حذر رئيس اتحاد ارباب الصناعة والمشغلين ورئيس مجلس ادارة والمصالح التجارية د. رون تومر في افتتاحية مؤتمر قادة الأحزاب، والذي بادر اليه اتحاد ارباب الصناعة، حذّر من النقص الحاد في المنتجات الاساسية عام 2023 الذي ستشهده البلاد.

وتابع د. رون تومر في مؤتمر بالأمس، قائلا: "الحديث يدور عن وضع لم نعتد عليه، بأن نخرج للتسوق ونجد رفوفا فارغة من بعض المنتجات التي اعتدنا عليها، ولكن للأسف هذا الوضع الذي سنشهده قريبا في البلاد والعالم. لذا من المهم بذل جهد كبير للحفاظ على الاستقلالية الانتاجية لدينا. فشركة قوية هي شركة تستطيع ان تنتج عددا أكبر من المنتجات داخل مصنعها (منتوجات البيت)، ومن حسن حظنا أن صناعة الغذاء في البلاد قوية نسبيًا. آمل ان تتبدد كل هذه النبوءات القاتمة، ولكن بالطريقة التي تبدو فيها الامور فإننا نتقدم نحو وضع اقتصادي صعب. من ينجح في اجتياز هذه الفترة الصعبة يمكنه الاستفادة من النمو العالمي فيما بعد وعلى الدولة ان تسعى لذلك".

واضاف د. رون تومر انه "حتى اليوم فان الوضع الاقتصادي في البلاد جيد نسبيا وحتى جيد جدا، تم وقف العجز المالي، قلت نسبة الدين من الناتج المحلي الاجمالي. ومن هذا المنطلق يبدو اننا نواكب ما يشابه المعجزة وربما فعلا نتمتع برعاية عليا، لأنه يبدو اننا نعمل في البلاد كل شيء بعكس المتوقع وغالبا نفكر ونعمل للمدى القصير، لكن رغم ذلك اقتصادنا قوي. لكن علينا البدء بالتفكير والعمل على المدى الطويل. فلا يعقل ان تبقى الدولة لفترة طويلة دون ميزانية معتمدة".

هذا وتطرّق د.تومر إلى موضوع غلاء المعيشة وقال: "هذا الموضوع لاقى اهتماما كبيرا من قبل وسائل الاعلام لكن هنالك خطأ جوهريا في التغطيات الاعلامية لأنّها تقارن الأسعار في البلاد بالأسعار خارجها. السبب الذي يجعل الناس يعتقدون أنّ اسرائيل أغلى من أوروبا هو بسبب ارتفاع قيمة الشيكل، وليس لأنّه بالفعل هناك غلاء. إذا قارنتم بيننا وبين دول تتعامل مع عملة يورو ضعيفة مقارنة بالشيكل القوي لدينا، يبدو وكأن الأمر أنّنا نعيش بغلاء أسعار، لكن في الواقع أسعار الغذاء لدينا تقريبًا لم يطرأ عليها أي ارتفاع في العام الماضي مقارنة بدول أخرى. إذا أردنا خفض الأسعار، فيجب تخفيض ضريبة القيمة المضافة على الغذاء، والذي يعتبر نسبيا مرتفع مقارنة بدول أخرى، كما يمكننا تغيير أمور عديدة، منها، تكاليف الانتاج الباهظة للغاية في البلاد، تكاليف الأرنونا، تكاليف الماء والكهرباء، فخفض تكاليف هذه الامور سيؤدي بالتالي إلى انخفاض الأسعار، كما ومن الضروري أيضًا تسهيل الأمر على الفئات المستضعفة، فإنّ مخصصات الشيخوخة في البلاد مخزية وهذا فقط مثال للأمور التي يجب تغييرها".

كما وتطرق د. تومر ايضا إلى معارضة اتحاد أرباب الصناعة للعطلة يوم الانتخابات، الأمر الذي يؤدي لخسارة الاقتصاد لمليارات الشواقل، وقال: "من المهم أن نتذكر أنّ ثلث المواطنين لا يمارسوا عملية التصويت، وفي الواقع فقط يحصلون على يوم عطلة، بالإضافة إلى ذلك، السؤال الذي يطرح نفسه هل العطلة يوم الانتخابات تزيد من الاقبال على التصويت؟ وما نراه في الدول الأخرى يؤكّد لنا أنّ الإجابة "لا"، يمكن تقليل عدد ساعات العمل في ذلك اليوم لتسهيل التصويت على الناس فنحن أيضًا نؤيد التصويت، لكن ليس هنالك سببا ليتحول يوما كاملا إلى عطلة".

من جهته قال د. محمد زحالقة رئيس لجنة المجتمع العربي في اتحاد ارباب الصناعة:" ان الاستقرار الاقتصادي في البلاد يرتبط بشكل مباشر باستقرار سياسي يتجلى بتشكيل حكومة قوية تعمل طيلة 4 سنوات متتالية. ان الانتخابات المتكررة وتغيير الحكومات المستمر يمنع تطبيق أي خطط وبرامج بعيدة الأمد تضمن الحفاظ على الاستقرار والثبات الاقتصادي. من هنا ادعو المجتمع العربي الى الخروج للتصويت في ظل الاستطلاعات القاتمة التي تشير الى مشاركة ضئيلة للمواطنين العرب في الانتخابات المرتقبة".

وأضاف د. زحالقة:" المشاركة في الانتخابات تضمن وجود ممثلين في البرلمان لكي نكون مؤثرين على آلية صنع القرار، والعمل قدما من اجل أبنائنا في ظل التخوفات والتوقعات المقلقة تجاه الأوضاع الاقتصادية في البلاد والعالم. فقط من خلال المشاركة الفعالة نستطيع النهوض بالمجتمع وضمان استمرارية الازدهار. كما اننا نعول على الصناعات المحلية وبالأخص الصناعات العربية في الثبات والصمود والتعامل مع أي عجز مستقبلي قد نشهده في ظل الازمة العالمية ونقص المواد الخام، مع العلم ان الصناعات العربية المحلية تتمتع بكافة المقومات للتعامل مع هذا الواقع المعقد وسد أي عجز ممكن ان يطرأ فيما يتعلق بالمواد الغذائية من خلال الإنتاج المحلي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]