أثيرت قبل عدة ايام في الناصرة قضية فظيعة، مفادها تعرض طلاب في احد المؤسسات التي تعنى بطلاب التوحد، لتعنيف جسدي وكلامي من قبل المعلمات، وتقدم الأهالي بشكوى للشرطة بعد ثبوت ذلك من خلال التسجيلات".
احدى الفتيات التي تعرضت للتعنيف هي رواد رحال، البالغة من العمر 13 عامًا، من الناصرة، وللوقوف على ما تعرضت له اجرى موقع بكرا لقاءًا مع والدتها، والتي سردت الفظائع التي تعرضت لها.
الصراخ، البكاء، تمزيق ملابسها، كلمات بذيئة، كفر، تكسير مقاعد وإلقاء الطاولة ورمي الطعام
وقالت خلال حديثها: "تمكث ابنتي في هذه المؤسسة منذ خمس سنوات، وتصرفاتها كانت عادية جدًا، لكن خلال هذا العام، تغيرت تصرفاتها كثيرا، واصبحت غريبة جدا، مثل: الصراخ، البكاء، تمزيق ملابسها، كلمات بذيئة، كفر، تكسير مقاعد وإلقاء الطاولة ورمي الطعام، تضرب نفسها وباقي افراد الأسرة بمن فيهم انا ووالدها، شد شعرها بقوة وغيرها، وعانت من حالة نفسية سيئة جدًا".
وأضافت: "شككنا في الأمر وتواصلت فورًا مع احدى المعلمات، التي قالت انها تحب ابنتها وهي بحالة جيدة، وليس هناك اي شيء تغير معها، لكن من خلال تواصلي مع امهات أخريات تبين انهن يعانين ذات الأمر، فقررنا وضع جهاز تسجيل، وهنا كانت الصدمة بعد ان عرفنا ما يجري داخل المؤسسة من قبل المعلمات، بعد سماعنا للتسجيلات".
وتابعت: "اعتقدنا ان ابناءنا وبناتنا في ايادٍ امينة، لكن ثبت ان الأمر على العكس تمامًا، اذ تعرضوا للضرب والصراخ والمعاملة السيئة، والتلفظ بألفاظ بذيئة، ومنها "يا حقيرة" "منظرك بشع" وغيرها، بعد اطلاعي على التسجيلات صدمت وتعرضت لحالة نفسية صعبة، اذ كانت ابنتي اكثر من تعرض للتعنيف الجسدي والكلامي، وتقدمت بشكوى للشرطة، وهنك محامٍ يمثلنا الآن".
ما جرى لها داخل المؤسسة اعادنا وأعادها لى نقطة الصفر
وأوضحت ايضًا: "حققت الشرطة مع المعلمات، وفرضت عليهن امر ابعادٍ منزلي، وهن مبعدات عن منازلهن، لكن اتساءل ماذا بعد، ابنتي لا يمكنها ان تبقى في البيت وهي بحاجة الى اطارٍ آمن يحتويها".
ونوهت خلال حديثها ايضًا: "منذ اطلاعي على ما يجري داخل المؤسسة، وأصوات المعلمات لا تفارقني، وأنا بحالة بكاء دائم، ولا انام الليالي بسبب ما عرفت، علمًا ان ابنتي كانت قد تعرضت لحالة اكتئاب بعد الكورونا وعالجتها، لكن ما جرى لها داخل المؤسسة اعادنا وأعادها لى نقطة الصفر، واخشى ان تؤذي نفسها بسبب ما تعرضت له".
والد رحاب قويدر يروي ما تعرضت له ابنته: "العنف كان بكل انواعه من ضرب وصراخ وشتائم وتذمر واستهزاء بحركاتهم واصواتهم وعجزهم"
وفي لقاء لبكرا مع السيد عصام قويدر والد الفتاة رحاب من مؤسسة التوحد، روى ايضًا ما تعرضت له ابنته في المؤسسة فقال:
"ابنتي رحاب مع طيف التوحد بدرجة شديدة وغير ناطقة، رحاب ذات 13 عامًا، موجودة في مدرسة خاصة لاطفال التوحد في مدينة الناصرة.
ابنتي منذ سنة انتقلت في مدرستها الى صف جديد بطاقم معلمين جدد، منذ ان انتقلت رحاب الى هذا الصف بدأت اشعر ان رحاب غير سعيدة، ثم مع الوقت اصبحت رحاب ترفض الذهاب صباحا الى المدرسة وتتملكها نوبات غضب شديدة عند بوابة المنزل، وترفض في غالب الاحيان الصعود الى الحافلة التي تعرف تماما انها ستوصلها الى المدرسة".
وأضاف: "تغيرت رحاب كثيرا للأسوء، واصبحت لا تنام ليلا وعادت نوبات الغضب من جديد لكن بفترات متقاربه جدا، رحاب اصبحت حزينة وانا لا اعرف السبب. اخبرت وشاركت المعلمة بما يحصل لرحاب وكانت دائما تقول ان رحاب بالعكس جدا "مبسوطه" في هذا الصف، مع تقدم الايام اصبحت اجد على جسد رحاب علامات اصابات هنا وهناك، اتواصل مع المعلمة فكانت تارةً تخبرني بانها قد ضربت نفسها بنفسها وتارةً بأن اسال عن الامر في الحافلة كونها لم يحصل معها شي في الصف وحجج اخرى كثيرة".
وتابع: "انا في كل مرة كنت ازداد قلقاً وكان كل مرة شكي يزداد بان امرا غريبا قد يكون خطيرا يحدث في هذا الصف، في الاشهر الاخيره لاحظت اثار كدمة على خاصرتها ولم اتواصل مع المعلمه كوني اعرف الرد مسبقا ، ثم وبعد فترة وجدت اثار كدمتين على صدرها فبدأت افكر بانه لا بد من عمل خطوة كي افهم ما الذي يحدث لابنتي".
"لا شيء يعوض الخسارة النفسيه التي تعرض لها اطفالنا ولا شي يمكن ان يجبر كسر قلوبنا"
وأضاف ايضًا: "قمت بشراء جهاز تسجيل صوتي وخبأته في ملابس رحاب عند ذهابها الى المدرسة، في ذلك اليوم وهي في المدرسة كنت شديد التوتر والقلق وكنت اتمنى الا اجد في التسجيل الا كل خير ومطمئن. لكن عندما عادت رحاب الى البيت اخرجت التسجيل بيدين ترجفان ،وبدأت بالاستماع فورا ،، وكانت الصدمة".
وأوضح خلال حديثه: "ما سمعته في التسجيل هو عبارة عن تعنيف ل8 اطفال توحديين عاجزين لا حول لهم ولا قوة من قبل معلمة الصف وطاقم المساعدين. العنف كان بكل انواعه من ضرب وصراخ وشتائم وتذمر واستهزاء بحركاتهم واصواتهم وعجزهم، عدا عن العنف النفسي الذي كان بحرمان احد الطلاب من الطعام وتهديد اخر بادخاله لغرفة صغيرة موجودة في الصف. اما عن سائر الوقت الذي من المفترض ان يكون تعليم لهؤلاء الطلاب كان عبارة عن قيل وقال و"دواوين" بين طاقم الصف او الانشغال بهواتفهم في امور "مهمة جدا" اهمها كان متابعة المسلسلات التركية!! كل هذا ولم يتم تمرير اي مادة تربوية او فعالية معينة لاطفالنا. كل اللذي كان يحدث هو الصراخ والتخويف لاطفالنا في حال تحرك احدهم من مكانة لانه يشتت دواوينهم ومسلسلاتهم التركية".
واختتم: "رغم اتخاذنا الاجراءات القانونية اللازمه، لكن لا شيء يعوض الخسارة النفسيه التي تعرض لها اطفالنا ولا شي يمكن ان يجبر كسر قلوبنا".
[email protected]
أضف تعليق