تُطلق مجموعة من الاختصاصيات والاختصاصيين في مجال النطق واللغة من المجتمع العربي، الشهر المقبل، حملة تثقيف وتوعية في موضوع التواصل المعزز والبديل لذوي الإعاقات والهمم، وذلك بمناسبة شهر التوعية العالمي حول الموضوع.
ويواجه الأشخاص ذوو الإعاقة والمحدوديات عموما، وفي مجتمعنا خصوصا تحديات جمة وإعاقات ذهنية ونمائية وغيرها، ومن أبرزها صعوبة التواصل اللفظي والكتابي مع الآخر والمجتمع والمحيط الذي يعيشون به. وتعرقل الإعاقات المولودة والمكتسبة إيصال أفكار ذوي المحدوديات أو طلب احتياجاتهم والتعبير عن مشاعرهم وبذلك يعيشون في عزلة عن العالم.
ورغم أن التواصل هو حق أساسي بحياة كل إنسان معافى وسليم كان، أم يعاني إعاقة تحُد من اتصاله مع الغير، ورغم أن المنظمة العالمية لحقوق الاتصال للأشخاص ذوي المحدوديات، تركز وتشدد في ميثاقها على 12 مبدأ من الحقوق التي تبرز حق الإنسان ذو المحدودية بالتواصل مع البيئة المحيطة به، إلا أن الواقع في مجتمعنا العربي نقيض ذلك، إذ ما زال يعاني نواقص كثيرة في هذا المجال.
كما أن الموضوع وللأسف لا يلقى اهتمامًا جماهيريًا ولا إعلاميًا كافيًا، فهو مغيّب عن الرأي العام، سيّما وأن التغطية لا ترتقِ لمستوى معاناة شريحة إنسانية تعيش تحديات وصعوبات. ويقتصر حضور الموضوع في الحقل الأكاديمي العلمي البحثي وفي الحقل المهني العلاجي في وسط المختصات والمختصين بالنطق واللغة وبالتواصل المعزز والبديل وفي مدارس التربية الخاصة والمؤسسات العلاجية لرعاية ذوي الإعاقات.
في ظل هذا الواقع وبهدف رفع الوعي المجتمعي وطرح الموضوع على أجندة الرأي العام والإعلام، بادرت مجموعة من المختصات والمختصين في مجال النطق واللغة والتواصل الداعم والبديل إلى إطلاق حملة توعية وتثقيف في شهر تشرين أول/أكتوبر المقبل، حيث يصادف شهر التوعية العالمي حول الموضوع.
وقالت اختصاصية التواصل، اللغة والنطق والمختصة بالتواصل المعزز والبديل، سماح عيد، المبادرة لحملة التوعية إن "من حق كل شخص بغض النظر عن مدى المحدودية، إدارة حياته وصقلها عبر تواصله مع الغير، وجميع المبادئ الإنسانية والعالمية في هذا الشأن تشدد على حق هذه الشريحة من المجتمع بالتواصل بشكل يحترم مبادئ الإنسانية وبمعايير حضارية ولغوية ذات معنى".
وأضافت عيد أن عدم الوعي الكافي حول الموضوع في مجتمعنا يحتّم علينا أن نتناوله ونطرحه على الرأي العام من أجل إيجاد حلول لكل المعيقات وتذليل كل الصعوبات التي تحد من تواصل سلس وفعّال مع مختلف أفراد المجتمع، مما ينعكس إيجاباً في دمجهم مجتمعياً ومن ثم تحقيق هدف سامٍ من أهداف العاملين والعاملات بالتربية الخاصة، وهو مبدأ المناصرة الذاتية والتمكين قدر المستطاع من أجل مستقبل أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة."
ولفتت عيد إلى أن الحملة ستجيب على تساؤلات ومنها: ما هو التواصل المعزز والبديل ومن يستخدمه؟ كيف نحدد الاستراتيجيات والتقنيات الملائمة؟ ما هي إمكانيات التمويل؟ وهل التواصل المعزز والبديل هو فقط وسائل وتقنيات؟
وختمت عيد "مجتمعنا العربي يستحق رفع مستوى الوعي وإتاحة المعلومات ووسائل التواصل بلغته العربية في هذا الشأن، والحملة هي الخطوة الأولى على هذا الطريق".
[email protected]
أضف تعليق