بدأ رئيس دولة اسرائيل، بالأمس، يتسحاق هرتسوغ بالمشاورات مع رؤساء الاحزاب النيابية حول هوية المرشح الذي سيلقى عليه حمل تشكيل الحكومة.
وتتفاوت التحليلات بين ترجيح الكفة لصالح يائير لابيد من جهة وبنيامين نتنياهو من جهة اخرى.
المحلل السياسي - محمد دراوشة قال لبكرا:نتيجة الانتخابات الحاسمة لمصلحة نتنياهو تجعل طقوس الاستشارات والتوصيات لدى رئيس الدولة لتكليف نتنياهو لتشكيل الحكومة شكلية وغير ضرورية، وربما مضيعة للوقت. وفعلياً نتنياهو بدأ بالمفاوضات الغير رسمية لتشكيل ائتلافٍ حكومي برئاسته.
وتابع: برأيي نتنياهو سيسعى الى تشكيل حكومة تضمن أولاً مصالحه الشخصية، وتساعده في محاولاته للتهرب من المساءلة القضائية، وربما لعقد صفقة تغلق حسبها ملفاته بالفساد وخيانة الأمانة والرشوة. وفقط حكومة تستند الى اليمين قادرة ان تعطيه مثل هذه المصالح، ولذلك سيكون هذا خياره الأول.
وأضاف: اقامة حكومة مع لابيد او چانتس غير وارده في هذه المرحلة، لان ذلك سيكون بمثابة انتحار لكليهما. من نادى بمنع المتهمين بالجنايات من تقلد مناصب في الحكم لا يمكن ان يصبح شريك تحت نتنياهو ما دامت الملفات مفتوحة ضده.
واختتم حديثه: على لابيد وجانتس التصدي لاي محاولة لاقامة حكومة من هذا النوع والعمل على اعادة ترتيب معسكر المركز-يسار، وخاصةً علاقته مع المجتمع العربي الذي فقد الثقة بهكذا شراكة في السنوات الاخيره، واختار العرب تقليص مشاركتهم في الانتخابات وتقليص عطائهم الاصوات للاحزاب اليهودية بشكل عام واليسارية بشكل خاص.
احتمال صمود الحكومة وارد وبقوة
وبدوره، قال المحلل السياسي انطوان شلحت لبكرا: أعتقد أن الأمور متجهة الآن بشكل أساسي نحو إقامة حكومة جديدة بين بنيامين نتنياهو وحلفائه الطبيعيين، وهم تحالف "الصهيونية الدينية" وأحزاب اليهود الحريديم، المتشددين دينيا.. وهؤلاء يمتلكون أكثرية تتيح لنتنياهو إمكان تأليف حكومة مستقرة يمكن أن تستكمل ولايتها القانونية كلها. والأهم أن هذه الحكومة تتيح لنتنياهو أيضًا أن يحقق كل ما على أجندته من خطط ترمي بصورة رئيسية إلى تضييق الخناق على الجهاز القضائي وأجهزة إنفاذ القانون، ومن غاية الهروب إلى الأمام من محاكمته بشبهات جنائية، بمدى ما أنها تمهّد الطريق أمام حلفائه للدفع قدمًا بأجنداتهم، التي تعرقلت في إبان ولاية الحكومة المنتهية ولايتها والتي أطلقت عليها تسمية "حكومة التغيير".
وأضاف: طبعا هذا لا يعني أن لا تتتعرض هذه الحكومة لأزمات، كما لا يعني أن طريقها مفروشة بالورود، ولكن احتمال "صمودها" وارد بقوة، لأن الفرصة التي نشأت واوجدت الظروف لتأليف حكومة كهذه قد لا تتكرّر، وهذا أمر سيبقى في صلب اهتمام عناصرها.
وأنهى حديثه: برأيي هذه هي الحكومة المطروح إقامتها الآن. أما حكومة الوحدة فليست مطروحة بقوة. هذا لا يعني أنها قد لا تطرح في المستقبل، ولكن ليس قبل أن يضمن نتنياهو تنفيذ ما يسعى إليه.
[email protected]
أضف تعليق