالي جبل المكبر تمنع الاهالي من اللجوء للهدم الذاتي, وهذا امر هام لانه لا يوجد شيء مذل اكثر من الهدم فهو عقوبة حقيرة من قبل الاحتلال.

وراى ان روح المقاومة الموجودة اليوم في جبل المكبر ربما ستنتقل الى اماكن كثيرة من احياء القدس.

الهدم .. كارثة

الباحث في جمعية "عير عميم" أفيف تاتارسكي، علق على عملية الهدم التي جرت مؤخرا في جبل المكبر قائلاً إن "المخطط التفصيلي لحي جبل المكبر لم يفعل، تم تحديثه منذ الموافقة عليه قبل 35 عاما، وحوالي ثلثي مساحته ممنوع البناء ولا خيار أمام السكان سوى البناء دون ترخيص ".

وأضاف أن "الوضع مشابه في أحياء فلسطينية أخرى في المدينة، إن هدم المنازل كارثة تختار الحكومة إلحاقها بالأهالي بذريعة فرض القانون التي لا أساس لها من الصحة".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]