كشف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، الإثنين، عن أولويات حركته خلال المرحلة المقبلة، مؤكدا في ذات الوقت أن الضفة الغربية المحتلة أمام مرحلة جديدة من المواجهة ستشهد المزيد من العمليات.
جاء ذلك في كلمة متلفزة له بمناسبة ذكرى انطلاقة "حماس" الخامسة والثلاثين، وجه خلالها التحية لكل الشهداء على رأسهم الشيخ المؤسس أحمد ياسين، وجميع الأسرى والجرحى.
وقال هنية:" هناك أولويات استراتيجية ستعمل عليها حركة حماس خلال الفترة المقبلة مع كل أبناء شعبنا وفصائلنا في الداخل والخارج".
وأضاف أن الأولوية الأولى هي أن قضيتنا الفلسطينية كل لا يتجزأ على مستوى الأرض والشعب والثوابت والحقوق.
بينما الأولوية الثانية – بحسب هنية- هي أن القدس محور الصراع مع اسرائيل وهي التي تجمع كل معالم هذا الصراع وتمثل العنوان الجامع والموحد لشعبنا وأمتنا في كل زمان ومكان.
وشدد على أننا لن "نسمح كشعب وفي مقدمته حماس، بتنفيذ المخططات في القدس والأقصى، والأيام بيننا وسيف القدس لن يغمد إلا بتحرير القدس".
وأشار هنية إلى أن الأولوية الثالثة هي أن المقاومة قدر وليست خيار أو شعار، وهي ستستمر وستتصاعد وستكبر وستعلم الدنيا دروس الصمود والبذل والعطاء".
وأوضح أن "الأولوية الرابعة هي إنجاز الوحدة الوطنية بمستوياتها المتعددة والاتفاق على برنامج وطني سياسي لهذه المرحلة وبناء المرجعية القيادية الموحدة والناظمة لشعبنا الفلسطيني والاتفاق على استراتيجية نضالية كفاحية جهادية موحدة ضد اسرائيل".
وأعرب هنية عن تمسك حركته بكل الاتفاقيات التي وقعتها على هذا الطريق وآخرها إعلان الجزائر مشددًا على جاهزيتها لتطبيقه.
والأولوية الخامسة تتمثل في الاستمرار بالانفتاح على كل مكونات الأمة ودولنا العربية والإسلامية، بحسب هنية.
وأكد رئيس "حماس" أن حركته "منفتحة على الجميع وهي على استعداد لأن تكون عنصر وعامل مساعد لإعادة اللحمة لأمتنا العربية والإسلامية لتخفيض حدة التوتر وإنهاء الصراعات البينية وأن نتفرغ جميعا لحماية مقدرات الأمة والقضية الفلسطينية وتحرير المسجد الأقصى واستعادة القدس".
وتتمثل الأولوية السادسة في الانفتاح على جميع أحرار العالم والتنسيق المشترك مع الجميع لمواجهة الاحتلال، كما قال هنية.
ولفت إلى الأولوية السابعة وهي "أننا لن نتوانى في التخطيط والعمل من أجل تحرير أسرانا" مؤكدا أن كتائب القسام مصممة على إنجاز صفقة مشرفة مهما كلفنا ذلك من ثمن، كما أنجزت صفقة وفاء الأحرار عام 2011.
وبيّن هنية أن المرحلة القادمة هي مرحلة تحرير ومرحلة الأمل مع العمل وإنجاز المشروع على أرض فلسطين في ظل التخبط الذي يعيشه الجيشوفي ظل المتغيرات المحيطة بقضيتنا وشعبنا.
3 متغيرات
إلى ذلك، أشار رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إلى أن ذكرى الانطلاقة المتزامنة مع ذكرى الانتفاضة تمر في ظل متغيرات مهمة.
وقال:" من هذه المتغيرات تصاعد حالة المقاومة في الضفة الغربية بعد المؤامرة التي تعرضت لها في السنوات الماضية لبسط النفوذ الصهيوني على القدس والضفة وتغيير المعالم بالتزامن مع التعاون الأمني بين أجهزة أمن إسرائيل وأجهزة السلطة الفلسطينية".
وأردف هنية أن إسرائيل كانت تعتقد أنه بسط نفوذه على أهلنا وشبابنا في الضفة الغربية ولكن أنّا له ذلك.
وأضاف، "نحن أمام مرحلة جديدة من مراحل المواجهة مع إسرائيل التي ستشهد المزيد من الصمود والمقاومة والعمليات في داخل الضفة الغربية وحولها".
وتابع هنية، "نحن الذين نبني المعادلات في الضفة الغربية".
وأوضح أن المتغير الثاني يتعلق بنتائج الانتخابات الإسرائيلية التي أخرجت أسوأ ما في الحركة الصهيونية الدينية وفي ظل حديث يدور عن تشكيل حكومة ربما الأكثر بطشا وإرهابا وتشكل تهديدات حقيقية على القدس والضفة وأهلنا في الداخل.
واعتبر أن "وصول هذه الحكومة يؤشر إلى طبيعة ومستقبل المرحلة القادمة وكيف سنتعامل مع هذا الموضوع".
وذكر هنية، " إذا اعتقدت هذه الحكومة أنها قادرة عن تنفيذ مخططاتها في القدس والضفة فهي واهمة والضفة ستتحول إلى نار ولهيب في وجه إسرائيل ".
وخاطبها قائلا:" لا تعتقدوا أن الطريق مفروشة أمامكم بالورود بل مفروشة بالنار وبالبارود، وكما قبرنا حكومات سابقة سنقبر هذه الحكومة على طريق إزالة كل هذا الكيان عن أرض فلسطين".
ولفت إلى أن المتغير الثالث يتمثل في الحرب الدائرة في أوكرانيا التي ستفضي إلى نتائج ذات تأثير مباشر على منطقتنا وعلى قضيتنا وعلى العالم الذي بات على أبواب تشكل نظام دولي متعدد الأقطاب.
علامات فارقة
وأكد هنية أن حركة حماس منذ انطلاقتها وحتى اللحظة وإلى أن تحقق تطلعاتنا بالتحرير والعودة هي حركة واضحة في استراتيجيتها لم تتغير ولم تتبدل تجاه نظرتها إلى فلسطين وثوابت القضية وكيفية مواجهة المشروع الصهيوني.
وأشار إلى أن حماس شكلت عنصرا حاسما في كل المواجهات التي خاضها شعبنا الفلسطيني ضد الاحتلال.
وقال هنية إن حماس مع شعبنا خاضت انتفاضتين و5 حروب وسجلت في هذه المحطات علامات فارقة وتحولات عظيمة واستراتيجية على صعيد مشروع المقاومة.
وأردف أن الحركة زاوجت بين المقاومة والسياسة ولم تكن السياسة على حساب مشروعها المقاوم.
وتابع هنية، "حينما فازت الحركة في الانتخابات التشريعية وشكلت الحكومة، حافظت على المقاومة وأعطتها الشرعية الرسمية وفي ظلالها كبرت المقاومة إلى أن وصلت إلى تشكيل جيش القسام في قطاع غزة".
ونوه إلى أن حماس اعتمدت على استراتيجية الانفتاح على كل دولنا العربية والإسلامية وإدارة هذه العلاقات بتوازن دقيق من منطلق أن فلسطين في قلب الأمة والأمة في قلب فلسطين.
وذكر هنية أن "حماس على امتداد عمرها تتمسك بوحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج باعتبار أن شعبنا وفصائل المقاومة تشكل الخندق المتقدم في مواجهة إسرائيل ومشاريعها ومخططاتها".
واستطرد، "حركة حماس تتمسك بالوحدة الوطنية كخيار استراتيجي سواء على صعيد العمل المقاوم الميداني أو عبر الغرفة المشتركة أو مسيرات العودة أو الأطر المقاومة الوطنية الجامعة في الضفة الغربية".
وشدد هنية على أن حماس تعمل على جميع من أجل إنجاز واستكمال الوحدة الوطنية.
ولفت إلى أن الحركة ومن منطلق أن قضية فلسطين إنسانية فهي منفتحة على كل أحرار العالم وبنت علاقات مع الكثير من العناوين والمجاميع حتى داخل الساحات الغربية التي تؤمن بأحقية الشعب الفلسطيني في استقلاليته ودولته.
[email protected]
أضف تعليق