في مشهد تقشعر له الأبدان، رافق حلمي ابو حسين اليوم الاف المشيعين في جنازة ابنه جميل ابو حسين (25 عامًا)، الذي اصيب ليل الخميس - الجمعة، وتوفي متأثرا بجراحه الخطيرة إثر تعرضه لإطلاق نار، وبعد أنّ وري الجثمان في الثرى توجه ابو حسين إلى قبر آخر بصمت ليتضح أنّ القبر الثاني هو لأخ المغدور، محمد ابو حسين، الذي قتل ايضًا في العام 2019 بإطلاق رصاص، وهو في العشرينات بالعمر ايضًا.
الأب الثاكل، الذي يعاني من عدم قدرة على الكلام، اكتفى بالنظر إلى قبر الإبن الثاني لعدة دقائق، الأمر الذي رافقه حالة من الذهول من قبل المشيعين، حالة التي حركتها ما نسميه في مجتمعنا- "قلة الحيلة".
المشيعون الذين تواجدوا في الجنازة قاموا بالحديث إلى مراسل موقع "بكرا" متسائلين عن الحلول وعن إمكانيات وقف شلال الدم، مؤكدين أنّ صرخة الأب وإن لم تسمع بسبب عدم القدرة على الكلام إلا أنها لامست كل القلوب الموجودة في الجنازة ووصلت إلى أعماق الحضور.
يشار إلى أنّ العام الحالي لم ينتهي بعد، وسجل مجتمعنا هذا العام 116 جريمة قتل، جميل كان آخرهم، جرائم باتت لا توجع حلمي ابو حسين وحده، انما توجع كل فرد فينا.
[email protected]
أضف تعليق