جريمة أخرى أضيفت إلى سجل جرائم القتل في مجتمعنا مساء أمس، وهذه المرة في جسر الزرقاء، حيث لقي الشاب جلال عماش مصرعه متاثرًا بجراحه بعد تعرضه لإطلاق نار.
امام مسجد ابو بكر الصديق في جسر الزرقاء - الشيخ وافي عماش، قال معقبًا في حديث لـ"بكرا": بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين قال تعالى " ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ ضحية القتل الطفل جلال ابن صديقي وأخي صالح القلوب موجوعة تتألم وكلنا يعرف إن القتل جريمة نكراء وإنّ هذه الحادثة التي وقعت مساء هذا اليوم هي واحدة من سلسلة القتل التي تحدث في مجتمعنا العربي المسلم في الداخل وإنّ هذا القتل الذي استشرى وأصبح كالسرطان في بلادنا والذي أدمى القلوب وحيّر كثيرا من العقلاء لا يجد من يرد القاتل ومن يوقف شلل الدماء ولا من يتصدى لهذه الظاهرة الشنيعة.
وتابع: أحبتنا مجتمعنا دام من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله ويبقى الحدث في انتظار ضحية جديدة في البلد نفسه أو بلد جديد ولكن السؤال هل يعقل أنّ دولة لا تستطيع أن تحمي رعاياها من القاتل من عصابات الإجرام ؟ هل الدولة عاجزة عن ردع هذه التنظيمات البائسة ؟ هل وهل وهل ؟.
وأنهى حديثه: حلقات الإجرام تستمر والدماء تفيض والقلوب تعتصر ألما ولا مغيث ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ضحية القتل هذا المساء الشاب الصغير جلال ابن الـ17 سنة ابن صديقي وأخي صالح رحل عنا المغدور جلال هذا الطفل وسنبقى نذكر هذه الحادثة وغيرها ويبقى السؤال ما الحل ؟ أين القانون ؟ لكن أين الشرطة ؟ أين قوة الردع ؟ نستدرك ونقول للقاتل أو من دفعه ماذا ستقول للجبار؟ حضر إجابة للوقوف بين يدي المنتقم.
الغضب مضاعف عندما يكون القتيل طفلًا
وبدوره، قال مدير مركز امان لمجتمع امن - الشيخ كامل ريان لبكرا: لا شك ان كل جريمة ترتكب في مجتمعنا العربي هي جريمة نكراء وتستوجب الاستنكار واستحقار مرتكبيها، ولكن حينما يكون الضحية قاصرا فهذا مما يزيد من الغضب والحزن والحسرة وهذا ما يفرض علينا جميعا ان نأخذ بزمام الامور اكثر ونحاول اجراء مسوحات سريعة للقضايا العالقة في كل بلد وبلد والوصول اليها ومحاولة تفكيكها قبل انفجارها والحاق مجتمعنا بمزيد من الضحايا الابرياء من قبل قتلة لا يمكن وصفهم الا بالجبناء والضعفاء والجهلاء لانهم لا يدركون بعد عمق الجرح الذي يحدثونه من طعناتهم المتواليه والمتتالية في ظهر مجتمعهم وشعبهم بخناجرهم المسمومه والقاتلة.
وتابع: وهذه الفرصة لاوجه الشكر الجزيل لاعضاء لجنة المتابعه ورجالات الدين والمجتمع الذين واصلوا الليل بالنهار من اجل وأد الفتنة في الجديده المكر ووقف نزيف الدم الذي اقلقنا وأرقنا جميعا واوجه لهم وللجان الاصلاح في كل بلد وبلد نداءا قلبيا ليعلموا اولا ان مثل هذا الانفجار الذي حدث في الجديدة والمكر للاسف موجود تقريبا باعداد كبيرة في جميع قرانا ومدننا العربية وقابل للاشتعال في كل لحظة، الامر الذي يحتم علينا المبادرة بتشخيص ومسح هذه القضايا والوصول الى اطراف هذه الخصومات قبل الانفجار واشتعال البلد كما رأينا ذلك في الجديدة المكر وكفر كنا وراهط وحوره واللقيه وعرعرة النقب. كذلك أتوجّه بنداء خاص لجميع رؤساء السلطات المحلية العربية بالشروع وباسرع وقت ممكن باقرار القانون المساعد في المجالس المحلية والبلديات بكل ما يتعلق بموقف السيارات الخاصة بحيث يلزم اصحاب هذه السيارات بتجهيز مكان خاص لوقف المركبات في داخل البيوت والزام المواطنين بدفع رسوم مقابل ابقاء مركباتهم في الشوارع العامة المخصصة للسير ولسير المركبات وليس للوقوف لان قضية موقف المركبات هو الانفجار الاكبر الذي سينفجر في كل بلد من بلداننا بل في كل شارع من شوارعنا لتعذر وجود اماكن لموقف السيارات في ظل حركة البناء الكبيرة التي نلاحظها في قرانا ومدننا وكثرة السيارات امام هذه البيوت الضخمة والمتعالية والتي احيانا تشمل عشرات الشقق في ظل غياب ووجود بنية تحتية ملائمة لاستيعاب هذا الكم من السيارات.
وتابع: اتمنى ان يطرح هذا الموضوع في جلسات المجالس المحلية والبلديات والشروع باعداد الحلول القانونية اللازمة والملزمة قبل فوات الاوان وانفجار هذا البركان خصوصا ان كثيرا من ضحايا القتل التي حصلت في قرانا ومدننا على امتداد العشر سنوات الاخيرة بدأت مع كل اسف وحسرة من خلاف واختلاف على موقف سيارة ومن ثم يتطور الامر حتى نشاهد مشاهد مؤلمة لا تقل عن وطيس معركة داعس والغبراء او معركة حرب البسوس.
وأنهى كلامه: الاعداد والعمل لمنع حدوث هذه الكوارث افضل بكثير من التدخل مهما كان بعد انفجار الوضع وانتقال زمام الامور الى صبية ومراهقين لا يرقبون في مجتمعنا ولا في شعبنا إلَّاً ولا ذِمَّة.
هنالك من يريد اشغالنا بأمننا الشخصي بدل مقارعة السلطات
وقال رئيس مجلس جسر الزرقاء المحلي سابقا - د. عز الدين عماش لبكرا: جسر الزرقاء عائلة واحدة وتحمل هموم واحدة.. ولأن جسر الزرقاء تصارع البقاء على البحر من المفروض على الجميع شبابا وكبارا التصدي معا وعلى قلب واحد جميع مخططات تهجيرنا قسريا، فبدلا من ذلك تجدنا يوميا لا نتحدث إلا عن العنف والإجرام وكأن هناك من يريد أشغال شبابنا بعضهم ببعضهم لينهشوا اراضينا ونحن مشغولين بامننا الشخصي وليس بكيفية النضال ومقارعة السلطات .
وأنهى حديثه: عند كل جريمة قتل ننظر إلى صور المغدورين بصمت، فتدمع العين ويبكي القلب على فراقهم، ونتالم على ما وصلت اليه بلدتنا أغلى ما نملك.
[email protected]
أضف تعليق