في خطوة جديدة تنسجم مع توجه المملكة المغربية لتقنين استعمالات القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية، يخضع عدد من الأطباء والصيادلة المغاربة ابتداء من يوم السبت، لدورات تدريبية في مجال استعمالات نبتة "الكيف"، كما تسمى محليا.
وستمكن هذه الدورة، التي تنظمها الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي، الأطباء والصيادلة من التعرف على الاستخدامات المختلفة للنبتة الخضراء في عمليات العلاج والتداوي.
وفي أكتوبر الماضي، منحت الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المعلقة بالقنب الهندي (رسمية) أول التراخيص الخاصة بمزاولة أنشطة تحويل وتصنيع القنب الهندي أو "الكيف" كما يسميه المغاربة.
وصادقت الحكومة المغربية في مارس 2021 على قانون خاص بتقنين الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، لتنهي بذلك سنوات من الجدل بين المدافعين والرافضين لهذا القانون.
تدريب الأطر الصحة
وستستفيد الأطر الصحية المشاركون في البرنامج التدريبي الأول من نوعه والذي أطلق عليه "كيف تكوين" من دروس نظرية وتطبيقية تتعلق بكيفية استعمال المواد المستخرجة من نبتة القنب الهندي في الدواء إلى جانب طرق العلاج.
ومن المرتقب حسب الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي أن "يؤطر هذا البرنامج التدريبي أطباء وخبراء دوليون من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهما دولتان قطعتا أشواطا طويلة في تعزيز الصناعة الدوائية من القنب الهندي".
وتعمل الجمعية على عقد شركات مع جامعات دولية ووطنية ومختبرات أبحاث وفاعلين في مجال صناعة الأدوية من أجل إعداد برامج تدريبية تشمل مختلف مجالات الصناعة المرتبطة بالقنب الهندي وارتباطها بصناعة الأدوية.
منافع "الكيف" الطبية
وما فتئ العاملون في المجال الطبي يشددون على الأهمية التي يكتسبها التدريب في تقنيات استخدام "القنب الهندي" في المجال الطبي للمساعدة على علاج مجموعة من الأمراض المستعصية، إلى جانب تعزيز مجال البحث العلمي في هذا المجال الواعد.
يقول رئيس الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي، البرفسور رضوان ربيع، إن هذه الدورات التدريبية التي تهدف إلى مواكبة عملية استخدام القنب الهندي الطبي في المغرب ستتيح للمشاركين التعرف على الخصائص العلاجية لهذه النبتة وعلى المضاعفات الجانبية التي يمكن أن تنتج عن الاستعمال غير المؤطر لها.
ويضيف بروفسور ربيع، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذا التدريب سيساعد على تحسين المعرفة حول القنب الهندي والتعرف على الأمراض التي يمكن علاجها من خلال استخدامه، إلى جانب الجرعات الواجب احترامها وخطوات الاعتناء بالمريض.
ويتابع المتحدث أن القنب الهندي قد أتبث قدرته على علاج عدد من الأمراض المستعصية، من بينها البارنكسون (اضطراب يصيب الجهاز العصبي)، الزهايمر، الصرع، الألم المزمنة.
ويوضح البرفيسور ربيع أن هذه التدريبات يرتقب أن تتوسع مستقبلا لتشمل أعداد أكبر من الأطباء والصيادلة في جميع أنحاء المملكة، من أجل تحسين المعرفة وتعميم المعلومات حول آفاق استعمال هذه النبتة في العلاج بالمغرب.
منافع اقتصادية
وإلى جانب المنافع الطبية للقنب الهندي، يتوقع المغرب تحصيل منافع اقتصادية من وراء تقنين الاستعمالات المشروعة للنبتة الخضراء، من خلال جذب استثمارات الشركات العالمية والتحول إلى محطة للتصدير إلى أوروبا.
وتوقعت دراسة أعدتها وزارة الداخلية المغربية، أن يصل حصة إنتاج المملكة من السوق الأوروبية بحلول عام 2028، 15 في المئة، وهو ما يمثل حصة مداخيل زراعية تقدر بحوالي 630 مليون دولار سنويا.
ويشدد البرفسور ربيع رضوان على أهمية استغلال المملكة للفرص التي يتيحها هذا القطاع الواعد، مما سيكون له آثار إيجابي على التنمية في مناطق زراعة القنب الهندي وعلى الاقتصاد الوطني بشكل عام.
ويضيف المتحدث أن المغرب يتوفر على مؤهلات عديدة وموقع جغرافي مميز يمكنه من خلاله أن يتحول إلى أحد اللاعبين الرئيسين في السوق العالمي للاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، الأمر الذي ستكون له أثار إيجابية على مختلف المستويات.
من جانب آخر، يشير المتحدث إلى ضرورة أن تستفيد المملكة من التجارب الدولية الناجحة في مجال استعمال القنب الهندي الطبي، بينها التجربة الإسرائيلية التي أتثبت تميزها.
[email protected]
أضف تعليق