بالدموع والقلوب المنفطرة ألما شيع أهالي النقب، اليوم، شهيد العلم الطالب باسل ابو شريقي رحمه الله، وذلك بعد أن وصل اليوم جثمانه الى بلدته ومسقط رأسه اللقية، حيث كان قد لقي مصرعه قبل أيام جراء تسرب غاز في شقته السكنية، إذ كان يدرس موضوع الطّب في العاصمة الجورجية تبليسي.
وفور تلقي العائلة الخبر المؤسف توجه عدد من أفرادها الى جورجيا بالتنسيق مع الجهات المختصة لإعادة الجثمان الى البلاد وإتمام مراسم الدفن، وكان من المفترض أن تتم صلاة الجنازة في مقبرة القرية، ولكن ونظرا للأحوال الجوية تمت صلاة الجنازة في مسجد الاعتصام(ابو قرن) في القرية، ثم تم نقل الجثمان ودفنه في مقبرة القرية بحضور حشد هائل من أهالي اللقية والنقب، الذين حضروا لمساندة العائلة ومواساتها في مصابها الجلل.
والقى خطبة الجنازة الشيخ كمال ابو هنية مذكرا بالخصال الحميدة التي تحلى بها المرحوم الشاب باسل، الذي عرف بالالتزام والتفوق ورضى الوالدين، وذكر الشيخ كمال ان باسل شهيد علم وسأل الله له أن يبلغه منازل الشهداء بإذنه تعالى، وقال في سياق الخطبة:" يكفيني أنني سمعت عنه بالأمس أنه كان بارا بوالديه، كان يأتي من غربته لزيارة أهله فيتفرغ لخدمة والديه، ولا يضيع وقته في الزيارات واللقاءات".
غادر من الحرب
وكان باسل ابو شريقي رحمه الله قد غادر اوكرانيا هربا من الحرب ليستكمل دراسة الطب في جورجيا، وذكر اقاربه انه بقي له ستة أشهر فقط ليحصل على الشهادة، إلا ان قضاء الله كان أسرع، وليد ابو شريقي قريب المرحوم قال متحدثا عن باسل رحمه الله:" باسل هو الولد الأصغر لوالديه بين أخوته، وكان متفوقا في دراسته منذ أيام المدرسة وحتى خلال دراسته الجامعية، انتقل بسبب الحرب من اوكرانيا الى جورجيا وهو طالب طب في السنة الخامسة، تبقى له ستة أشهر دراسية لإنهاء اللقب الأول، وهو طالب محافظ جدا ويؤدي جميع الصلوات في وقتها، وحتى انه بسبب تفوقهه واجتهاده وحب المحاضرين له وافقوا له على تقديم مواعيد المحاضرات له حسب مواعيد الصلوات حتى يتسنى له الصلاة في وقتها، باسل انسان حنون ويقوم بمساعدة كل يعرفهم ولا يعرف كلمة لا ولا يعارض أمرا، الخبر نزل كالصاعقة على كل من عرف باسل سواء والديه وعائلته المصغرة او اهالي اللقية عامة، ولا اعتراض على حكم الله وانا لله وانا اليه راجعون".
الموت حق، لكن فاجعة
السيدة شفاء الصانع كانت احدى المعزيات للعائلة الثكلى وقالت:" لا يوجد شيء أصعب من أن أم وأب يفقدوا ابنهم وفلذة كبدهم وخاصة إذا كان طالب علم ومغترب وبعيد عنهم وبينهم وبينه مسافات ومحيطات، وليس هنالك أصعب من ان تصرخ أخت وتقول "أخوي الحنون ليش رحت وخليتنا؟!"، جميعنا في البلاد وخارج البلاد تألمنا واعتصرت قلوبنا حزناً على وفاة طالب العلم الشاب الخلوق باسل ابو شريقي، صحيح أن الموت حق، لكنه فاجعة، مصاب جلل ويترك وجعا كبيرا عند اهل الفقيد ذويه واحبته، لا اعتراض على قدر الله وقضاءه، لذا اتقدم بأحر التعازي لكل ال ابو شريقي، للوالدين ابو رمزي وام رمزي للأخوة للأخوات، لكل أقاربه وأحبابه وأصدقائه في الخارج وفي الوطن".
والد باسل رجل مصاب بالسكري والضغط، وبمجرد سماعه خبر الوفاة الأليم انهار تماما ولم يعد يقوى على الحديث، حيث يحاول كل من حضر الى بيت العزاء مساندته والتخفيف من مصابه بشتى الطرق، والحال ليست افضل لدى الوالدة الثكلى والاخوة والأخوات.
الجو البارد
السيد محمد ابو شريقي ابن عم المرحوم باسل قال:" باسل انتقل من اوكرانيا لجورجيا لاستكمال دراسة الطب، في مكان سكنه يبدو ان الجو كان باردا جدا، الشباب المصابون كانوا ينامون في مسكنهم وحسب المعلومات الاولية حدث تسرب للغاز ادى الى وفاة الدكتور باسل عليان ابو شريقي واصابة امير سلمان ابو شريقي وعلي حسن ابو عبيد، الطالبات المصابان بوضع صحي مطمئن جدا، للاسف فقدنا باسل في حادثة تراجيدية وضربة قاسية للعائلة ولكل من يعرف هؤلاء الطلاب الجامعيين، توقعنا ان يعودوا هذه السنة بعد انتهائهم من دراسة الطب، ليفرح ذووهم باستكمال دراستهم للطب، ولكن للاسف قدر الله وما شاء فعل".
اتشحت اللقية بالسواد وشعر كل من سمع بالخبر المؤسف بغصة شديدة، الجميع يسأل الله الصبر والسلوان للعائلة الثكلى، كما و بشّر الشيخ كمال ابو هنية الحشود المعزية بان هذا مهرجان وعرس يزف به المرحوم باسل الذي نسأل الله أن يبلغه منازل الشهداء الى مثواه الأخير ثم الجنة بإذن الله، سائلا المولى عز وجل أن يكون شفيعا لوالديه يوم القيامة.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
تصحيح للعنوان: شهيد العلم وليس شهيد العالم.