قال المحلل السياسي المحامي علي حيدر أن هنالك عدة ملاحظات يمكن استخلاصها من نتائج الانتخابات الإسرائيلية للكنيست الـ25.
وكتب حيدر:
- بالرغم من أن نتائج الانتخابات غير مفاجئة وهي نتيجة سيرورة متواصلة في المجتمع الإسرائيلي إلا أن الحالة المهيمنة حاليا على المشهد هي الأصولية الدينية اليهودية، التوجهات المسيانية، اليمين الفاشي الاستيطاني والكاهانية بمفرداتها وممارساتها وخطابها الخطير. من المتوقع أن تتشكل الحكومة السادسة التي سيرأسها نتنياهو والتي ستكون أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل. هذه الحكومة والتي تؤمن بالاستعلاء اليهودي القومجي والديني تتبنى خطاب وحجاج ولغة توراتية أصولية وقادرة على على تشريع موجة من القوانين العنصرية واتخاذ قرارات خطيرة جدا.
- لقد حفز خوض التجمع الانتخابات وشخصية سامي أبو شحادة بشكل خاص المعركة الإنتخابية وأدى إلى مشاركة قطاعات واسعة من المجتمع العربي على المشاركة في الانتخابات( من ٣٦% كما كان متوقع إلى حوالي ٥٥%) وساهم برفع السقف السياسي و تأكيد خطاب الكرامة والحقوق والاستقلالية في اتخاذ القرار السياسي بناء على توجهات وثوابت وطنية. إن ما حققه التجمع رغم عدم تجاوز نسبة الحسم يعتبر انتصار كبير ممكن استثماره في المرحلة القادمة في عدة مجالات سوف نتطرق لها لاحقا.
- تفكيك المشتركة في المرتين السابقتين: المرة الأولى بخروج الموحدة والمرة الثانية بخوض التجمع الانتخابات لوحده( بعد اتفاق الجبهة والتغيير على خوض الانتخابات وحدهما) أثر على معنويات المجتمع العربي وفقدان الثقة اتجاه الأحزاب والسياسيين وبالرغم من ذلك هب المجتمع العربي، مرة أخرى وفي اللحظة الأخيرة من أجل إنقاد الأحزاب العربية.
- بالرغم من المحافظة على نفس عدد المقاعد العربية في الكنيست( حتى هذة اللحظة) إلا أن ما يسمى "النهج الجديد" ورغم حصوله على ٥ مقاعد وحصوله على ثقة الكثيرين من المصوتين العرب قد أنهى دوره التاريخي لأنه لا يمكن أن يعمل إلا من خلال العضوية والإئتلاف والحكومة ولا يؤمن بدور المعارضة وبالتالي سيفقد مصوتيه مستقبلا نتيجة لعدم قدرته على التأثير. لن يكون معارضة قوية لكي لا يغضب ما يسمى بأصدقائه " معسكر التغيير" ولن يكون شريك لليمين الذي ليس بحاجة له ولذلك بالرغم من تجاوز الموحدة لنسبة الحسم وحصولها على ٥ مقاعد تعتبر خاسرة ورغم عدم تجاوز نسبة الحسم من قبل التجمع ممكن اعتباره فائزا.
- لا يمكن اتهام أي من الأحزاب أو المجتمع العربي بعودة نتنياهو. على العكس من ذلك، ما أدى إلى عودة نتنياهو واليمين المتطرف هو نزعة المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين وانقراض اليسار( كما يبدو حتى الآن أن ميرتس لا تتجاوز نسبة الحسم) وقد كانت كل من ميرتس وبعض أعضاء حزب العمل المحسوبين على اليسار متماهين مع سياسة الحكومة الإسرائيلية التي نفذت نفس سياسات حكومة الليكود بل كانت أكثر صرامة ودموية اتجاة الشعب الفلسطيني الواقع تحت الإحتلال( ممكن تعداد القوانين العنصرية التي صادق عليها الحكومة مثل لم الشمل. الخ).
- إسرائيل بمأزق سياسي كبير فهي تسير في اتجاه نظام ابرتهايد ووضعت نهاية لحل الدولتين وكما يبدو ستتعمق سياسات الاستيطان والضم والعنف وبالتالي من المتوقع أن يكون تصعيد في الحالة الفلسطينية العامة.
- سوف يعود نتنياهو لأشغال الناس بالملف الإيراني ومحاولة توثيق العلاقة مع بعض الأنظمة العربية المطبعة ورغم عدم التعويل على السياسة الأمريكية إلا أنه سيكون هنالك توتر مع الإدارة الحالية وسيعمل على ترميم الثقة مع ترامب وتأييده بانتظار عودة الجمهورين للسلطة مع أضعاف السلطة الفلسطينية أكثر.
- ستدور نقاشات معمقة داخل المجتمع الإسرائيلي حولة هوية يهودية الدولة ومن هو اليهودي وما هي الصهيونية.
- ستعمل الحكومة القادمة على إضعاف الجهاز القضائي من خلال فقرة التغلب وإخضاع المستشارين القضائيين للساسة والتأثير على تعيين القضاة ومن الممكن إقالة المستشارة القانونية الحالية والفصل بين منصبي المستشار القانوني والنائب العام وإلغاء ملف نتنياهو إما من خلال إلغاء جريمة الإخلال بالثقة أو القانون الفرنسي أو إجراء تغييرات جوهرية بالنظام القانوني.
- أغلب رؤساء الأحزاب التي من المفروض ان تشكل الحكومة إما أدينو وإما تدار ضدهم ملفات قضائية وتورطهم بقضايا جنائية وأمنية( نتنياهو، بم جفير، درعي، سموتريش).
- هنالك علاقة بين الانتخابات للسلطات المحلية التي سوف تجري في شهر نوفمبر القادم والانتخابات للكنيست ومن المثير فحص نسبة تصويت العرب لحزبي الليكود وشاس.
- للتجمع دور مهم في مراقبة ومتابعة ونقد عمل الأحزاب الحالية وخصوصا العربية وأخذ دور هام في إعادة بناء وهيكلة وتفعيل لجنة المتابعة والعمل الشعبي والدولي بالإضافة الى التداخل مع القضية الفلسطينية بشكل عام.
- ما زالت هنالك قاعدة شعبية واسعة للجبهة الديمقراطية ولكنها اليوم لم تعد القوة الأكبر داخل المجتمع العربي وآن الأوان أن تجري الجبهة مراجعات داخلية معمقة حول دورها وأدائها ومواقفها وحول استمراريتها وحول دورها في قيادة المشتركة وتفككها. إضافة إلى ذلك، على كل الأحزاب إجراء هذه المراجعة بمصداقية وشفافية واشراك الجمهور فمن المفروض ألا يكون الجمهور مجرد مصوتين يستغاثوا في الساعات الأخيرة من يوم الانتخابات.
- من المهم توحيد المجتمع العربي ومن المهم العمل في استراتيجيات متكاملة في إطار رؤية مشتركة ومن المهم توزيع الأدوار والمهمات والإخلاص في العمل وخلق مركز سياسي عربي قوي ومتجدد
- على شاهد قبر الروائي اليوناني الشهير نيكوس كازتناكس كتبت العبارة التالية:" لست آمل في شيء، ولست أخاف من شيء، فأنا إنسان حر". لقد حوصرت الأحزاب السياسية العربية في هذا الحيز الضيف بين التأميل بأشياء ووعود موهومة( الميزانيات..الخ) وبين الترهيب والتخويف( ببن جبير ونتنياهو..الخ)، والناس أحرار. يترتب التحدث إلى أحرار وشعبنا لا يخاف التهديد.
[email protected]
أضف تعليق