يعمل في السنوات الأخيرة ضمن اتحاد ارباب الصناعة في البلاد، ما يسمى بـ "منتدى النساء في الصناعة" في لواء الشمال، الذي يضم عددا كبيرا من النساء العاملات في المجالات الصناعية المتعددة في البلاد، منهن العاملات، ومنهن المديرات وصاحبات المصالح التجارية والصناعية. ويعمل هذا المنتدى منذ انطلاقه على التطوير المهني للنساء وتأهيلهن لتسلم مناصب قيادية وإدارية في الصناعة وتوسيع تمثيلهن في إدارات الشركات ومجالس الإدارة ورفع الوعي لأهمية تطوير هذه الكفاءات النسائية في كل تدريج بهدف تعزيز عدد النساء في الصناعة.

"تشجيع الشابات اختيار المهن التكنولوجية"

ويعتبر المنتدى ملتقى مهني واجتماعي للنساء المنخرطات في مجالات الصناعة حيث يتم خلاله تبادل الأفكار والخبرات بين النساء من مختلف المجالاتت، وبهدف الاثراء المتبادل والتعاون التجاري. وفي إطار نشاطات المنتدى، يتم عقد دورات تدريبية مهنية بهدف تدريب النساء على المهن المطلوبة في الصناعة، وتوفير مزيد من التدريب للمرأة العاملة، مع التركيز على الأدوات التي تساهم في اندماجها والنهوض بمكانتها في مكان العمل.

بالإضافة إلى ذلك، يعمل المنتدى النسائي على تشجيع الشابات على اختيار المهن العلمية والتكنولوجية ذات الصلة بالاندماج في الصناعة كمستقبل مهني واعد لهن.

وقالت السيدة ماري لبّس مديرة المنتدى أنّ "وجود امرأة في مجال الصناعة يمكن أن يؤثر على المجتمع بشكل كامل وليس فقط على مجال الصناعة تحديدا، خاصة وإنّ أساليب الإدارة التي تتمتع بها الامرأة تختلف عن أساليب إدارة الرجل. عندما تضع المرأة الأهمية المجتمعية ضمن إدارتها، من خلال تعاملها كمديرة مع العمال، فهذا ينعكس أيضًا على تعاملهما مع بعضهما البعض، والتغيير هنا سيكون تغييرًا داخل الشركة وينعكس الى ما هو خارج الشركة أي المجتمع بأكمله ولا يبقى فقط ضمن إطار المجال أو الشركة.

"تبادل الخبرات والأفكار والتشبيك"

وعن دور المنتدى النسائي في لواء الشمال قالت لبّس:" بدأ هذا المنتدى من منطلق الحاجة الماسة لانخراط النساء في مجالات صناعية مختلفة، ودخولهن بالأساس للمنتدى يهدف لتوسيع الآفاق والمعرفة. لا شك أنّ وجود النساء في أطر كهذه وتنقلها كل مرة لمصنع مختلف هو خطوة هامّه جدا لها للتشبيك والمعرفة، ولمواكبتها لنماذج نسائية ناجحة خلال لقاءات المنتدى يعتبر محفزا كبيرا لهن، وخاصة الخوض في أحاديث مشتركة بين النساء حول التحديات والصعوبات التي يواجهونها، فهناك العديد من الأمور المشتركة. هذا الأمر يُشعر المرأة أنها ليست الوحيدة التي تمر بظروف وتحديات سواء في مجال الإدارة او التوفيق بين العمل والأمور الأخرى. المنتدى يفتح المجال لنساء من كافة المجالات، عاملات، موظفات ولا يقتصر فقط على نساء من مجال الصناعة، فعلى سبيل احدى عضوات المنتدى امرأة استلمت مؤخرا إدارة مصنع نبيذ، وعملت على تغييرات عديدة في المصنع من خلال الحفاظ على جودة البيئة بموازاة ذلك، حيث قالت لي في احدى المرات - لا نريد فقط أن نزرع كروم العنب وإنّما نريد أن نحافظ على البيئة أيضا- من خلال هذا يمكن ملاحظة البصمة النسائية الكبيرة في الصناعة بشكل عام والمجتمع أيضا، نظرة نسائية جميلة جدًا ومثيرة للاهتمام".

ويضمن المنتدى الذي يعمل في منطقة الشمال تحديدا ما يقارب 153 عضو من النساء الرياديات منهن العاملات والمديرات في الشركات والمصالح الصناعية منهن 14 امرأة من المجتمع العربي فقط حيث قالت لبّس عن هذا الموضوع:" باعتقادي أنّ الصورة النمطية السائدة في المجتمع العربي، تربط مجال الصناعة بوجود الرجال فقط وليس النساء، رغم ذلك المفاهيم بدأت تتغير، وبدأنا نرى العديد من النساء اللواتي يدخلن لمجالات الصناعة ويتركن بصمة لا يستهان بها ويسعين للعمل على تطوير أنفسهن للتقدم في هذا المجال، النماذج الموجودة عديدة في السوق وتعتبر المحفز الأول للشابات".

"من عاملة بسيطة الى مديرة شركة"

وعن إنجازات المنتدى الأخيرة قالت لّبس:" أحد أكبر الإنجازات برأيي يكمن في وجود هذا الكم الكبير من النساء اللواتي يشاركن في هذا المنتدى، يشاركن في النشاطات المختلفة ويشجعن النساء الأخريات على الدخول والتقدم في مختلف المجالات الصناعية، كان مفاجئا جدا لي أن أعرف عن امرأة تحولت من عاملة بسيطة إلى مديرة شركة بعد أن تم رفضها عدة مرات، ودخلت وأحدثت تغييرًا كبيرًا في المفاهيم في الشركة، هذا التغيير والرؤية المتسعة لديها هي انجاز".

وعن نشاطات وخطط المنتدى القادمة اشارت لّبس: "نحن في المنتدى نعمل على توسيع النشاطات واللقاءات والعمل على التجديد المستمر فيها من حيث المضامين والأشخاص، ويهمّنا أن يكون هنالك تعاونًا مشتركًا مع المنتدى في مناطق المركز والجنوب من أجل التشبيك معهم لما فيه صالح زيادة عدد النساء في المجالات الصناعة عامة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]