قال الخبير المختص في الفضاء الرقمي عبد الله الزماري، إن المنظومة الاعلامية الرسمية الإسرائيلية "الهاسبراه" تواجه مقاومة شرسة غير مسبوقة، وتتكبد خسائر متوالية في "الحرب الرقمية" المستمرة دون مع الفلسطينيين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقال زماري لـ"بكرا": يشكل "الجيل Z" وهو مصطلح يطلق على الفلسطينيين المولدين بعد العام 2000، رأس حربة الجهود الفلسطينية خلال المواجهة بين رواية الاحتلال وخطاب الحق الفلسطيني، حيث يشكّل مع "الجيل Y" وهو الجيل المولود بين عام 1980-2000 معظم مستخدمي منصات التواصل الفلسطينيين بنسب تزيد عن 80%. يشمل الجيل زد.
وتابع قائلا: شكّل جيل الألفية "Y"، ملامح وقواعد الانترنت، ويتسيّدون نسب مستخدميه حالياً، إلا ان هذا لن يدوم طويلاً، فالجيل زد قادم بقوة وسرعة، حاملا قواعده الخاصة وانماط سلوكه الخاصة، تأتي هذه القوة من بعض الخصائص والسمات، التي يشترك بها معظم افراد هذا الجيل، وقال: إن الفلسطينيون يفضلون المحتوى المرأي على بقية المحتويات في الشبكة العنكبوتية.
الفلسطينيون ملوك التيكتوك: 98% من الفلسطينيين يستخدمون التيكتوك
وأوضح زماري أن الشباب الفلسطيني المولود بعد العام 2000 تراجع اهتمامه بمحرك البحث جوجل عن مرتبته الأولى كأكبر محرك بحث، "فضّل (40%) من جيلZ البحث عبر تكتوك او انستجرام بدل جوجل، فهم يفضلون مشاهدة تمثيلات بصريّة حول "موضوعٍ ما" بدل القراءة عنه، ولهذا ارتفع تطبيقي تيكتوك وتيكتوك لايت، الى المرتبتين الأولى والثانية، كأكثر التطبيقات تحميلا عبر "جوجل بلاي" وتراجع انستجرام وفيسبوك الى الثالثة والرابعة على التوالي.
وأوضح زماري أن الفئة العمرية (18-24) تشكل عالمياً ما نسبته 39.9% من مستخدمي تكتوك، (27.94% إناث، بينما الذكور 11.97%)، وتزيد نسبة هذه الفئة فلسطينياً عن المعدلات العالمية حيث تصل الى 43%، تشكل الإناث 52.5% منهم، وتشكل الأعمار بين (13-35) عالميا 91.52% من مستخدمي تيكتوك، بينما في فلسطين فإن نسبتهم تشكل حوالي 98%. ربما هذه الزيادة بالنسب تعود إلى سياسات التقييد والملاحقة، التي تطبقها "ميتا" ضد المحتوى الفلسطيني مما دفعهم تجاه تيكتوك.
ساحات مواجهة وانتصارات
وأوضح زماري أن المواجهات بين الاحتلال والفلسطينيين في المجال الرقمي تتركز في مجال الصور، ومقاطع الفيديو، وهذا يقودنا مجددا الى تيكتوك، "والريلز" التي ادخلتها ميتا الى منصاتها لمواجهة استحواذ تيكتوك على متابعي المحتوى الرقمي ومنتجيه.
وأضاف "تشيرُ إحصاءات نفذتها «الإيكونوميست» مع جهة أخرى، إلى أن 25% فقط من الأمريكيين في سن 18-29، يعتبرون إسرائيل حليفةً لأمريكا وترتفع النسبة، مع ارتفاع عمر المشاركين في الإحصائية".
وقال زماري "يقترب هؤلاء المحاربون بسرعة من اسقاط احد القلاع الحصينة التي بنتها رواية الاحتلال في العالم الغربي، وهي "معاداة السامية" تلك العبارة المرعبة والتي ترفع في وجه كل من يتضامن مع فلسطين وينتقد بطش الاحتلال، فاعداد من اصبح لا يبالي بهذه الاتهامات "السخيفة" حسب تعبير الجيل، تتزايد وتزداد تحدياً".
وقال زماري سيحقق الشبان الفلسطينيون فيالسنوات المقبلة ما عجزت عنه الدبلوماسيات التقليدية خلال اربعين سنة مضت، ولكن ليستمر جَلَد هؤلاء المحاربين على المواصلة لا بد من ان تنشط المؤسسات والمنظمات الاجتماعية والتربوية وربما السياسية لأخذ مكانها في الساحة، فهؤلاء المحاربون يحتاجون للمؤازرة، وربما احيانا كفّ "أذانا" عنهم، فليست مصادفة ان المحاربين بالسلاح، والمحاربين بالفيديو، هم من نفس الجيل Z، ولكل منهم عرينه الخاص.
[email protected]
أضف تعليق