كتب المستشار الاقتصادي والناشط الاجتماعي والسياسي، خالد حسن، بعد فوز منتخب المغرب في ربع نهائي كأس العالم: يتساءل البعض ما سر هذا الفرح الكبير وهذا الالتفاف حول نجاح المنتخب المغربي؟ وما سر هذا الشعور بالفخر، وهل كرة القدم تستحق كل هذا؟ الإجابة من كلمتنين "إرادة شعب".
الشعوب العربية متعطشة جداً لهذا الشعور، الشعور بالفخر، الفخر من شيءٍ ما، من أي شيء في زمن غابت عن الشعوب العربية الفرحة.
الشعوب العربية مدركة جداً باحقيتهم بالفخر، يدركون تماماً أنهم يملكون كل مقومات الفخر والسعادة، ولكن هناك حاجز ما، عقبة ما تسمى القيادات.
الشعوب العربية توصلت إلى الحل، والحل يكمن بصنع ذلك الفخر وهندسة تلك السعادة بأيديهم دون الحاجة لانتظار اي متغير (X) آخر.
ولكن لاحظوا المفارقة، بأن القيادات حين تستوعب بأن الشعوب قامت بانجازٍ ما فإنهم يحاولون ركوب أمواج السعادة الشعبية والتقاط بعضاً من هذا الإنجاز لكي لا يبقون خارج المشهد الرهيب والرائع.
إرادة الشعوب قوية بل أقوى من أي قوة خارجية، فإن الإنجازات الفردية لأي عربي أو لأي قطرٍ من الاقطار العربية غالباً وفي خضم سعادتهم لا ينسون ولا يتناسون إخوانهم من الاقطار الأخرى، فنراهم جميعاً كالجسد الواحد وكالبنيان المرصوص، فكل سعادة هي سعادة جماعية وكل انجاز يعد مصدراً للفخر لكل عربي، وإلا كيف نفسر رفع الأعلام الفلسطينية من قبل الأخوة من المغرب والجزائر وتونس ومصر وغيرهم؟
وعلى الصعيد المحلي، حين تغنت القيادة بـ "إرادة شعب"، كانت السعادة عارمة وكان هناك منسوب عالٍ من الفخر سرعان ما قد تلاشى بل وعاد الشعور بالاحباط والفشل وارتفع معه الشعور بالظلم والظلام.
إرادة شعب هي ليست مقولة أو شعار انتخابي لتحقيق أهداف ضيقة، إرادة شعب هي حقيقة وهي مطلب وهي مدعاة للفخر بين شعوب العالم، تماما كما فعلت الدويلة الصغيرة جداً قطر والكبيرة جداً بفعلها،،، وتماماً كزئير أسود الأطلس والذي دغدغ مشاعر كل عربي غيور غابت عنه الفرحة والسعادة لعقودٍ وعقود وأوشك أن ينسى كيفية الشعور بالفخر بل ومنا قد بدأ ارضاع الذل لأولاده فاقداً للأمل.
لعل وعسى أن تشكل قطر شروق الربيع العربي الحقيقي بتسليطها الضوء على أنه لا يوجد مستحيل، ولعل وعسى أن يشكل المغرب العربي زهور وعطر ونسمات هذا الربيع.
بالنهاية اتمنى النصر للمنتخب العربي المغربي، ولكن وجب أن أنوّه بأن مجرد وصوله إلى ربع النهائي هو النصر الكبير والفخر الأكبر، وفي حال لا سمح الله تعثر في مباراته الأخيرة فلا يأخذنا الإحباط ولا يجب أن يتسرب إلى قلوبنا الشك بقدراتنا كشعوب عربية، إنما نحن قادرون وأول الغيث قطرة.
[email protected]
أضف تعليق