استقبلت مدينة البشارة (الناصرة) قبل قليل، العام الجديد (2023) مودعة عام منصرم (2022) مليء بالأحداث، منها المؤلمة ومنها المفرحة.
ولعل ابرز احداث هذا العام، الدامي جدًا، الإنتخابات الاسرائيلية التي افرزت حكومة قد تقوم بتضييق الخناق أكثر على المجتمع العربيّ، لما تحمله من ممارسات عنصرية برزت إلى حدٍ كبير أثناء تشكيل الحكومة، ممارسات تطال ليس فقط أخوتنا في الضفة الغربية وغزة وتقوض أي مساعي بالتوصل إلى تسوية سياسية واقامة الدولة الفلسطينية، انما تطال الأهل في فلسطين الـ 48، بكافة الشرائح منها المرضى والمسنين وطلاب الجامعات والسلطات المحلية وما إلى ذلك.
وكان قد سبق تشكيل الحكومة، حدث أبكى المجتمع عامةً، محليًا قطريًا ودوليًا، وهو استشهاد الصحافية المرموقة شيرين ابو عاقلة، والتي لا زالت قصتها وقصة موتها وقصة دفنها تلامس قلوب الجميع الذين باتوا يحلمون بأي وميض للأمل في آخر النفق المظلم للإنتهاكات الإسرائيلية.
إلى ذلك، عاني مجتمعنا كالسنوات الـ 7 السابقة من تفشي لظاهرة العنف بشكل كبير، حيث اختتمنا هذا العام ايضًا بمقتل 116 شاب وشابة من مجتمعنا بأحداث هي مؤسفة، لكنها ايضًا تؤكد إلى أننا كمتجمع نحتاج، وخاصة في ظل الحكومة الحالية، إلى العمل والتكاتف سوية من أجل وقف الظاهرة واجتثاثها، فيوم امس رافق الآلاف من المشيعين الأب جميل ابو حسين الذي ودع ابنه الثاني في جريمة عنف بعد أنّ فقد الأول عام 2019، الاب الذي يعاني من عدم قدرة على الكلام أوصل رسالة صامتة لآلاف المشيعين بـ "كفي"، فهذا الألم بات لا يطاق.
شهداء ومعتقلين
إلى جانب هذا الفقدان، فقد مجتمعنا هذا العام 230 شهيدًا، بينهم 171 في الضفة الغربية، و53 من غزة أغلبهم قضوا في العدوان الإسرائيلي على القطاع في أغسطس/آب، و6 من فلسطينيي 48. وجاء في أحدث تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة (أوتشا) أنه قياسا على المتوسط الشهري، كان عام 2022 أكثر الأعوام دموية للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدأت الأمم المتحدة بتسجيل الوفيات بشكل منهجي في عام 2005!.
يشار إلى أنّ هذا الكم الهائل من الألم رافقه ايضًا هذا العام 793 إعتداءً من مستوطنين على ابناء مجتمعنا، و- 9335 اصابة في مواجهات ما بين ابناء هذا المجتمع والمستوطنين أو الجنود الذي وقفوا إلى جانب المستوطنين، مما أدى ايضًا إلى إعتقال 6500 شاب وشابة فقط في هذا العام.
بعد هذه المعطيات المقلقة، والأصح القول أنها مرعبة جدًا، جل ما نتمناه أنّ يحل السلام، سواءً السياسي أو المجتمعيّ أو النفسيّ على مجتمعنا عامةً. نتمنى انّ يكون هذا العام خاتمة لكل المآسي والأحزان، أنّ تكون النساء فيه بموقع آمان، ليس فقط جسدي إنما ايضًا نفسي.
[email protected]
أضف تعليق