تستخدم السلطات الإسرائيلية، مبنى ملاصق تزعم أنها اشترته منذ ما يزيد عن 20 عامًا، لتنفذ مخطط "قذر"، يقضي بالاستيلاء على الكنيسة المارونية والكنائس المجاورة لها في عكا القديمة بالداخل الفلسطيني وتحويلها إلى "بار وخمارة".
وكشف القائمون على الكنيسة مؤخرًا، مخططًا لتهويد الكنيسة والكنائس المجاورة لها، عبر تحويل المبنى الملاصق إلى ملهى ليلي وخمارة، وأجزاء أخرى إلى فندق لليهود، وقد وضعت لافتة لإمكانية الاعتراض عليه لمدة محددة، ولكن في شارع بعيد عن الكنيسة.
ووفق المخطط الذي كشف عنه القائمون على الكنس في البلدة، فإنه سيتم الاستيلاء على الحجرات الأثرية تحت رواق الكنيسة، من أجل فتح الخمارة للمستوطنين واليهود.
ويزعم مستثمر يهودي تدعمه بلدية عكا، أنه اشترى المبنى والكنيسة المارونية منذ ما يزيد عن 20 عامًا، لكنه مخططه قد اكتُشف صدفة قبيل تمريره بأيام.
اكتشافه بالصدفة
ويقول كاهن رعية العائلة المقدسة-سيدة البردية في عكا، سامر خوري، لوكالة "صفا"، "إن بعض ما اكتشفناه أن سلطات الاحتلال تريد تحويل المبنى وأجزاء من الكنيسة وخاصة الطابق الأسفل في الحجرات الأثرية، إلى ملهى وخمارة وفندق".
ويضيف "هذا قليل مما اكتشفناه مؤخرًا، وأيضًا اكتشفنا أنهم قد وضعوا المخطط، وفي خطوة للقفز على أي اعتراض منا، وضعوا لافتة تفيد بإمكانية تقديم اعتراض عليه خلال مدة معينة، لكن في شارع بعيد عن الكنيسة، حتى لا يراها أحد منا، وبالتالي تنتهي مدة الإمهال، ويمرروا المخطط".
ويؤكد أن المارونية يعود وجودها للقرن السادس الميلادي، أما الكنيسة فقد بنيت عام 1741 لهذه الجماعة من المسيحيين في عكا، وتم دخولها للخدمة بعد أعوام من بدء بنائها، وما تزال قائمة حتى اليوم، بالإضافة للكنائس المجاورة لها والتي بنيت في ذلك الوقت.
ويبلغ عدد عائلات الجماعة المسيحية المارونية في فلسطين نحو 10 آلاف ماروني، وفي منطقة عكا وضواحيها 71 عائلة كجماعة مسيحية كاثوليكية ذات طابع ماروني، غالبيتهم يسكنون في عكا الجديدة وفي جديدة المكر، وقلة قليلة ما زالوا في عكا القديمة.
تشويه الهوية التاريخية
وحسب خوري، فإن السلطات الاسرائيلية ممثلة ببلدية عكا ، مارست تضييقات وإجراءات ضد المسيحيين خلال أعيادهم ومواسمهم في الكنيسة المارونية بعكا، خاصة خلال السنوات الأخيرة.
ويضيف "اليوم نكتشف بأن هناك مخططًا قذرًا لتحويلها والمباني المجاورة إلى خمارة وملهى ليلي، لكم أن تتخيلوا خصوصية مكان مقدس كهذا، تتحول غرفه إلى خمارات، خاصة ونحن نتحدث عن مباني متداخلة وتعتبر كأنها مكان واحد متفرع كل منه عن الآخر، وأنا هنا أعنى الكنائس والمبنى الذي يزعمون أنهم اشتروه معها".
وقدم المحامي قيس ناصر اعتراضًا ضد المخطط قبيل أيام من انتهاء المهلة، بعد اكتشاف اللافتة صدفة في شارع بعيد عن الكنيسة.
ويقول ناصر "إن المخطط يهدف لتشويه هوية مدينة عكا القديمة، ومحاولة إفراغ عكا من سكانها الأصليين وتهويد الحيز العام من خلال المساس المباشر بحرمة وقدسية الكنيسة المارونية".
ويشدد على أن المخطط مخالف للقوانين الدولية، وأن حكومة اسرائيل ومؤسساتها تتحمل مسئولية وتبعات هذا المخطط.
ويحذر المحامي ناصر من إمكانية تمرير المخطط في ظل انحياز السلطات الكامل لمشاريع اليهود، وضربها بعرض الحائط أي اعتبارات دينية أو تاريخية لأي مكان.
ويشدد على أنه سيتم استخدام كل الطرق القانونية والدولية وأيضاً وسائل النضال الشعبي، من أجل مواجهة المخطط.
يُذكر أن عكا من أكثر المدن الساحلية الفلسطينية التي تتعرض للتهويد المستمر منذ عقدين، بهدف تحويلها لمدينة ذات طابع يهودي، والانقضاض على معالمها التاريخية وهويتها العربية الفلسطينية.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
للاسف هذا ما يحدث في اوروبا يظهر اننا في نهاية الازمنة