أصدرت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، التقييم السنوي الذي تم إعداده في الأسابيع الماضية، وسيُعرض قريباً على الحكومة، ويقدم التقييم مجموعة واسعة من التحديات المتوقعة لإسرائيل، في عام 2023 المقبل. حسب قناة "آي 24" الإسرائيلية.
الخطر الأول
على عكس السنوات السابقة، لا تجذب إيران الاهتمام الرئيسي، ففي المرتبة الأولى للخطر على إسرائيل، هو الاتجاهات العالمية التي تؤثر على إسرائيل وأمنها. والمقصود بذلك استمرار عدم الاستقرار العالمي، الذي ينبع أساسًا من الصراع بين الولايات المتحدة والصين، والغرب وروسيا، خصوصا نتيجة للحرب في أوكرانيا.
ويشير التقرير إلى التغيير، الديموغرافي بشكل أساسي، داخل الولايات المتحدة، الذي وان لم يؤثر على إسرائيل الآن، فقد يكون له تأثير بالمستقبل عليها.
وصنّفت الأزمات الاقتصادية والغذائية للدول المحيطة لإسرائيل: لبنان ومصر والأردن.
تعتقد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن هذه الأزمات، قد يكون لها تداعيات على إسرائيل، التي يجب أن تساعد تلك الدول، لتقليل الخطر على استقرار الأنظمة فيها.
الخطر الثاني
وفي المرتبة الثانية إيران. ويمكن الاطلاع على تقرير منفصل عما حمله التقرير عنها.
الخطر مصدره ليس فقط المجال النووي، الذي هو بطبيعة الحال التحدي الرئيسي، ولكن من منظور أوسع. في الآونة الأخيرة، تم تحديد تورط إيران في محاولة لتشجيع العنف في الضفة الغربية.
ومن المتوقع أن يستمر التدخل الإيراني على الجبهات الأخرى أيضًا. في غزة من خلال دعم حماس والجهاد الاسلامي.
في الساحة الشمالية، ترجح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن إيران تدرك أنها فشلت في مساعيها لتموضعها العسكري في سوريا، لكنها ستواصل العمل على تسليح حزب الله - بشكل أساسي بأسلحة دقيقة كصواريخ كروز ومسيرات. وتقدر الاستخبارات العسكرية أن حزب الله سيظل منشغلاً فيروسيا دفعت ثمن المسيرات نقدا.
وسيكون للتوجهات العالمية، آثار في هذا السياق أيضًا، لأن التعاون بين روسيا وإيران في أوكرانيا قد يؤثر أيضًا على الجبهة الشمالية لإسرائيل، وحتى على الاتفاق النووي. حتى الآن، لا يحدث هذا - فمعظم الاتفاقات بين موسكو وطهران مدنية - اقتصادية، كما حرصت روسيا أيضًا على دفع ثمن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها في أوكرانيا نقدًا، من أجل الحفاظ على التزام محدود تجاه طهران - ولكن يجب على إسرائيل أن تستمر في الضغط على موسكو، للتأكد من استمرار هذا الوضع في المستقبل. عام 2023، بالقضايا اللبنانية الداخلية.
النووي
وفي السياق النووي، يقدر التقرير، استمرار إيران في المسار الحالي للتقدم البطيء نحو قنبلة نووية، ولكن دون كسر القواعد، وذلك لسببين رئيسيين: الأول، أنه في الأشهر الأخيرة، "اعتاد" العالم على الخطاب حول الأسلحة النووية واستخدامها.
والثاني أن الدرس المُستخلص من الحرب الأوكرانية هو، أن الدول يجب ألا تتخلى عن الأسلحة النووية، والدولة التي تمتلك مثل هذه الأسلحة، تشعر أنها لا تستطيع أن تخسر الحرب.
وقال التقرير إن إيران لن تغير سياستها إلا إذا تم اتخاذ إجراءات قاسية ضدها. وعلى إسرائيل الاستعداد لسيناريو، ترفع فيه إيران تخصيب اليورانيوم إلى نسبة تسعين بالمئة العسكرية، دبلوماسيا وعسكريا، بحيث حتى لا تجد نفسها مندهشة، حين وقوعه.
ما بعد أبو مازن – الخطر الثالث
الضلع الثالث- الساحة الفلسطينية. وعلى عكس الماضي، لا تنظر الاستخبارات العسكرية هذه المرة، إلى غزة والضفة على أنهما ساحتان منفصلتان، بل تنظر إليهما كساحة واحد. مصدر القلق الكبير، هو حقبة ما بعد رحيل رئيس السلطة الفلسطينية أبومازن، وفي النهج الذي ستسلكه السلطة الفلسطينية حينها.
حماس في غزة لاعب رئيسي في هذا السياق، لأنها تحاول تقديم نفسها على أنها عنوان حكومي حقيقي، وليس مجرد منظمة مسلحة. وينطبق الشيء نفسه على زعيمها يحيى السنوار، الذي يحاول مؤخرًا، بناء صورة لرجل دولة، وليس مجرد مقاتل.
يتكهن التقرير، استمرار التصعيد الأمني الحالي في الضفة الغربية، الذي بدأ منذ أشهر. فإلى جانب العمليات التي تتبناها الفصائل، هناك زيادة في الهجمات الفردية، وكذلك المنظمات المحلية مثل "عرين الأسود" في نابلس و"كتيبة جنين" في جنين، التي تكتسب زخمًا على الشبكات الاجتماعية، وتتحدى الفصائل والسلطة الفلسطينية.
[email protected]
أضف تعليق