بالرغم من مرور 22 عامًا، ما زالت والدة الشهيد وسام يزبك تحتفظ بذات الملابس الملطخة بالدماء التي استشهد بها ابنها، وما زال حنين والدة الشهيد له على ملتّها الأولى، وتعود الذاكرة أدراجها مع كل عام عند ذكرى استشهاده، وتستعيد والدة الشهيد وسام يزبك، السيدة طرب يزبك، أحداث هبة القدس والأقصى، وكيف ارتقى ابنها شهيدًا حينها، لتظلّ طوال 16 عامًا تعانق ملابسه التي استشهد وهو يرتديها، رغم تعتّقها بالدماء.

وتستذكر يزبك يوم استشهاده وتقول، القصة بدأت حين اقتحم رئيس الحكومة الإسرائيلية سابقا، أريئيل شارون، إلى المسجد الأقصى لاستفزاز مشاعر المسلمين، وقد سبق ذلك استشهاد الطفل محمد الدرّة، وفي تلك الأيام كنا في العائلة نتجهز لعرس أحد الأقارب.

وتابعت، في يوم استشهاد إياد لوابنة من الناصرة، عاد وسام من العمل إلى المنزل، وحدثني عن استشهاد الشاب لوابنة، بالإضافة إلى أنه كان يكتب في يوميّات خاصة به عن تلك الأحداث ويدونها، وبما أنّ الناصرة تأثّرت باستشهاد لوابنة تعطّل وسام عن العمل في اليوم التالي ولم يعمل سوى ساعتين بسبب يوم 'الغفران' اليهوديّ، وفي ذاك اليوم ذهب من المواجهات إلى بيت جدّه القريب مع أخواله وأبنائهم ليروا ماذا هناك، في حين كنت فيه جليسة المنزل وسمعت عن مواجهات في الحارة الشرقيّة بالناصرة، لكن لم يخطر ببالي أبدًا أن يحصل ما حصل لأنّ ابني لم يكن يقترب من تلك المواجهات.

حاولت الإتصال 

وأردفت، تلقيت اتصالاً حينها من ابنة أختي، القاطنة في الحارة الشرقيّة، لتسأل عنه، وبعدها تتالت الاتصالات للمنزل وأصبحتُ قلقة، حاولتُ الاتصال به ولم يجب، حينها قمتُ بالذهاب إلى المستشفى، لكننا لم نجد اسمه مع المصابين، ورغم أنه كان في المستشفى مصابًا يصارع الموت لم يكن اسمه مًسجلاً لأنهم لم يجدوا هويته بحوزته.

وقالت، أن راديو 2000 في حينه كان قد ذاع رقم هاتفه في حينها لكي يعرفوا من هو ذاك المصاب بإصابة خطرة، فيما استمع أحد أقربائنا الراديو ومع هذا لم يخطر بباله أن يكون وسام هو المصاب، مشيرةً إلى أنّ العائلة علمت عن إصابته حين تم نقله إلى مستشفى رمبام في حيفا، لكن بعد فوات الأوان ووجدناه شهيدًا مع إصابة بالرصاص الحيّ في الرأس.

وعن الشهيد وسام، قالت والدته، كان وسام شابًا محبوبًا وإنسانًا طيب الخلق، كان عامود البيت وأغلى ما فيه، ولكننا نحمد الله على كل شيء، لم نكن نصدّق ما حدث، كانت صدمة لكل من حولنا بسبب أنّه شخص محبوب، عدا عن أنّه الابن الأكبر الذي ربيته 25 عامًا وفقدته بلحظة واحدة، مما شكل صدمة لي وللعائلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]