أعرب  مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في چفعات حبيبة المحلل السياسي محمد دراوشة، أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد في الأمم المتحدة بالأمس كان موفقا من حيثية المردود المتوقع في الانتخابات المقبلة، وأنه نجح في اثبات شخصيته القيادية الثابتة على الساحة الدولية.

ووصف دراوشة ظهور لبيد بالمتوازن "مع سيطرة مطلقة على المضامين التي تعاطى بها خلال الخطاب، بالإضافة الى الجرأة في الطرح وتصور مستقبلي للقضية الفلسطينية، حيث يعد هذا الطرح مغاير عن ما جاء طوال الأعوام الـ12 الماضية".


وأضاف دراوشة ان التحدث عن القضية الفلسطينية سيعود بجوانب متعددة على لبيد واولها تماشي المركز يسار مع مواقفه مما سيزيد الدعم له، بالمقابل قوى اليمين ستستغل هذه الفرصة للهجوم عليه وتخوينه.

وتابع: "لم يتطرق الخطاب للقضية الفلسطينية فحسب انما كان هنالك حضور للمواطنين العرب في إسرائيل، وسجلت هذه من اهم النقاط التي تم التركيز عليها لانها لم تذكر في السابق في منصة الأمم المتحدة. وجاء طرح هذا الموضوع كنوع من التفاخر لسياسة إسرائيل مع المواطنين العرب، واهمية الشراكة السياسية التي ذكرها لبيد ما بين العرب واليهود، بالإضافة الى وجود وزراء عرب في حكومته، ولعل هذا الامر يتوارد في اللاوعي لديه، مما يساهم في فتح المجال لفكرة دخول الأحزاب العربية لائتلاف حكومي مستقبلي".
وأوضح دراوشة ان معيار ذكر مثل هذه الأمور في الخطاب العالمي للأمم المتحدة لا بد ان يكون مدروس ولا يفصح عنه للملأ من اجل جذب الرأي العام او الصحافة لنشر هذه المخططات، كما ان كل كلمة ترد على لسان لبيد تحسب له في حسم الأصوات الانتخابية.
"الا أنه وبالطبع هنالك محاولة لتجميل اسرائيل في هذه الخطوة أمام جهة امام الأمم المتحدة والعالم، وترسيخ فكرة أنها دولة ديمقراطية ترفع قيم المساواة.

وأنهى دراوشة: " لبيد اختار النهج السياسي الذي سيسير عليه في رحلته السياسية، وربط مصيره في معالجة القضية الفلسطينية ودمج الشراكة السياسية بين العرب واليهود وهذا ما ميزه عن غيره، عن نتنياهو بشكل خاص.
وحول حديثه عن حل الدولتين وإمكانية التقدم بالمحادثات قبل الانتخابات، قال دراوشة أن هذا مستبعد لكن من الممكن أن يتم تنظيم قمة بين لبيد وملك الأردن وأبو مازن، علها قد تساعده في اظهار نفسه كشخص يجلب الأمل بحل الصراع".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]