يبلغ عدد السكان اليهود المتشددين (الحريديم) في إسرائيل حاليا 1.28 مليون، أو 13.5% من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 9.45 مليون نسمة، وفقا لتقرير إحصائي سنوي صدر يوم الإثنين.
وأظهرت بيانات المكتب المركزي للإحصاء أنه مع معدل النمو الحالي للسكان الحريديم بنسبة 4% – أعلى معدل من أي مجموعة في إسرائيل – سيمثلون 16% من إجمالي السكان بحلول نهاية العقد.
ويعيش أكثر من 40% من 1.28 مليون الحريديم في مدينتي القدس وبني براك في ضواحي تل أبيب. ويعيش 7% آخرون في بيت شيمش، ومعظم الباقين في بلدات ومستوطنات ذات أغلبية من الحريديم مثل موديعين عيليت وبيتار عيليت وإلعاد، أو في جيوب صغيرة داخل مدن كبيرة مثل أشدود، وبيتاح تكفا، وحيفا، ورحوفوت، ونتانيا.
ويقدم التحليل الذي جمعه مركز الأبحاث “معهد الديمقراطية الإسرائيلي” لمحة سريعة عن سكان إسرائيل الحريديم، الذين وجد أنهم فقراء، سريعي النمو، مع انكشاف محدود للتعليم العلماني الرسمي، وحس قوي بالمجتمع والأعمال الخيرية.
وأظهرت البيانات أن معدل الفقر بين الحريديم هو ضعف ما هو عليه بين عامة السكان، ويعيش ما يقارب من نصفهم تحت خط الفقر.
وعلى الرغم من تأخرهم كثيرا عن المواطنين الآخرين، إلا أن الحريديم بدأوا إستخدام الإنترنت بشكل متزايد، نتيجة لوباء فيروس كورونا إلى حد كبير، وفقا للتقرير.
ووجد تحليل “معهد الديمقراطية الإسرائيلي” أنه في عام 2019 – العام الأخير الذي توفرت فيه البيانات – بلغ معدل الفقر بين الإسرائيليين الحريديم 44%، بينما بلغ 22% بين عامة السكان. ويمثل هذا تحسنا طفيفا مقارنة بالسنوات السابقة، عندما كان معدل الفقر بين الحريديم أعلى، وبلغ ذروته عام 2005، عندما كانت النسبة للحريديم 58% والنسبة لعامة السكان 21%.
في عام 2021، كانت معدلات التوظيف بين النساء الحريديات مماثلة تقريبًا لمعدلات توظيف الإناث اليهوديات غير الحريديّات، 78% مقابل 82%. في المقابل، بلغ معدل البطالة بين الرجال الحريديم ثلاثة أضعاف نظرائهم اليهود غير الحريديين في عام 2021: 49% مقابل 14%.
ووفقا لتقرير “معهد الديمقراطية الإسرائيلي”، تشير الإحصائيات الأولية لعام 2022 إلى انخفاض طفيف في بطالة الذكور الحريديم إلى 46.5%، على الرغم من أن هذا لا يزال أعلى بثلاث أضعاف تقريبا من الرجال اليهود غير الحريديين.
واقترحت الحكومة القادمة مجموعة واسعة من الإجراءات لفائدة السكان الحريديم، بما في ذلك زيادة رواتب طلاب المدارس الدينية، مما قد يثني الرجال الحريديم عن دخول سوق العمل.
تمثل الأرقام تغييرا جذريا في توظيف الحريديم منذ 20 عاماً، عندما كان حوالي نصف النساء الحريديات وحوالي ثلث الرجال الحريديم في سوق العمل. على الرغم من نمو عدد النساء الحريديات في سوق العمل بشكل مطرد منذ ذلك الحين، وركود معدلات توظيف الذكور في السنوات الأخيرة، حيث بقت حول 50% منذ عام 2015، وفقا لأرقام “معهد الديمقراطية الإسرائيلي”.
وكان متوسط الرواتب الشهرية لأسر الحريديم – 14,121 شيكل (4,003 دولار) – أقل بكثير من نظرائهم من غير الحريديين، الذين حصلوا على 21,843 شيكل (6,191 دولار) بالمتوسط.
على الرغم من كونهم أفقر بكثير، إلا أن الإسرائيليين الحريديم هم أكثر ميلًا للتبرع بالأموال والتطوع من غيرهم من الإسرائيليين اليهود، وفقًا لبيانات المكتب المركزي للإحصاء.
ووجد استطلاع للمكتب المركزي للإحصاء أنه في عام 2021، قال 86% من الإسرائيليين الحريديم فوق سن 20 عاما إنهم تبرعوا للأعمال الخيرية، مقارنة بـ 58% من الإسرائيليين اليهود غير الحريديين. وظل هذا ثابتًا إلى حد كبير بالنسبة للإسرائيليين الحريديم، حيث انخفض عدد الإسرائيليين غير الحريديين الذين قالوا إنهم تبرعوا للجمعيات الخيرية على مر السنين، من 72% في عام 2008 إلى مستواه الحالي.
وقال 40% من الإسرائيليين الحريديم أنهم تطوعوا في مجتمعهم، مقارنة بـ23٪ من الإسرائيليين اليهود غير الحريديين.
في الوقت نفسه، لا يتطوع الإسرائيليون الحريديم عموما لأداء الخدمة الوطنية، حيث قامت 4% فقط من النساء الحريديات بذلك في عام 2021 – مقارنة بـ 22% من النساء اليهوديات غير الحريديات. ولا يخدم الذكور الحريديم أيضا في الجيش الإسرائيلي بأعداد كبيرة، حيث قام حوالي 1200 شخص بذلك في عام 2020 – ما يقارب من نصف العدد في عام 2015.
وبسبب ارتفاع معدل الولادات، يمثل الأطفال الحريديم ما يقارب من 20% من جميع الطلاب وأكثر من ربع الطلاب الناطقين بالعبرية.
والغالبية – 74% – يدرسون في مدارس “غير رسمية لكن معترف بها”، والتي من المفترض أن تدرّس غالبية المناهج الأساسية العلمانية (على الرغم من أن معظمها لا يفعل ذلك) مقابل تمويل بنسبة 75%، ويدرس 22.5% أخرين في مدارس “معفاة” تدرس جزء أصغر من المناهج الأساسية وتحصل على مبلغ متناسب من التمويل الحكومي، بينما يتعلم 3.5% فقط في مدارس حريدية تديرها الدولة بالكامل والتي تدرس المنهاج الأساسي الكامل.
ويتم تدريس المناهج الأساسية بشكل متزايد للفتيات الحريديات – حيث يتم توجيههن بشكل متزايد إلى سوق العمل – مع خضوع ما يقارب من 60% لامتحانات البجروت الحكومية في 2019-2020، وهو ما يقارب من ضعف عدد الفتيات اللواتي فعلن ذلك في 2008-2009، وفقا لتقرير “معهد الديمقراطية الإسرائيلي”.
لكن كان الصبيان أقل احتمالا للخضوع للامتحانات الثانوية العامة – ناهيك عن اجتيازها – ولم يكن هناك أي تغيير تقريبا في السنوات الـ 13 الماضية، حيث خضع 15% للامتحانات في 2019-2020، مقارنة بـ 16% في عام 2008-2009.
بالإجمالي، نجح 14% فقط من الطلاب الحريديم في امتحانات البجروت في 2019-2020، مقارنة بـ 83% من الطلاب اليهود غير الحريديم.
ويستبعد ارتفاع هذا العدد في المستقبل، حيث وافقت الحكومة القادمة من حيث المبدأ على تمويل المدارس الحريدية دون الحاجة إلى تدريس أي من المناهج الأساسية.
ولا يزال عدد الطلاب الحريديم في مؤسسات التعليم العالي منخفضا بشكل غير متناسب، حيث يشكلون 10.5% من جميع الطلاب في إسرائيل، على الرغم من ارتفاع العدد بشكل كبير في السنوات الـ 13 الماضية. لكن يدرس أكثر من 90% من هؤلاء الطلاب في الكليات، والتي تتطلب عموما متطلبات دخول أقل من الجامعات، وفقا لبيانات “معهد الديمقراطية الإسرائيلي”.
[email protected]
أضف تعليق