شهدت الأسواق العالمية ارتفاعًا بأسعار البن في العامين الأخيرين، على ضوء النقص الكبير في كميات قهوة "أرابيكا" ذات الأصول العربية، بسبب أزمة المناخ والطاقة والنقل البحري وعوامل أخرى، خاصة منذ ظهور جائحة كورونا، فيما يتوقع الخبراء استمرار ارتفاع أسعار البن في الفترة القريبة المقبلة في البلاد والعالم، في ظل قلة العرض مقابل ازدياد الطلب.

وتشير المعلومات الصادرة عن جهات تُعنى بسوق القهوة، إلى أن أسعار القهوة ارتفعت بنحو 12% في شهر أغسطس/ آب المنصرم، وبنحو ثلاثة أضعاف في العامين الأخيرين، لكن الارتفاع لن يقف عند هذا الحد.

فقد تضرر الإنتاج العالمي لبن "أرابيكا" في العام الأخير بنحو 350 ألف طن نتيجة موجة الصقيع التي ضربت المحاصيل في دولة البرازيل، علمًا أنها تنتج نحو 40% من كمية البن العربي في العالم، ثم تبعتها في شهر يوليو/ تموز من هذا العام موجة جفاف، تسببت بتلف كبير للمحاصيل ايضًا، سيكلّف محصول القهوة للعام المقبل خسارة نحو 350 ألف طن أخرى. ولم تؤثر عوامل المناخ على البرازيل وحدها وإنما على دول أخرى مجاورة منّتجة للقهوة مثل كولومبيا.

تأثير النقل على الأسعار


ليس الطقس وحده ما تسبب بارتفاع الأسعار، ولكن أيضًا قضية النقل.

وتشير بعض التقارير إلى أن النقل من افريقيا الى إسرائيل، كان يكلف نحو 1200 دولار على سبيل المثال قبل جائحة كورونا، فيما بلغ اليوم نحو 5500 دولار. وكان يكلّف نحو 2400 دولار من اميركا الجنوبية، ليبلغ اليوم نحو 7500 دولار، يضاف الى ذلك ارتفاع أسعار الطاقة التي تؤثر في نقل القهوة وصناعتها.

طلب كبير وعرض منخفض في بورصتي نيويورك ولندن

تتحدد أسعار البن في العالم بناء على ما يحدث في بورصتي نيويورك ولندن. بورصة نيويورك تتداول القهوة الخضراء، قهوة "أرابيا"، ومصدرها مركز القارة الأمريكية وافريقيا ، فيما بورصة لندن مسؤولة عن قهوة "الروبوستا" الأكثر مرارة والأقل سعرًا ومصدرها افريقيا واسيا، وخاصة فيتنام. وبالتالي نتيجة الطلب الكبير على القهوة في البورصة، دون وجود كميات كافية لعرضها، أي قاعدة العرض والطلب، فإن الأسعار ترتفع.

هل ثمة بشائر للمستهلك رغم الغلاء ؟

يستهلك المجتمع العربي في البلاد كميات كبيرة من القهوة الحاضرة في مختلف المناسبات، والتي تدخل البيوت من أوسع أبوابها. وربما لاحظ المستهلكون ارتفاع بعض أسعار القهوة في العامين الأخيرين، لكن الارتفاع كان محدودًا حتى الآن بحيث لم يشعر به معظم الناس. وتشير بعض المعطيات الى أن جزءًا من مستوردي البن والعاملين في هذا القطاع امتصوا الارتفاع بالاعتماد على المخزون القائم لديهم، لكن مع انخفاض المخزون واستيراد كميات جديدة، فإن القهوة قد تتأثر حتمًا بالارتفاع الحاصل في الأسواق العالمية.

مع هذا، ثمة من يرى بأن الارتفاع قد يكون محدودًا ولفترة محدودة ايضًا، خاصة في ظل الركود الاقتصادي في البلاد ومن جهة أخرى مع بدء تراجع تكاليف النقل البحري الذي قد يؤثر في تراجع أسعار القهوة ايضًا بالإضافة إلى منتجات وسلع أخرى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]