يبدو الحلم أقرب من أي وقت مضى، بالنسبة لنادي أرسنال وجماهيره العريضة، التي لا تستطيع كبت مشاعر النشوة، وفريقها متربع على صدارة "مريحة" في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
ومع انتهاء عام 2022، يتصدر أرسنال "عرش" البريميرليغ، بفارق 7 نقاط كاملة عن أقرب منافسيه، نادي مانشستر سيتي، الذي تعثر مجددا أمام إيفرتون.
أرسنال افتقد زعامة إنجلترا منذ 2004، أي قبل 19 عاما كاملة، ولكن المؤشرات الآن جميعها مشجعة، كي يحقق "المدفعجية" لقب الدوري رقم 14 بتاريخ النادي اللندني.
هناك عدة أسباب ترشح كفة أرسنال كي يحقق البطولة التاريخية المنتظرة.
عنصر المفاجأة
يستفيد أرسنال من "عنصر المفاجأة"، فالفريق لم يكن مرشحا أبدا للمنافسة على الدوري، وهو ما أعطاه أفضلية في مباغتة الفرق الأخرى، التي لم تحسب له "حساب الأبطال"، مثل ما يفعلون مع مانشستر سيتي وليفربول.
توازن العناصر
يمتلك أرسنال تشكيلة متوازنة جدا، وصلت لأعلى درجات التوازن هذا الموسم. خط الدفاع شهد تجانسا كبيرا بين الفرنسي وليام صليبا والبرازيلي غابرييل، وفي الوسط وصل السويسري شيردان تشاكا لذروة مستواه هذا الموسم، ومثله صانع الألعاب النرويجي مارتن أوديغارد.
وفي الهجوم، انتقال غابرييل جيسوس مثل إضافة قوية، ساندت المتألقين بوكايو ساكا وغابرييل مارتينيلي.
انتقالات مدروسة
بالرغم من الانتقادات المبدئية، أسكتت إدارة أرسنال الجميع، وأثبتت أن صفقاتها كانت في محلها.
الأبرز كانوا المهاجم البرازيلي غابرييل جيسوس والظهير الاوكراني أولكساندر زينشينكو، القادمان من المنافس مانشستر سيتي. كلاهما أثبت أهميته في التشكيلة، بالإضافة لاستعادة وليام صليبا من الإعارة، ومنحه مركزا أساسيا.
توقف كأس العالم
أرسنال يعتبر من الأندية التي استفادت كثيرا من فترة التوقف للمونديال، بسبب عدم مشاركة معظم لاعبيه المؤثرين في البطولة، وبذلك عودتهم للموسم بجاهزية تامة، على عكس بقية أندية إنجلترا الكبرى.
فخط الدفاع والحراسة كانوا جميعهم احتياطيين في المونديال، أو لم يشاركوا أصلا، أما البقية، فشهدنا مشاركة تشاكا وبارتيه وساكا في البطولة، بينما ظل الآخرون يتحضرون لعودة الموسم.
بيب الصغير
يتمير المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا بامتلاكه صفات مشابهة لمواطنه بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، وذلك بسبب عمله تحت إشراف الأخير لسنوات.
تلك الفترة أكسبته خبرة ودهاء بدأ الآن بتطبيقه مع أرسنال، بعد أعوام من تقديم الأداء الجميل دون البطولات.
أرتيتا، أو "بيب الصغير"، قد يكون الخصم الأسوأ بالنسبة لغوارديولا، لأنه الأكثر فهما لأسلوبه وتفكيره، وهو ما يجعله سلاحا خطرا جدا في سباق الدوري.
ضعف الآخرين
يشهد هذا الموسم تراجعا ملحوظا في مستوى المنافسين على اللقب الدوري، فأندية ليفربول وتشلسي وتوتنهام ومانشستر سيتي، غير مقنعين حتى الآن.
هذه الظاهرة أتاحت لأرسنال فرصة للتقدم في الترتيب، وخطف الصدارة مبكرا، والاحتفاظ بها، رغم المصاعب.
الطريق لا زال طويلا جدا على أرسنال لتحقيق الحلم، خاصة وإننا شهدنا 40 بالمئة من الدوري الإنجليزي الممتاز، ومتبقي 60 بالمئة، أو 22 مباراة، مما يعني أن احتمالية "السقوط" واردة جدا، لكن حتى الآن، المدفعجية تضرب بلا تراجع، والآخرون يسقطون.
[email protected]
أضف تعليق