عقدت جمعية كيان ومنتدى جسور القطري، صباح السبت، مؤتمرا طرح من خلاله ملفّ الفساد والعنف والمحسوبيّات في انتخابات السلطات المحليّة العربيّة، بعنوان "السلطات المحليّة – ممنوع الاقتراب" في فندق رامادا بالناصرة.
فيما سلّط المؤتمر الضوء على القمع الذكوريّ وسطوة العنف والعوامل التي تقصي النساء والشباب عن السياسة المحليّة، التي تدور في واقع تجذّرت فيه العائليّة والطائفيّة، والتشابك مع منظّمات الإجرام، التي أصبحت اليد العليا في العديد من السلطات المحليّة، في ظلّ عنف الدولة السياسيّ.
وفي حديثها لـبُكرا، قالت مركزة المشاريع في جمعية كيان، ليان دريني: “ نحن هنا اليوم لنسلط الضوء على العوامل والعنف المجتمعي الذين يعيقون وصول النساء والشباب لأماكن مؤثرة في السلطات المحلية، ومن هذه العوامل المنظومة الحاكمة التي نوجد بها نحن كفلسطينيين، والمنظومة المجتمعية الذكورية، بالاضافة إلى سيطرة منظمات الاجرام على السلطات المحلية”.
وبدورها قالت مركزة المشاريع في جمعية كيان، هاجر ابو صالح: “ وصلنا لمرحلة لا يمكن فصل العائلية والطائفية من موضوع الذكورية في المجتمع ونفوذهم داخل السلطات المحلية، نحن هنا في المؤتمر اليوم لنقول النساء والشباب يريدون الترشح ويريدون المشاركة في عمل السلطات المحلية، لكن هناك عوائق تمنعهم”.
ومن جهتها، قالت نائبة رئيس المجلس المحلي عسفيا، سميرة عزام: “ تجربتي بدأت من عام 2018 بعد تدريب مع جمعية كيان، حول كيفية التعامل والعمل داخل السلطات المحلية، الأمر الذي منحني رؤية أخرى منفتحة أكثر للعمل بمهنية عالية، ودون اعتبارات عائلية وطائفية، وهذا ما ينجلى أمام الجميع في الفترات القصيرة والتي لا تتخطى العام الواحد التي يقضيها أعضاء المجلس بسبب التحالفات العائلية والطائفية، وهذا تماما ما لا يحصل معي”.
تحت عنوان"ساحة سياسيّة أم ساحة جريمة" تناول المحور الثاني من المؤتمر قضيّة العنف والجريمة ودور الدولة في المشكلة والحلّ مقابل دور المجتمع. افتتحت هذا المحور مركّزة ائتلاف فضا - فلسطينيّات ضد العنف، ليان ديريني، بمداخلتها عن السياسات الاستعماريّة والذكوريّة التي تفضي إلى إقصاء النساء والشباب من السلطات المحليّة والمشاركة السياسيّة.
بعدها قدّم المختص في محاربة الجريمة والعنف والعلاقة مع الشرطة – رسول سعدة محاضرته بعنوان" مؤامرة سلطويّة أم ثقافة مجتمع" عن ظاهرة العنف والجريمة في السنوات الأخيرة ومسبّباتها، باعتبارها ظاهرة حديثة، نشأت بقرارات سياسيّة وتنمو في ظلّ انحسار الأفق السياسي ومعاناة شريحة كبيرة من الشعب ممّا يسمّى" ثقافة الفقر". كذلك تطرّق رسول إلى العلاقة بين الدولة والسلطات المحليّة في مجال محاربة الظاهرة القاتلة، وما يجري في السلطات المحليّة التي تتعرّض باستمرار إلى محاولات السيطرة من منظّمات الإجرام، ليأتي ذلك على حساب دورها كرافعة لتطوير المجتمع.
اختتم المؤتمر في محوره الأخير باستضافة كلّ من سميرة عزام – نائبة رئيس مجلس عسفيا، عضوة منتدى في جسور و"عسفاوية أنا"، والمحامية ريم أسدي – عضوة مجلس دير الأسد المحليّ، والمحامي أشرف محروم - الممثّل عن حركة الشباب للتغيير في بلديّة الناصرة، باعتبارهم من التجارب النسائيّة والشبابيّة التي نجحت في وصول السلطة المحليّة والعمل من خلالها. واستعرضوا صورة عن العمل مع السلطات المحليّة والتحدّيات الكبيرة في وجه محاولات التغيير.
مدى القوة
وقالت مركّزة خطّ الدعم والطوارئ ووحدة المتطوّعات في كيان – نسرين طبري، في تلخيصها للمؤتمر" إن التغيير الاجتماعي عامّة وفي السلطات المحليّة خاصّة، لن يحدث دون محاسبة الموجودين والفاعلين في مواقع اتخاذ القرار، وإنّ علينا السعي لفسح المجال أمام النساء والشباب لوصول هذه المواقع" وناشدت طبري النساء والشباب الذين ملؤوا قاعة المؤتمر، بأن يدركوا مدى قوّتهم، لا سيّما القوة الانتخابية، وألا يرضوا بالواقع الظالم. وأكّدت على التزام كيان بدعم المرشّحات والحراكات الشبابيّة والعضوات في السلطات المحليّة، في مشوار التغيير الطويل والحافل بالمشاق. عقد المؤتمر في فندق رمادا بمدينة الناصرة، بحضور جمهور غفير وإقبال شبابيّ ونسائيّ واسع، ويأتي ضمن مشروع جمعيّة كيان بالتعاون مع منتدى جسور النسائيّ القطريّ، الهادف إلى زيادة حضور ومشاركة النساء والشباب في السياسة المحليّة وصنع القرارات التي تؤثّر على حياتهم.
[email protected]
أضف تعليق