أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الإثنين، أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، والمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، قد يواجهان عقوبات إسرائيلية بعد تصريحات اعتبرتها تل أبيب أنها متعاطفة مع الإرهابيين الفلسطينيين.
وزعمت الصحيفة، أن الشاب الفلسطيني، عمار مفلح الذي قتل على يد جندي إسرائيلي حاول سرقة بندقية ضابط شرطة إسرائيلي يوم الجمعة، وطعنه، مما دفع الضابط إلى إطلاق النار على مفلح فأرداه قتيلا.، مضيفةً أنه يمكن رؤية الطعن وإطلاق النار بوضوح على لقطات فيديو الكاميرا الأمنية.
وكان وينسلاند قد توجه لإرسال تعازيه إلى عائلة مفلح، وكتب في تغريدة على تويتر: "مرعوب من مقتل الشاب الفلسطيني، عمار مفلح، خلال شجارمع جندي إسرائيلي بالقرب من حوارة في الضفة الغربية [المحتلة]. تعازي القلبية لأسرته المكلومة. ويجب إجراء تحقيق كامل وفوري في مثل هذه الحوادث، ومحاسبة المسؤولين عنها".
ونقلت الصحيفة، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إيمانويل نحشون في تغريدة في اليوم التالي إن تصريحات وينسلاند كانت "تشويها تاما للواقع".
وكتب نخشون على تويتر، "هذا الحادث هو هجوم طعن فيه شرطي إسرائيلي في وجهه وهددت حياة ضابط شرطة آخر وبالتالي أطلق النار على مهاجمه، هذا ليس "شجاراً". هذا هجوم إرهابي!"
وأوضحت الصحيفة، أن إسرائيل تدرس اتخاذ خطوات ضد وينسلاند ردا على تصريحه، بحسب ما ذكرته "كان"، بدءا من توبيخ مسؤول كبير في وزارة الخارجية.
وقالت الصحيفة، أن وينسلاند واجه صعوبات في عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية ومكتب رئيس الوزراء، فيما يمكن اعتباره ازدراء هادئا ردا على تصريحات سابقة مماثلة، على الرغم من أن الوزارتين نفتا هذه المزاعم في الماضي.
وأضافت الصحيفة، أن ألبانيز ألقت مؤخرا خطابا بررت فيه هجمات حماس على إسرائيل، من بين تصريحات أخرى مماثلة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت في الأسبوع الماضي أن تصريحاتها دفعت الحكومة إلى اتخاذ قرار بمنعها من دخول الضفة الغربية، كما فعلت إسرائيل مع سلفيها مايكل لينك وريتشارد فولك.
وأضافت الصحيفة، أن ألبانيز، غردت في ذلك الوقت بأنها "ذاهبة إلى عمان في أول زيارة رسمية لها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مما يعني أن خطتها كانت لقاء الفلسطينيين في الأردن.
ونقلت الصحيفة، عن نحشون قوله: "يجب على المقررين الخاصين، مثل جميع العاملين الآخرين في الأمم المتحدة، اتباع القواعد العادية للأمم المتحدة، بما في ذلك أن الدخول الرسمي إلى بلد ما يتطلب التأشيرة المناسبة، مضيفاً أن ألبانيز طلبت الدخول بدون تأشيرة، وقيل له أن هذا محظور وينتهك قواعد الأمم المتحدة".
وبعد يوم واحد، شاركت ألبانيز تغريدة من قبل منفذ إخباري فلسطيني، "لقد وثقت بالسلطات الإسرائيلية، قالوا لي إنهم سيصدرون تصريحا، لم يكن لدي أي سبب للشك، حتى طالبان سمحت [للمقرر الخاص] ريتشارد بينيت، بزيارة البلاد عدة مرات، لا حاجة للكذب أو التشويه أو التلاعب".
وأشارت الصحيفة، أن ألبانيز ألقت كلمة أمام مؤتمر حماس في غزة يوم الاثنين الماضي، قال فيها: "لديك الحق في مقاومة هذا الاحتلال... تقول إسرائيل إن 'المقاومة تساوي الإرهاب'، لكن الاحتلال يتطلب العنف ويولد العنف".
وذكرت الصحيفة، أن ألبانيز أصدرت تقريرا في أكتوبر تتهم إسرائيل ب"ممارسات الفصل العنصري" و"اضطهاد" الفلسطينيين.
وأشارت الصحيفة، أنه عندما أطلق الفلسطينيون ألف صاروخ على إسرائيل في أغسطس، غردت ألبانيز قائلة: "حق الفلسطينيين في المقاومة متأصل في حقهم في الوجود كشعب، إن عمل المقاومة غير القانوني لا يجعل المقاومة غير قانونية، إن العمل غير القانوني للاحتلال غير القانوني يجعل الاحتلال أكثر غير قانوني (والقائمة الموجودة على مكتب المدعي العام [للمحكمة الجنائية الدولية] أطول)".
كما قارنت ألبانيز مرارا وتكرارابين الهولوكوست والنكبة، وهي الكلمة العربية التي تعني "كارثة" يستخدمها الفلسطينيون لوصف المؤسسة الإسرائيلية.
"بنفس القدر من المأساوية، الرهيبة، التي لا توصف هي المأساة التي حلت بالشعب اليهودي بالمحرقة، كذلك بالنسبة للفلسطينيين، تمثل النكبة انهيار النسيج الضام للشعب، والانهيار المادي والمؤسسي"، قال ألبانيز لمحطة راديو راديكالي الإيطالية.
وكتبت المستشارة القانونية لبعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف ميراف ماركس إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أبريل أن ألبانيز غير لائق لهذا المنصب بسبب "تحيزها الكبير ضد الدولة اليهودية".
وكتب ماركس، أن المقرر الخاص لديه "تفويض من جانب واحد مكرس لنزع الشرعية عن إسرائيل وشيطنتها".
وختمت الصحيفة، أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي عين لها مجلس حقوق الإنسان محققا دائما.
[email protected]
أضف تعليق