للمرة الأولى يقوم أطباء من الداخل الفلسطيني  بإجراء عملية زرع كلية في قطاع غزة. وكان الدكتور عبد خلايلة، مدير وحدة زراعة الأعضاء في مستشفى هداسا عين كارم، والدكتور سامر دياب، جراح أوعية الدم من مستشفى رمبام، وهما عضوان في جمعية أطباء لحقوق الإنسان، قد أجريا خلال نهاية الأسبوع عمليتي زراعة كلى لمرضى فلسطينيين من سكان قطاع غزة.


ووصل كل من د. خلايلة ود. دياب إلى قطاع غزة في إطار وفد جمعية أطباء حقوق الإنسان، الذي زار القطاع خلال نهاية الأسبوع لغرض القيام بنشاط طبي. وقد بلغ عدد أعضاء الوفد 25 من الأطباء وأعضاء الطواقم الطبية، قاموا بإجراء العمليات الجراحية، وإدخال الأدوية والمعدات الطبية، وتقديم الرعاية الطبية للمرضى، إلى جانب إجراء عقد دورات تأهيلية في مجال الصحة النفسية.

وقد تم إجراء عمليتي زراعة الكلى في مستشفى الشفاء في مدينة غزة. حيث أجريت العملية الأولى لفتاة تبلغ من العمر 27 عاما، من سكان مدينة غزة، تلقت الكلية تبرعا من والدها.

وأجريت العملية الثانية لفتاة تبلغ من العمر 25 عاما من مخيم النصيرات للاجئين، حيث تلقت تبرعا بالكلية من أختها. وقد أجريت العمليات بعد أعمال تحضيرية استمرت بضعة أسابيع، بقيادة أطباء لحقوق الإنسان وبالتنسيق مع مستشفى الشفاء في غزة. وقد شملت التحضيرات لقاءات عبر برنامج زوم بين الأطباء الجراحين وبين الطاقم الطبي التابع لمستشفى الشفاء، إلى جانب أخذ عينات دم من المريضات وإرسالها إلى مستشفى هداسا بتكلفة بلغت عشرات آلاف الشواقل من أجل التأكد من ملاءمة الأعضاء المخصصة للزراعة وشراء الحقن والأدوية الخاصة من أجلهن.

يذكر أنه قد أجري عدد قليل من عمليات زراعة الكلى في قطاع غزة، بصورة غير منتظمة من قبل طبيبين أحدهما من إنجلترا والآخر من الأردن. بيد أن إسرائيل قد توقفت عن السماح بإدخال الطبيب الأردني للقطاع، وهو ما تسبب في تقليص عدد هذه العمليات داخل القطاع.

وتضاف العمليتان اللتان أجريتا في مستشفى الشفاء إلى 16 عملية جراحية أخرى أجريت على يد أطباء وفد جمعية أطباء لحقوق الإنسان، ومن ضمنها: تسع عمليات في مجال العظام في مستشفى ناصر في خان يونس بإشراف كل من د. مصطفى ياسين ود. محمود خطيب، وهما طبيبا عظام رفيعي الشأن من مستشفى "هشارون"، و 7 عمليات عيون بإشراف د. عاهد مطيرات، طبيب العيون من مستشفى "سوروكا"، وعملية أوعية دموية بإشراف د. جمال حجازي، جراح الأوعية الدموية في مستشفى "شعاري تصيدق"، في المستشفى الأوروبي في المدينة.

كما قام أعضاء الوفد الطبي، على التوازي، بعقد أيام طبية في مجالات طب العائلة وطب النساء، عقد لقاءان منها في مخيم النصيرات للاجئين، حيث تم فحص ما يزيد عن 330 مريضا. أما الأخصائيون النفسيون من أعضاء الوفد فقد واصلوا نهجهم في عقد دورات التأهيل المهني في مجال الصحة النفسية لطواقم الصحة النفسية الفلسطينية من مركز غزة للصحة النفسية، ووزارة الصحة الفلسطينية، والمركز الطبي لمعالجة ضحايا الصدمة في مدينة غزة. كما شملت الزيارة تسليم معدات طبية وأدوية تفوق قيمتها الـ 300 ألف شيكل.

وقال مدير الوفد المنتدب عن جمعية أطباء لحقوق الإنسان، صلاح حاج يحيى إن "قطاع غزة يعاني طيلة الوقت، على مدار 365 يوما في السنة، منذ أكثر من 15 عاما، نتيجة للحصار الإسرائيلي الذي يخنق السكان المدنيين، ويحول بينهم وبين أي إمكانية لتحصيل ظروف العيش الأساسية، وينتهك حقوق الفلسطينيين السياسية، والمدنية، والاقتصادية، والاجتماعية. إن زيارة الوفد تشكل، إلى جانب الأهداف الطبية، تضامنا مع معاناة وضائقة سكان القطاع، وهي تمثل رسالة واضحة مفادها ضرورة وقف العمل بالسياسة الإسرائيلية غير القانونية المتمثلة في الحصار".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]