نظّمت جمعيّة الثقافة العربيّة يوم الجمعة 25/ 11/ 2022 الحفل السنوي لتوزيع المنح الطلابيّة على اسم روضة بشارة عطالله لطلاب الجامعات في مدينة الناصرة، إذ حصل هذا العام 213 طالبًا على المنحة وانضمام 50 طالب وطالبة جدد للبرنامج.
بدأ الحفل باستقبال الطلاب وإعطائهم فرصة حرة للتعارف والمشاركة في صورة جامعة، واستهلّ بنشيد موطني تعزيزًا للحس الوطني الذي يسعى له البرنامج. بعدها جرى استقبال الطلاب وبمشاركتهم بزفّة فلسطينيّة موسيقيّة تراثيّة قدّمها الشاعر مثنّى شعبان الجلماوي والشاعر مصطفى أبو عمرو.
وفي كلمته خلال الحفل، تحدّث رئيس الهيئة الإدارية لجمعيّة الثقافة العربيّة أنطوان شلحت عن أهميّة التعليم للفلسطينيين في الداخل، كونه وسيلة مهمة للغاية من أجل العمل والتطور الحياتي وفي الوقت نفسه من أجل التطوّر المجتمعيّ والقوميّ. وأكّد شلحت أنّه ينبغي "أن نستذكر من تحمل هذه المنحة اسمها، د. روضة بشارة عطا الله، بصفتها من أكثر الشخصيات التي ألهمت مجتمعنا ونُخبه بأن الاستثمار في الثقافة وفي الطلاب الجامعيين هو استثمار صاف بكل المقاييس في المستقبل".
تركت الراحلة إرثـًا ثقافيًا متميزًا وقف في صلبه الدفع بفكرة الاستقلاليّة الثقافيّة
وأضاف "ليس هذا فحسب، بل هو أيضًا رهان على تحقيق مستقبل أفضل. في هذا الشأن تركت الراحلة إرثـًا ثقافيًا متميزًا وقف في صلبه الدفع بفكرة الاستقلاليّة الثقافيّة/ التربويّة لفلسطينيّي 1948 إلى الأمام من ناحية عمليّة، وأساسًا في ظل تعرّضهم إلى هجمة على حقوقهم ومكانتهم القانونيّة وعلى هويّتهم القوميّة تحت غطاء حملة تشريعيّة وغيرها تهدف إلى تكريس إسرائيل كدولة يهوديّة. وهي فكرة طُرحت في السابق من طرف مفكرين فلسطينيين وتبنتها قوى سياسية في الداخل، كما أن جمعيّة الثقافة العربيّة عرضت هذه الفكرة منذ تأسيسها في أواسط تسعينيّات القرن الفائت، وظلّت تحاول أن تدفع بها قدمًا، وبقيت الراحلة تعتقد أنّ الظروف والأوضاع الحاليّة باتت مواتية لبذل مزيد من الجهود الرّامية إلى وضعها موضع التّنفيذ. ولا شك في أنه إرث كبير وجدير بالحياة والبقاء. والأهم من ذلك أنه ينطوي على الملامح المطلوبة لمشروعنا الثقافي المرغوب فيه. هذا المشروع ما زال هو المشروع الوازن بإزاء جميع المشروعات الأخرى، سواء ما كان معروضًا في الماضي، أو ما يُطرح في الحاضر، ويفتقر إلى نقاء الحلم وسعة الأفـق ووضوح الرؤيـة".
وقال مدير جمعيّة الثقافة العربيّة مصطفى ريناوي في كلمته" نحتفل اليوم بالفوج السادس عشر لطلاب برنامج منحة روضة بشارة عطالله. ستة عشر عامًا من المبادرات الطلابيّة الوطنيّة الهادفة، والمشروع مستمر ويتطور، نرحب بطلابنا الأعزاء، ونخص طلاب السنة الاولى في البرنامج. نعتبر أنفسنا بيتًا وعائلة لكم ولا نشترط في دعمنا ومساندتنا إلّا أن تحملوا أمانة ورسالة البرنامج تجاه شعبه وبلده، وأن تؤمنوا بضرورة تغيير الواقع والصراع مع الآفات السلبيّة وتقديم مثالًا جيدًا للتنشئة الاجتماعية العادلة والمؤمنة بحقوق الإنسان وكرامته".
وأضاف ريناوي "نبدأ هذا العام بالإعلان عن انطلاق نادي خريجي المنحة ليكون مساحة إنتاجيّة مستمرة ومكانًا لشغف ومبادرة المهنيين من الحرفيين وأصحاب المهن والموظفين بشتى المجالات من خلال خدمة مجتمعهم، كما نعلن عن اقتراب إطلاق صندوق الدعم المجتمعي للمنح الطلابيّة ليساهم في خدمة أكبر عدد من الطلاب المتقدمين للبرنامج.
ها نحن اليوم هنا لنكمل على درب السابقين ونقلع أشواكها ونزرعها ورودا للاحقين
نشكر كل من ساهم في استمرار وتطوير هذا البرنامج وأهمهم الداعم والشريك الأول مؤسسة الجليل في لندن.
أما منسّق مشروع المنح الطلابيّة في الجمعيّة عز الدين عودة فقال في كلمته: "قبل سنوات عديدة، دخلت هذه القاعة كطالب للمنحة، مثلكم، ذلك المشوار المميز، المليء بالحب والدعم، بالانتماء والهويّة والعطاء. من هنا بدأ مشوار فيه تعلمت وزرت أماكن جديدة لم اعرف عن وجودها من قبل، كما وتعرفت على أصدقاء ورفاق درب لطول العمر. وبعد تخرّجي أتشرف لأكون أحد أفراد هذا الطاقم المحب والمخلص، ولأكمل مع زميلتي لورين درب نساء عظيمات جبارات وضعن كل منهن روحها وبصمتها التي لا تمحى ليغدو برنامج المنحة في هذا المستوى الرفيع، وها نحن اليوم هنا لنكمل على درب السابقين ونقلع أشواكها ونزرعها ورودا للاحقين".
وأضاف عودة: "اليوم ايها الاعزاء، تنضمون لعائلة جمعية الثقافة العربية، لهذه الفسحة الداعمة الملهمة التي ترافكم وترافقكن على طوال الدرب. برنامج المنح يشكّل بوصلة وطنيّة لفهم هويتنا وتاريخنا كأبناء وبنات للشعب الفلسطيني، فيه نتعلم حب بلادنا ونفهم أحوالنا السياسيّة والاجتماعيّة لنخرج منه نحو مستقبل أفضل". هذا وتولت عرافة الحفل الطالبة ميس فار.
البرنامج يهدف إلى تشجيع التعليم العالي
تجدر الإشارة إلى أن البرنامج انطلق في عام 2007 وتدعمه مؤسّسة الجليل البريطانيّة، ويهدف إلى تشجيع التعليم العالي في المجتمع الفلسطينيّ من كافة المؤسسات الأكاديمية في البلاد، وبناء طليعة أكاديميّة مثقّفة ومهنيّة تتسم بروح الانتماء والعطاء المجتمعيّ. ويبدأ مسار الطالب في المنحة والتي تستمر ثلاث سنوات في حفل إطلاق البرنامج، وذلك ضمن إطار جامع ينادي بأهمية خلق تجربة اجتماعيّة وسياسيّة موحدة، ترتكز على تبادل التجارب وعلى قيم العدالة والديمقراطية والتعددية. منذ حفل إطلاق البرنامج يتواجد الطلاب داخل إطار بإمكانه المساهمة في تقليص الشعور بالعزلة الذي تفرضه المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية تجاه الطلاب الفلسطينيين، كونها بيئة غريبة لا تحاكي ما يحتاج إليه الطالب الفلسطيني من اثراء أكاديمي واجتماعي وسياسي
[email protected]
أضف تعليق