إيمانًا منها بأهمية تعزيز قيم الهوية والانتماء في نفوس أبنائنا، وصولا إلى خلق جيل واعٍ ومنتمٍ إلى مجتمعه وشعبه وأرضه ووطنه وتاريخه وتراثه ولغته وعقيدته، ولاسيما في هذه المرحلة التي يمر بها مجتمعنا، مرحلة تغليب الاعتبارات الفردية والذاتية الضيقة على الاعتبارات الجمعية، وفي مرحلة استشراء ظواهر العنف والجنوح، بادرت بلدية عرابة بالتعاون مع لجنة متابعة قضايا التعليم العربي بإطلاق مشروع الجذور "قصة عيلتنا" في مدينة عرابة.
المشروع شمولي عمل على بنائه المجلس التربوي العربي التابع للجنة متابعة قضايا التعليم العربي, وفيه يخوضُ الطّالب\ة رحلةً عميقةً للتَّعرف على الأنا الشخصيّ، وربطه مع قصَّة العائلة المصغَّرة، ثمَّ المجتمع المصغَّر في الحارة والمدرسة والقرية\المدينة، حتَّى الوصول إِلى المجتمع الكبير والشَّعب الفلسطينيّ ودوائر انتماء أَوسع ينتمي\تنتمي إليه\ا الطّالب\ة إضافةً إِلى مركَّبات الهُويّة المختلفة، وذلك لِبلورةِ هُويَّةِ الطّالب\ة وتَأصيل انتمائهِ لمجتمعِهِ وتثبيت هذه العلاقة من خلال البحث والمعرفة العميقة والتَّفكير المركَّب وتعزيز القيم الإنسانيّة والابتعاد عن التّعصب الأَعمى والتّعلّم من التَّجارب المختلِفَة. يأتي هذا العمل كمبادرة ومساهمة في إيجاد حلول لتجاهل مناهج التَّعليمِ الرَّسميّة لهُويتنا الوطنيّة والجَمعيّة ولتاريخ شعبنا الفلسطيني.
وقد عقدت بلدية عرابة مع لجنة متابعة قضايا التعليم العربي عدة جلسات تمهيدية للجنة التوجيهية للمشروع لبحث وسائل تمريره في المدارس والمؤسسات الثقافية والتربوية المختلفة في المدينة، ختامها كان اجتماعًا لمديري ومديرات المدارس في عرابة بحضور مركزي التربية الاجتماعية وذلك يوم الخميس 29.09.2022 في قاعة البلدية.
افتتح الاجتماع الأستاذ جبر نصار مدير قسم التربيّة والتعليم مؤكدًا على أهمية التربيّة على الهوية وتعميم مشروع الجذور لجميع المؤسسات التعليمية والتربوية في عرابة لتعميق الهوية والانتماء لدى الطالب العربي لبلده ومجتمعه ومحاربة الشعور بالاغتراب الذي يعاني منه الطالب العربي نتيجة سياسة الدولة، في حديثهِ تطرق الأستاذ جبر نصار إلى أن قسم التربية والتعليم سيتخذ هذه السنة سنة الهوية في عرابة.
لاقى مشروع الجذور استحسانًا من قبل مديري المدارس في عرابة وأكد الحضور على أهمية التربية على الهوية والانتماء
بعد ذلك قامت المحامية حنان مرجية المديرة العامة للجنة متابعة قضايا التربية والتعليم العربي والمحامي يوسف ماضي مركز تغيير السياسات والمرافعة في لجنة متابعة التعليم بعرض مشروع الجذور "قصة عيلتنا" على مديري المدارس, بعدها قدم السيد باسم أبو الهيجا مدير المدرسة التكنلوجية في طمرة مداخلة قام فيها بعرض تجربته كمدير مدرسة في ادخال مضامين تتعلق بالهوية والانتماء في مدرسته وكيفية تعزيز شعور الطالب بالانتماء بعدة وسائل تعليمية وتربوية عن طريق مناهج التعليم الرسمية واللامنهجية، كما عرض فرصة دمج مضامين تتعلق بموضوع الهوية وتعزز الانتماء من خلال خطة إصلاحات البجروت – تجديد التعلم في مواضيع التراث و المجتمع والعلوم الإنسانية.
وقد لاقى مشروع الجذور استحسانًا من قبل مديري المدارس في عرابة وأكد الحضور على أهمية التربية على الهوية والانتماء وعلى أن مشروع الجذور بإمكانهِ أن يكون المدخل لمشروع وطني ثقافي عرابي يعزز الانتماء لدى الطلاب في عرابة اتجاه بلدهم وشعبهم ووطنهم، وأضاف الحضور على أهمية استمرارية المشروع على مدار السنوات القادمة.
وعقب رئيس بلدية عرابة السيد عمر واكد قائلا إنه يرى أهمية بالغة في تنفيذ هذا المشروع وخلق خطاب تربوي موحد في جميع الأطر التعليمية والثقافية في البلد وتذويت قيم الهوية والانتماء في صفوف طلبة المدارس لتعزيز قيم المحافظة على المصالح العامة والتمسك بمركبات الهوية لدى أبناء مجتمعنا
[email protected]
أضف تعليق