أظهر استطلاع "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية" للعام 2022، الصادر عن "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، اتساع الفجوة السياسية في أوساط المواطنين اليهود وانعكاساتها على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فيما سجل المؤشر زيادة حادة في نسبة اليهود الذين يعتقدون أن المواطنين اليهود في إسرائيل يجب أن يتمتعوا بحقوق أكثر من المواطنين غير اليهود، حسب ما نشر في صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية .
وبيّنت نتائج "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية" التي نشرت الأحد، تراجعا كبيرا ومستمرا في ثقة اليهود بالمؤسسات الإسرائيلية، بما في ذلك المحكمة العليا والحكومة والشرطة والكنيست والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام، باستثناء مؤسستي الجيش (زيادة الثقة من 78% إلى 85%) والرئاسة (من 55% إلى 62%).
وأظهر المؤشر تعزز العلاقة بين الهوية السياسية للفرد في إسرائيل (يمين أو يسار أو وسط)، وبين موقفه في القضايا المختلفة، بما يشمل الحقوق والعلاقة بين السلطات والانقسام السياسي والثقة بمؤسسات الدولة والتوترات الاجتماعية خصوصا بين اليهود والعرب في إسرائيل؛ إذ كشف الاستطلاع عن "فوارق واضحة ومنهجية" بين المواقف التي عبر عنها من يُعرّف نفسه بأنه ينتمي إلى اليسار أو الوسط أو اليمين.
في المقابل، بيّن المؤشر أنه على عكس ما جرت عليه العادة في السابق، فإن تحديد الهوية السياسية بين ما إذا كان الشخص ينتمي إلى معسكر اليمين أو اليسار أو الوسط في أوساط اليهود، لم يعد يتعلق بالموقف من قضية الصراع الإسرائيلي -الفلسطيني، وبات يشمل الآن جميع المجالات السياسية والاجتماعية الداخلية والخارجية.
كما خلص الاستطلاع إلى وجود علاقة وثيقة آخذة بالتصاعد بين الهوية الدينية (علماني، حريدي، قومي ديني) وبين الاصطفاف والتموضع السياسي لدى الفرد في المجتمع اليهودي، فكلما زاد تديّن الفرد انزاح بحدة نحو اليمين، خصوصا في أوساط الحريديين وتيار الصهيونية الدينية، فيما انقسم العلمانيون اليهود بالتساوي تقريبا بين اليمين واليسار والوسط.
وبحسب نتائج المؤشر، فإن ثقة الجمهور الإسرائيلي عموما بمؤسسات الدولة، سجلت أدنى مستوى منذ العام 2012 (61%)، إذ عبّر 33% من المستطلعة آراؤهم بثقتهم بمؤسسات الدولة عموما، علما بأن متوسط الثقة بمؤسسات الدولة في الفترة بين العامين 2003 و2022 في أوساط اليهود بلغ 49.7%، وفي أوساط العرب وصل إلى 36.3%.
ويوافق 61% من الإسرائيليين، وفقا للاستطلاع، على أن "إسرائيل بحاجة إلى زعيم قوي لا يأخذ بعين الاعتبار مواقف الكنيست ووسائل الإعلام والرأي العام، من أجل معالجة المشاكل الخاصة لدولة إسرائيل"؛ وفي هذا الشأن هناك تقارب للنسب بين اليهود والعرب، فيما تظهر الفجوة بين اليسار (38% يؤيدون هذه المقولة) والوسط (54%) واليمين (68%).
وبيّن الاستطلاع أن 55.6% من الإسرائيليين يؤيدون أن يكون للمحكمة العليا سلطة لإلغاء قوانين الكنيست إذا تبين أنها تتعارض مع مبادئ الديمقراطية. وبحسب النتائج فإن تأييد العرب لمنح هذه السلطة للمحكمة العليا وصل إلى 87% مقابل 51% لدى اليهود. وأظهر التقسيم حسب المعسكرات السياسية (لدى اليهود) أن غالبية المؤيدين هم من اليسار والوسط (89% و70%) مقابل أقلية لدى اليمين (37.5%).
"العلاقة مع المواطنين العرب"
وفي جواب على سؤال حول ما إذا كان النظام في إسرائيل "ديمقراطيا بالنسبة للمواطنين العرب كذلك"، يرى 69% من اليهود أن النظام في إسرائيل ديمقراطي حتى بالنسبة للمواطنين العرب، في حين ظهرت فوارق كبيرة بين المعسكرات السياسية حول هذه المسألة: اليمين - 74%؛ والوسط - 69%؛ مقابل أقل من النصف لدى اليسار (47%).
في المقابل، يرى 31% فقط من المواطنين العرب أن النظام في إسرائيل ديمقراطي بالنسبة لهم أيضًا. الفرق في هذا الصدد كبير بين ناخبي الأحزاب العربية غير الصهيونية وبين ناخبي الأحزاب الصهيونية (19% مقابل 62% على التوالي).
وأظهر الاستطلاع ارتفاعا حادا في نسبة اليهود الذين يعتقدون أن طبيعة العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل "سيئة" أو "سيئة للغاية" (من 27% عام 2018 إلى 60% عام 2023). ووفقا للاستطلاع، يرى 4% من اليهود فقط أن العلاقة بين اليهود والعرب جيدة، في المقابل يرى 45% من العرب أن العلاقة بين العرب واليهود "سيئة" أو "سيئة للغاية"، في حين يرى 17% من العرب أن العلاقة مع اليهود "جيدة".
كما سجل المؤشر ارتفاعا واضحا في أوساط اليهود الذين يرون أن اليهود يجب أن يحظوا بحقوق أكثر من "غير اليهود" في إسرائيل - 49% في العام 2022 مقابل متوسط يصل إلى 36.6% في الفترة بين عامي 2003 و2022، فيما يرى 40% من اليهود أنه "لا رغبة لدى العرب في الاندماج في المجتمع الإسرائيلي"، في حين يرى 75% من العرب المستطلعة آراؤهم أن العرب معنيون بالاندماج.
وحول تقييم ما هو أقوى وأبرز توتر في المجتمع الإسرائيلي هو التوتر بين المواطنين العرب واليهود، علما بأنه بين عامي 2018 و2020 كان التوتر الأبرز والأقوى هو بين "اليمين واليسار"، ومنذ صيف عام 2021 عاد التوتر بين العرب واليهود إلى قمة سلم التوتر بحسب "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية".
[email protected]
أضف تعليق